Thursday 27th march,2003 11137العدد الخميس 24 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في بيان لهيئة كبار العلماء.. في بيان لهيئة كبار العلماء..
فوضى الحرب لا تخلّف سوى الموت وتوقد العداوة بين دول وشعوب العالم

* الرياض - واس:
صدر عن هيئة كبار العلماء بيان امس بشأن الاحداث الراهنة هذا نصه .. بيان من هيئة كبار العلماء..
الحمد لله الواحد الاحد خالق الخلق الرب الصمد مرسل الرسل رحمة للبشر والصلاة والسلام على نبينا محمد امام الرحمة المبعوث بالهدى المأمور بالعدل وبيان الحق الداعي الى الرحمة والاحسان وعلى آله وصحبه اجمعين.وبعد.. ان المرء في وطننا الإسلامي والشعوب المحبة للسلام في كل مكان من هذا العالم قد آلمه قيام هذه الحرب في العراق ادراكا ووعيا بأن الحروب لا تخلف وراءها غيرالدمار وانه لا منتصر في قضية خاسرة فالجميع في هذا العالم سيصاب بآثارها وسيعيش ماساتها في غياب تحكيم العقل والحكمة.
وان كل مؤمن على هذه الارض ممن حكم عقله واعرب عن قلقه من قيام هذه الحرب ليدعو الامة الإسلامية والدول والشعوب المحبة للسلام والمتمسكة بمبادئ العدل الى المبادرة سريعا بالعمل على ايقافها رحمة بالبشرية جمعاء واحتراما للمواثيق وصيانة للانسانية عن انتشار فوضى الحروب التي لا تخلف غير الدمار في العمران والموت للانسان فترمل النساء وتثكل الشيوخ وتفزع الصغار موقدة في نفس الوقت نزعات العداوة والكراهية بين دول العالم وشعوبه.
واننا اذ نعلن هذا البيان لكافة ابناء المملكة لندعوهم الى الالتفاف حول قيادتهم التي بذلت من الجهد الكثير في سبيل تجنيب العراق وشعبه هذه الحرب منذ ان بدأت نذرها تسطع في الافق ولم يهدأ ولن يهدأ لها بال حتى تجد مدخلا مشرفا لاحتواء الحدث في محاولات نأمل لها النجاح لتجنيب المنطقة ويلات الحرب، وما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين واخيه ولي العهد حفظهما الله في هذا الشأن غنية عن كل بيان او تبيان كما ان موقف المملكة الرافض لهذه الحرب واضح ومعلن للجميع.
ونذكر انفسنا وجميع ابناء الامة بالتسمك بتقوى الله والبعد عن التفرق والاختلاف والوقوف صفا واحدا عملا بقول الله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقواا} وقوله {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} وهو امر الهي متعين على الجميع في كل الاحوال وهو في زمن المحن والازمات اوجب والزم.
ومن ذلك نبذ الاشاعات المغرضة التي تستهدف امر ديننا واستقرارنا وامننا ومن ذلك محاولة من تسول له نفسه من ضعاف النفوس المساس بوحدة بلادنا بقول أو فعل.
وعلى المسلم الغيور حال الفتن والاحداث الجسام التي تتعلق بالامة عموما ان يتقي الله في امته ولا يكون عجولا بل عليه التحلي بالاناة والرفق ورد الامور الى اهلها يقول الله سبحانه وتعالى {وّإذّا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذا عوا بة ولوّلردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم }، مؤكدين ضرورة التثبت وواجب الالتجاء الى الله قولا وعملا وان يحفظ لمملكتنا امنها في دينها ودنياها وان يوفق ولاة امرها ثباتا على الحق وان يحفظ بلاد المسلمين عامة وعلى سائر اهل العلم في هذه المملكة وفي كل مكان ان يبصروا الناس بآثار الفتن وعواقبها الوخيمة ويحثوا الناس الى الالتجاء الى الله بالدعاء وكشف الضر والالحاح عليه «جل جلاله» في ذلك الاكثار منه وسؤاله المغفرة وتكفير الذنوب فهو القائل جل جلاله {وّإذّا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان}.
ان هذا البيان انما هو لتأكيد ما عليه حكومة هذه البلاد وعلمائها وشعبها من رفض للحرب والله المعين والقادر المقتدر على كل امر نسأله بجلال قدره ان يطفئ برحمته هذه الحرب وان يعم السلام ارجاء المعمورة بيده تدبير كل امر واليه المنتهى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

هيئة كبار العلماء
رئيس المجلس عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved