منذ زمن ليس ببعيد
وصلتني المرأة العاصفة وقبلها البحر..
إهداء من صاحب بوحها الإبداعي الأستاذ/عبدالله بن صالح الوشمي، قرأته، فأعجبتني كلماته الهادئة.. لأخبئ هدوء الديوان «البحر والمرأة العاصفة» في ركني الفوضوي!!
الآن..
أزعجني هدوئي.. فأحببت ان أثيره بصخب هادئ.. فعدت لأقرأ الديوان مرة أخرى ليتجدد لي في كل صفحة.. صفحة بيضاء تحمل في ذاكرتها سيرتها الأولى..
ليشعل شاعرنا شمعته الأولى
وتحت وميضها
يفتش شاعرنا مع الرومي
عن إنسان!!
لا أعلم..
هل وجد ذاك الإنسان
ام انه وجد بقايا منه!!
يكون شاعرنا عرافاً
ليقرأ كف الوطن
«خائفاً كنت يا وطني
اترقب ان تكتب الأرض ديونها في عروقي
وان تلد الأم فارسها في سكينة».
ثم يعود لسيرة البدوي
يهذي بها
ويعبث بعبثية جميلة
بأوراق ذاك البدوي
المعانق للشمس!!
حيث صور لنا عرساً
من الشعر
تسكنه طقوس البادية
وملامحها!!
ويهذي من تراب البيد
رحيقاً
ليناجي وحدته مع الآتي
والماضي..
من الحضارات!!
ثم يصل شوق
البدايات ذروته
لتنادي
«ألا تعود فقد غنتك أودية
خضر، ونادتك من شوق بداياتي»
ويعود شاعرنا مع السندباد
المسجى في سفينته
حيث أصبحت أحلامه ناراً
وذاكرة الصحراء
تكتبه
وتنثره لليل..
«إن كان قد مات من طول السفار فكم
قد أشعل الليل والأفلاك أسفارا»
لكن..
ماذا يا شاعرنا عن الغلام
وما الذي يخبئه قيس؟
وكيف لذاكرة الحرف
ان تحتفظ بنبوءة الشعر!!
ولا أزال بين دهاليز ذاك الشاعر
في بياضه النقي..
حين قرأ مفتتح الحب..
لصديقه الذي قتله!!
داخل الخيمة
في الغياب!!
شاعرنا
في ديوانه..
«أبداً يكتب القصائد بالدمع
فلا جوقة ولا من حضور»
هو شاعر احترق
الرحيل والهطول!!
فأنتج
(البحر والمرأة العاصفة)
لا لتقرأ..
بلَ لتقتنى أيضاً.
للتواصل: ص.ب 56951 الرياض 11564
|