Thursday 27th march,2003 11137العدد الخميس 24 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
إسكات المصداقية والدعوة للفتنة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تدمير مبنى التلفزيون العراقي ومجمّع وزارة الإعلام في بغداد فجر أمس الأربعاء من قبل المقاتلات الأمريكية يظهر مدى استياء غزاة العراق من تفوق الإعلام العراقي الذي أثبت نجاحه في إدارة المعركة الإعلامية في الحرب الدائرة، من خلال انتهاجه المصداقية، وتكثيف المعلومات أولاً بأول حيث تناوب المسؤولون العراقيون بدءاً بالرئيس صدام حسين ونوابه والوزراء بالوجود إعلامياً والتحدث للعراقيين والعرب وكل من تصل اليهم الرسائل الإعلامية، وبما أن الاسلوب العراقي انتهج الصدق وعدم المبالغة، والوجود في الوقت المناسب فقد كان التأثير إيجابياً ومتفوقاً على الاسلوب الامريكي والغربي الذي لاحظ المتابعون وقوعه في العديد من الاخطاء وبث اخبار ثبت فيما بعد عدم صدقها، وقد ادى هذا الاسلوب إلى نفور المتلقي من الرسائل الإعلامية سواء من العرب أو الغرب في وسائل الإعلام التي تورطت في نقل الروايات الأمريكية والبريطانية فأصبح المواطن العربي يفضل «العربية وابو ظبي والجزيرة والفضائية العراقية، على بي.بي.سي وسي.ان.ان، في حين لفظ وبازدراء فوكس نيوز وسي.بي.اس وغيرها من المحطات الفضائية التي روجت للكثير من الاكاذيب التي زودهم بها جنرالات الحرب الامريكيون والبريطانيون والتي كان آخرها الزعم باندلاع اضطرابات في مدينة البصرة من قبل الشيعة، حيث اسبغوا على ما يحلمون به ب «الانتفاضة»!! ونسبوا الخبر الى مسئول في أحد أحزاب المعارضة العراقية الشيعية إمعاناً في إضفاء نوع من المصداقية على الخبر الكاذب الذي هدفه بالاضافة الى إثارة البلبلة والتشكيك في الصمود العراقي والتلاحم بين السنة والشيعة، ايضاً إثارة فتنة بين الطائفتين المسلمتين في العراق اللتين اكد علماؤهم وقادتهم السياسيون، كما اوضح بيان الحوزة الدينية في النجف.
الآن وعندما تيقن الجميع من كذب الانباء التي اول من روج لها جنرال بريطاني، وبعد مبادرة القائد الشيعي المعارض تكذيب ما نسب اليه، ظهر علينا وزير الحرب الأمريكي ينصح العراقيين بعدم القيام بالانتفاضة الآن..!
هذه الأساليب الإعلامية من قبل العراقيين والامريكيين يفسر اقدام المقاتلات الأمريكيةعلى تدمير مجمع وزارة الإعلام العراقية وما يضمه من محطات تلفزيون «تلفزيون بغداد - وتلفزيون الشباب، والفضائية العراقية وأجهزة إرسال المحطات الفضائية العربية والاجنبية الاخرى، وطبعاً الهدف واضح، وهو منع نقل الصوت العراقي للخارج بعد أن فضح أكاذيبهم.
اما بالنسبة للدعوة الى احداث فتنة بالعراق والترويج لما يزعمون من حدوث «انتفاضة».
مصطلح الانتفاضة هذا يثير السخرية والاشمئزاز، اذ كيف ينتفض العراقي ضد نفسه.. في حين يسكت عن غزو أجنبي ينتهك أرضه وينال من كرامته..!!
العراقيون حتماً غير ذلك.. فقد سمعت ومن خلال محطة فضائية عربية لبنانية قول عراقي وهو عند الحدود الاردنية عائداً لبلده، وهو يرد على سؤال المراسل الذي سأله عن أسباب عودته للعراق في حين يهرب الجميع منه.
قال العراقي.. «ما معنى الوطن عندما تفر كلما احاطت به نائبة..!!
يضيف.. نحن العراقيين لا نتخلى عن وطننا واشار الى الاماكن في المخيم.. قائلاً هذا المخيم يستوعب خمسة آلاف شخص.. هل تجد فيه عراقياً واحداً قادماً من العراق..؟!! فكل الذين يمرون بهذا المخيم يعودون الى العراق.. ليشاركوا اهلهم المصير ومواجهة الغزاة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved