|
| |||
إن المتأمل في هذه الحياة يجد انها لا تدوم لأحد وان السعادة لا تكون ابدية بل تتفاوت من حين إلى آخر، فكم اضحكت الدنيا وابكت وكم اسعدت فترة من الزمن واحزنت فترة من الزمن؟ فدوام الحال من المحال وهذه الدنيا دار ممر وليس دار مقر وان الله مستخلفنا فيها وناظر ما نعمل فيها ثم الرحيل منها قال تعالى { كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة} [آل عمران: 185] .وقال {كل من عليها فان.....} [الرحمن: 26]. وقال القائل: هو الموت ما منه ملاذ ومهرب متى حُطَّ ذا عن نعشه ذاك يركب نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها وباب الردى مما نؤمل أقرب
فالموت حقيقة لا ينكرها أحد وكل إنسان يعلم علم اليقين أنه ميت لا محاله فهو آية من آيات الله ومعجزة من معجزاته سبحانه وتعالى فالموت هادم اللذات ومفرق الجماعات وميتم الأطفال ومرمل النساء وقاطع الأماني. فكم من بيت ادخل الحزن عليه فأخفى معالم كبير لهم أو صغير عندهم، ومن البيوت التي ادخل الموت الحزن عليهم بيتان من اسرتنا بل اكثر من ذلك. فقد فجعت اسرتنا بمصيبتين عظيمتين متقاربتين ما كادت تنطفي أحزان الأولى وترتخي استارها حتى صرخت الأخرى بعدها مباشرة. ففي يوم الأحد الموافق 15/12/1423هـ وبعد صلاة المغرب فجعت الأسرة بوفاة شيخ جليل وفرد من افراد الأسرة العم/ حسن بن ناصر بن عثمان الرزوق عن عمر يناهز الثمانين من عمره بعد معاناة طويلة مع المرض فارق الحياة وهو يلهج بكلمة التوحيد لا إله إلا الله، فما زال يرددها قبل وفاته بنحو ثلاثة ايام فأكثر حتى فارق الحياة وهي لم تفارق لسانه وهذا الموقف يذكرني قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه ابوداوود. فخيم على افراد الأسرة الحزن والأسى بهذا المصاب الجلل ولكن تغلبت عليه بالصبر والاحتساب وما كادت تنهى هذه المصيبة حتى نعقت مصيبة اخرى بعدها بيوم واحد وفي نفس الوقت بعد صلاة المغرب فجعت الأسرة بمصاب جديد وهو العم الشيخ/ زيد بن حسن بن راشد الرزوق حيث مات في يوم الثلاثاء الموافق 17/12/1423ه بعد صلاة المغرب عن عمر ناهز المائة عام بعد ان دخل في غيبوبة. فالحمد لله على القضاء والقدر فقد اجتمعت على الأسرة مصيبتان كل واحدة تقول اختي اختي وقد تحمل أفراد الأسرة هاتين المصيبتين بالرجوع إلى الله وتذكر قوله تعالى {الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون}.. سورة البقرة 157. وتذكروا مصاب الأمة بفقد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم فالحمد لله اولاً وأخيرا وكفانا تسليته يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأنتم شهود الله في ارضه... الحديث. فنحن نشهد لهم بالخير وكل من شارك معنا في الصلاة عليهما وعلى رأسهم فضيلة الوالد العلامة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان الذي تقدم المصلين عليهما كلهم يشهدون لهما بالخير ولا نزكي على الله احدا فالخير الخير في اولادهما واحفادهما قال رسول صلى الله عليه وسلم (اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها ولد صالح يدعو له... الحديث. فقد تسارع الجميع للمشاركة في حمل الجنازتين ولسان حال الفقيدين يقولان.
فرحم الله الفقيدين واسكنهما جنته وألهم اهليهما الصبر والسلوان ولا يسعنى إلا ان اتذكر قول القائل في رثاء ابن عمهما:
إلى اخر المرثية وهي من البحر الطويل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |