في الوقت الذي يعتبر فيه عبدالله الجمعان واحد من افضل اللاعبين ليس في الهلال وحسب ولكن في المملكة إلا انه يعتبر ايضا واحدا من اكثر اللاعبين افتعالا للمشاكل مع ناديه ان لم يكن اكثرهم على الاطلاق وكان الهلاليون يدارون زلاته ويتجاوزون عن اخطائه ويلملمون مشاكله حرصاً منهم عليه ورغبة في عدم خسارة هذه الموهبة الكروية الفذة.
ومرة بعد مرة ومشكلة بعد مشكلة كان المتعاطفون مع الجمعان والواقفون الى جانبه والمدافعون عنه يتناقصون بفعل الخذلان الذي يصيبهم منه لسرعة افتعاله لمشاكل جديدة وفتحه جبهات مواجهة غير مبررة حتى وجد نفسه في مشكلته الاخيرة بلا متعاطفين ولا مدافعين بل ان الجميع وقفوا ضده.
فالهلاليون كانوا يبحثون عن معالجات سريعة وناجعة لوضع فريقهم الحرج في الدوري وكانوا اكثر ما يحتاجون في مثل هذه المرحلة التعاضد والتكاتف والارتقاء فوق الامور الشخصية والتنازل عن الذاتية والأنا من اجل كيان واسم وسمعة النادي، ولكن عبدالله الجمعان ابى الا أن يفتعل مشكلة في هذا الظرف الساخن مع المدرب والادارة.
فهل يعتقد الجمعان ان لعبه كأساسي سيكون بالقوة ومن خلال التمرد على المدرب وان توقيع عقد احترافي معه سيكون بالفرض على الادارة ولي الذراع والتغيب عن التمارين؟
بالعكس فهذه الممارسات ستحول مطالبه الى سراب ولن يخسر في النهاية الا هو رغم ان مكونات العقل والمنطق والحكمة تجمع على ان اللعب كأساسي لايمكن ان يكون الا للاعب الافضل والاكثر تقيداً والتزاما بتعليمات مدربه وان توقيع العقد الاحترافي لن يكون الا من خلال اثبات التغير في السلوك. والانضباط المنفلت هو الذي دعا الادارة في وقت سابق لمعاقبته بالغاء عقده، اما ثقافة القوة واثارة المشاكل من اجل تحقيق المطالب فهي اساليب مرفوضة تماما ولايمكن لاي مدرب او ادارة ان يقبلها او يتجاوب معها.
وقد كان الظرف الهلالي مناسب جدا للجمعان لان تتحقق له كل مطالبه وامانيه لو انه استثمره ايجابيا مسترشدا بعقله وفكره لا بنزقه وحمقه فقد كان الفريق يعاني كثيرا وبالاخص في خط الهجوم ولو انه التزم وانضبط لاستطاع بامكانياته الفنية الهائلة ان يحل مشكلة التهديف ولاستطاع ان يخرج الفريق من ازمته ولحفظ له المدرب والادارة هذا الصنيع فثبته بالاتشي اساسياً ولبادرت الادارة باعادته لقائمة الاحتراف كما يطمح ويريد ويطالب.
ولكن عقل وفكر عبدالله الجمعان لم يرشده الى ذلك، بل سولت له نفسه ان التمرد والضغط والمساومة هي التي ستحقق له مطالبه، ولم يستوعب ان هذه الاساليب هي التي ستعجل بنهايته خصوصا وانه لاعب هاو لايستطيع الانفكاك او الانتقال الا بموافقة واذن ناديه الذي لن يمكنه من ذلك مادام هذا نهجه وسلوكه.
فهل يرعوي وينضبط من اجل نفسه اولا ويعود لخدمة فريقه بلا مشاكل ولا مساومات ولا ضغوط؟ ام يواصل السير في الطريق المؤدي الى نهايته وحتفه كلاعب؟ فان فعل الاول كسب نفسه ومستقبله، وان اختار الثاني فسيخسر كل شيء ولن ينفعه من يشجعه ويزين له سوء عمله.
|