Thursday 27th march,2003 11137العدد الخميس 24 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اندفاع أمريكي يثير الغضب! اندفاع أمريكي يثير الغضب!

اطلعت على رأي الجزيرة في الصفحة الثانية بعنوان «الحرب المرفوضة انسانياً» في عدد الجزيرة رقم «11132» وتاريخ 19 محرم 1424هـ الموافق 22 مارس 2003م لذا اتساءل احياناً ومعي الكثير من ابناء الامة العربية حول نفع الكلمة حتى ولو كانت كلمة حق عندما ينطلق السلاح ويحل العقل الالكتروني محل العقول البشرية وينقلب الحوار بالكلمات والبراهين الى حوار بالصواريخ ويصبح معيار الحق والعدل والحرية خاضعاً لمقاييس طاقة البوارج الحربية والقاذفات الصاروخية والطائرات البركانية التي تحمل قنابل من زنة «7 اطنان» واكثر فأين هي مقاييس المبادئ وشرعية حقوق الانسان. وما فائدة الكلام والكتابة لأمثالنا عندما تكون ساحات القتال محجوزة للكبار يمارسون فوقها فصاحة القتل والتدمير وتنتشر فوق سطوح بحارها بقع سوداء من الاحقاد وتصفية الحسابات واعادة رسم الخرائط وتقرير مصائر الشعوب لعقود طويلة مقبلة؟ لعل الاندفاع الامريكي المحموم في حربه ضد العراق يثير القلق الشديد لابل يثير الغضب والسخط والاستنكار كيف لا والولايات المتحدة الامريكية ماضية بتعقيد الاوضاع وتأزم الامور وذلك باندفاعها نحو الكارثة والدمار والدماء بالرغم من دعوات السلام والمظاهرات المناهضة لهذه الحرب والتي تعج بها مدن وعواصم العالم.
ولكن امريكا عاقدة العزم في استمرار غزوها للعراق واحتلاله وتدمير قواته وتشتيت ابنائه وتقسيم ارضه بذريعة اصبحت لا تنطلي على احد وبحجج غدت ضعيفة وواهية لا يصدقها حتى الاطفال فالهدف الامريكي من وراء هذه الحملة هو نفط العراق وهو ثاني مخزون استراتيجي في العالم هذه الحقيقة الاولى اما الحقيقة والتي لا تقل اهمية عن الاولى فهي حماية اسرائيل وتأمين نفوذ الدولة العبرية الصهيونية واطلاق يدها مع اليد الأمريكية في كل الاتجاهات والقفز على القضية الفلسطينية التي هي اصلاً لب الصراع في المنطقة وفي العالم وتمييع فكرة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لابل الغاؤها وفرض حلول مقابل ذلك استسلامية صغيرة تحت الضغط والاكراه.
اما الحقيقة والهدف الثالث من وراء الحرب الامريكية على العراق وهو الاخطر على الاطلاق هو تهديد دول وعواصم عربية اخرى وعلى مراحل وفي ظل ظروف دولية واقليمية مناسبة وذلك بتهمة الارهاب تارة وتارة اخرى بتهمة حيازة اسلحة دمار شامل قد تحصل عليها منظمات معادية لامريكا.
هكذا سوف يزعمون لتمرير العدوان والغزو والاحتلال لدول اخرى في ظل امم متحدة ومجلس امن تحركه وتجمده امريكا حسب رغبتها ومصالحها هي وايضاً رغبة ومصالح اسرائيل بالتالي.

محمد وراد الرويلي / القريات

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved