Friday 21st march,2003 11131العدد الجمعة 18 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أكثر من عنوان أكثر من عنوان
الخطاب الرياضي
علي الصحن

أجزم أننا بتنا مطالبين في الوقت الحاضر بأن نرتفع ونسمو بخطابنا الرياضي ليحاكي على الأقل ما حققته الرياضة السعودية من انجازات كبرى خلال العقدين الأخيرين من الزمن، من أجل أن نساهم في دفع عجلة التطور الرياضي وأن يكون لنا يد في رتق ما ثقبه التعصب في ثوب الرياضة الجميل.
إن للخطاب الرياضي دوره الكبير في التوجيه والتثقيف والنقد والتقويم والاصلاح متى ما كان حافلاً بكل المقومات التي تؤهله لذلك خاصة عندما يكون موجهاً للقارئ بأسلوب سهل مفهوم خالٍ من أي تعقيد.. وتعصب!! بيد أن ثمة آراء تخالف الواقع وتغير المفاهيم وتبحث عن الاثارة ولو على حساب المصداقية، وللأسف الشديد فإن لهذه الآراء وقعها السلبي على المشجع اوالمتلقي وأعتقد أن ما سمعناه وقرأنا عنه في الفترة الأخيرة في احدى مباريات الناشئين من أحداث دخيلة على الرياضة السعودية لم يكن إلا نتاجاً لبعض الكتابات والعناوين الصحفية الغريبة!!
والغريب أن بعض الأقلام قد تبنت بعد تلك المباراة حملة الدفاع عن الأطراف المعنية والقول ببراءة طرف وإدانة آخر وقد كان الأحرى بهم أن يدركوا حجم الأمانة الملقاة على عاتقهم وأن يسعوا إلى نزع بذور التعصب بدلاً من تأجيجها بأساليب ركيكة تذكرنا بصيحات المدرجات في الزمن الماضي!!
إن الواقع يفرض علينا أن نكون أكثر واقعية وحيادية ومصداقية.. وأن نتذكر دائماً أن القارئ قد اختلف عن ذي قبل.. وأن نسعى دائماً لتطوير خطابنا الرياضي بدلاً من تكريس بعض العبارات والمفاهيم التي تدعو إلى التعصب وتحض عليه بأسلوب أو بآخر.. وملء المقالات بعبارات غريبة وعناوين مضحكة هي في واد والرياضة في وادٍ آخر!!
هلال الأمس واليوم
الضرورة جعلتني أكتب هذه الأسطر قبل أن أعرف ما الذي فعله الهلال البارحة أمام القادسية.. وأياً كانت النتيجة فإن هلال اليوم لم يعد هلال الأمس.. وبات أسطورة زمن مضى وابداع انفرط كالخرقة البالية تتقاذفها الرياح في كل جانب!!
الهلال وعلى كافة الأصعدة.. محلياً وخليجياً وقارياً .. لم يعد ذلك الفريق النموذجي الذي يحتذى به.. ولم يعد ذلك «الزعيم» الذي ترتعد له فرائص الآخرين.. ولم يعد أيضاً ذلك البطل الذي تتوقع أن يفوز بالذهب حتى في أسوأ حالاته..
هذا هلال اليوم.. ونتاج «انجازات» السنين.. بات فريقاً مهلهلاً عاجزاً عن فعل أي شيء.. عاجزاً عن الفوز.. عاجزاً عن المقاومة.. عاجزاً عن البطولة..!!
هذا هلال اليوم.. طال بياته.. وامتد سباته.. وتقلصت انجازاته!!
هذا هلال اليوم.. لم تفد معه أي محاولات عاجلة بذلتها إدارته للترميم.. فلا اللاعبون الأجانب أفادوه.. ولا المدرب الجديد انتشله.. ولا نجومه استفادوا من حجم خبراتهم لبلورتها إلى عمل فني داخل الميدان!!
هذا هو الهلال.. يحكي معاناته بنفسه.. ينقل جروحه النازفة على كفه.. يكفكف عبراته.. ويئن آهاته.. ويترحم على زمن كان اسمه فيه كافياً لبث الرعب في الفرق الأخرى!!
هذا هو الهلال يا رجال الهلال.. تصدعت أركانه.. وتبدلت ألوانه.. واختلف عنوانه.. وتاه بيانه.. وصار ينظر إلى الخلف متوجساً خيفة.. بدلاً من النظر للأمام لشق طريقه!!
الهلال أيها الهلاليون يحتاج إلى الهلال!!
يحتاجكم أكثر من أي وقت مضى.. يحتاج لمن يدعمه ويحثه ويساعد على ضخ الدماء في شرايينه!!
والهلال يحتاج إلى دعمكم بالمال والرأي والمشورة.. وادارته الشابة أيضاً تحتاج لوقفتكم بدلاً من تركها وحدها تصارع الأمواج في زمن كثر فيه المنافسون وقويت شوكتهم وفي زمن ما زال فريقكم فيه على حاله!!
والهلال يا إدارة الهلال يحتاج للكثير..
يحتاج إلى لاعبين جدداً يسدون عوزه ويساهمون في إعادة تأسيسه!!
ويحتاج إلى أجانب مميزين «عليهم القيمة» يستحقون ما يصرف عليهم من مادة.. وانظروا إلى الفرق الأخرى.. انظروا إلى العربي الكويتي والعين الإماراتي والسد القطري.. والنصر السعودي.. انظروا كيف أضاف لهم الأجانب وكيف ساهموا في زيادة مكتسباتهم..
أيها الهلاليون كان الله في عونكم فالخرق اتسع على الراقع ومهمة العودة باتت أكثر صعوبة.. والعقد الأزرق بات ينفرط رويداً رويداً.. والأمر لم يعد كبوة جواد.. وهو يتطلب المصارحة.. والصدق في علاج الأمور.. حتى يعود الهلال.. إن كان في تاريخ صولاته وجولاته بقية!!
أي بني هلال.. هل من قارئ حصيف لجداول ترتيب الفرق في المسابقات الكروية المحلية..
هل من قارئ لموقع الهلال في ترتيب فرق الشباب وفرق الناشئين.. هل من قارئ يدرك أن ما يحدث حالياً في القاعدة ربما يكون نذير تدهور قادم للفريق الأول ما لم يتداركه أبناؤه ويبدؤون في إعادة بريقه..
يا هلاليون لن أكون متشائماً فخسائر الفريق المتتالية لم تترك مجالاً لبقية تشاؤم.. بيد أني أرفض أن يظل الحال وأجزم موقناً أن الهلاليين الرسميين يرفضون ذلك أيضاً!!
مراحل .. مراحل
** شباب الهلال في المركز الثامن.. وهم مهددون بالهبوط إلى دوري المناطق، والغريب أن هناك من يدافع عن الأسلوب الذي كان يدار فيه الفريق في السابق.. هذه هي النتائج والأرقام تتحدث وتكشف الحقيقة.. وكان الله في عون إدارة الفريق الجديدة في مهام الاصلاح الصعبة!!
** كل شيء كان يمر بهدوء وعندما أصبح الحديث عن صاحب «الحصانة» الخاصة تغيَّر الحال..!!
** موعد المباراة جعل الإدارة تخالف الكاتب الذي يشاركها الميول في رأيها بذلك النادي!!
** الدعيع مطالب بمراجعة حساباته قبل فوات الأوان.. أما عبدالله سليمان فإن على المدرب الهلالي أن يراجع حساباته ويسأل نفسه أي فائدة سيقدمها هذا المدافع للفريق الهلالي!!
** هل بدأت أيام العسل تنتهي بين المدافع وفريقه الذي انتقل إليه قبل موسمين!!
** مشكلتهم أنهم لا يعلمون ولا يعلمون أنهم لا يعلمون!!
** بودي أن أعرف الآن ماذا قدمت اللجنة الرباعية.. وما هي أبرز نتائج عملها مع الفريق الهلالي؟!
** رغم أن الفوز كان متوقعاً وسهلاً للغاية إلا أن الفرحة كانت أكبر منه وتواصلت المبالغة بها كالعادة!!
** يبدو أن الاحتياط أكثر من جماهير ذلك الفريق!!
*، تلقيت عدة اتصالات بعد المقال السابق «حقيقة عواجيز الهلال» وأود هنا أن أشير إلى أمرين:
- أولهما أنني وكما أسلفت لست ضد سياسة التجديد وضخ دماء جديدة في الفريق.. وليس حديثي السابق اشارة مني إلى قدرة القاعدة الهلالية على فريقها في السنوات السابقة!!
- وتانيهما أنني أخطأت في عمر لاعبين في الفريق وهما أحد الجري وذياب مجرشي والصحيح هنا أن عمرهما «18» سنة وأشكر زميلي طارق العبودي على إفادتي وإفادتكم!!
أخيراً
يقول الدكتور غازي القصيبي في كتابه «العولمة والهوية الوطنية»: «إن هزائم اليوم يمكن أن تتحول إلى انتصارات الغد، بشرط أن نواجه أنفسنا، ونواجه الحقائق، فنسمي الانتصار انتصاراً، ونسمي الفشل فشلاً، ثم ننطلق فنحلل أسباب الانتصار وعوامل الهزيمة».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved