راتشيل كوري ستظهر في بغداد!!
د.محمد أبو بكر حميد

الذين يدافعون عن الحق ويؤمنون به ويموتون من أجله هم الذين يعتبرونه المصلحة الوحيدة المشتركة بين شعوب العالم وكل البشر. وانطلاقاً من الإيمان بهذا المبدأ آثرت الشابة الأمريكية راتشيل كوري (23 عاماً) تقديم حياتها الأسبوع الماضي 17/3/2003م دفاعاً عن الحق الفلسطيني الذي لا تربطها به دين أو جنس أو لغة أو حتى جوار، أصرت تلك المواطنة الأمريكية على اعتراض جرافة إسرائيلية تقوم بهدم منزل في أحد مخيمات قطاع غزة فسحقها الجراف السفاح بلا مبالاة ليؤكد استعداد اسرائيل لسحق كل من يعترض جبروتها. ولم يثر هذا الحادث غيرة الحكومة الأمريكية التي ديست كرامتها تحت الجرافة الإسرائيلية بل أوقعت الخطأ على الفتاة نفسها!! وراتشيل كوري نموذج سيتكرر كثيراً فلن ننسى الذين اعتصموا في مكتب عرفات أثناء حصاره من جنسيات غربية مختلفة وكانوا على استعداد للموت معه، واليوم يوجد في بغداد عشرات من المواطنين الغربيين على استعداد لتقديم أرواحهم دروعاً بشرية دفاعاً عن الحق الذي تغتاله حكومتا أمريكا وبريطانيا في العراق.
ليس غريباً على المسلم أن يكون استشهادياً لأنه يدافع عن حقه وأرضه وعرضه ويطمع في الشهادة والجنة. لكن هذا الأوروبي أو الأمريكي -وهم من أكثر البشر حرصاً على الحياة- لا يأتي لتقديم روحه من أجلنا إلا بعد التأكد أنه لم يأت إلا دفاعاً عن الحق والحق وحده!