* كتب سعود عبدالعزيز:
كان استاد الامير عبدالله الفيصل مسرحاً لاحداث افضل وأروع المباريات التي قدَّمها عميد الاندية بقيادة نجومه المحليين الكبار يتقدمهم محمد نور والحسن اليامي وحمزة ادريس والنصر الملقب بالعالمي الذي يبرز فيه هداف الدوري الاعصار الاكوادوري ترينو وزميله روك بوسكاب الذي عاش اياماً عصيبة قبل خوض اللقاء بعد ان ابتعد عن التدريبات لاختلافات ادارية وفنية مع النصراويين حتى ان الفريق غادر بدونه، بل انه تم إعلان الاستغناء عنه والبحث عن بديل له لكن بعد ان تأكد ان الوقت صعب تم استدعاؤه لينضم للبعثة النصراوية الموجودة في جدة ولأنه لاعب مخلص ومؤدب وصاحب روح رياضية شارك في اللقاء وسجّل حضوراً مميزاً في الشوط الذي لعب فيه ونقل بكل اقتدار التفوق لصالح فريقه.. لقد تابع الجمهور الرياضي مباراة الموسم في العام الحالي فالاثارة والاهداف والتحكيم الجيد كان حاضراً فساهم الهدف المبكر الذي احرزه باسم اليامي من ضربة رأس متوسطة القوة في ارتفاع الاداء الفني واستفاد اليامي من الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه الداود وشريفي ليسدد كرته لتهز شباك الخوجلي الذي كان اسوأ لاعب في المباراة «ولو» كان هناك جائزة تعطى للاعب الاقل عطاءً لحصل عليها حارس النصر بكل جدارة واستحقاق بجميع الكرات التي وصلته إما انها هزت شباكه او سقطت من يديه ليهز ثقة زملائه اللاعبين الذين تأكدوا ان الحارس الدولي يعيش ازمة حقيقية في المرمى.
نعود للمباراة التي تقدم في بدايتها الاتحاد برأس اليامي الذي فتح شهية اللاعبين للاندفاع للهجوم وكان النصر يحاول ادراك التعادل لكن قلة المهاجمين لم تسعفه لوجود ترينو وحيداً في منطقة جزاء العميد بعد ان فضّل دانيال اسد الابقاء على توأمه روك بوسكاب في دكة الاحتياط.. اقول ان القلة النصراوية لم تمنعه من تحقيق التعادل بفضل الموهبة الكروية الفذة التي يملكها الاعصار الاكوادوري الذي سجَّل هدف التعادل بطريقة فنية بارعة بعد ان سدد كرة رأسية خلفية سكنت شباك مبروك زايد وكل من شاهد الهدف عرف ان ترينو مهاجم مبدع ومبتكر ويملك المواصفات المطلوبة في المهاجم المميز. وبعد ان عادل النصر النتيجة عاد التفوق للاتحاد بفضل تحركات نجومه الكبار مستفيداً من اختفاء ماطر، الخثران، الجنوبي، في منطقة المناورة فقد كانت معظم تمريراتهم في وسط الميدان معظمها خاطئة ليستفيد الاتحاد من الفوضى النصراوية ومنها ينجح مناف بوشقير في احراز الهدف الثاني مستغلاً الاخطاء التي وقع فيها متوسطا الدفاع ولاعبو الوسط ومن خلفهم الحارس الخوجلي ليتقدم الاتحاد مرة اخرى قبل الذهاب للاستراحة. وفي الشوط الثاني تنازل مدرب النصر اساد عن جزء من مكابرته وأشرك روك بوسكاب الذي تمكَّن من احراز هدف التعادل بعد دقائق معدودة من اشراكه مستفيداً من عرضية ترينو الذي جهزها بمهارة فائقة امام المرمى على رأس روك الذي سددها في وسط المرمى مسجلاً هدف التعادل ومصححاً الكثير من الاوضاع النصراوية الذي بدأ بعض عناصره تقديم جزء بسيط مما هو مطلوب منها، فقد تحسَّن نوعاً ما أداء ماطر، الجنوبي، سيزار الذين تفوقوا على وسط الاتحاد الذي سجلت عناصره غياباً لافتاً، فقد اختفى تماماً نور وخميس العويران والايطالي توليو، وكان ابو شقير الافضل لكن اوسكار فاجأ الجميع واستبدله وكان من الواجب اخراج الايطالي. اوسكار بعد ان اشرك مرزوق العتيبي قرر الاستعانة بالحسن اليامي وحمزة ادريس للضغط على خط الظهر النصراوي بقيادة الداود ومن خلفهم الحارس المهزوز الخوجلي. مدرب النصر من جانبه لم يقم بإجراء تبديلات وقائية كما فعل في مباراة الاهلي فقد كان من الواجب الاستعانة بالحارثي بعد ان تقدم الفريق بهدف ثالث عن طريق سيزار لكنه اخرج ماطر واستعان بسعد الزهراني البعيد تماماً عن اجواء المباريات ليتسبب في الهدف الثالث الذي سجله المحظوظ مرزوق العتيبي عندما فقد كرته في منتصف الملعب لتذهب لهجمه سريعة للاتحاد قادها نور وحمزة ادريس والحسن اليامي الذين سددوا كرات متتالية على مرمى الخوجلي الذي فشل في السيطرة على الكرة لتذهب اخيراً لمرزوق العتيبي الذي سددها بقوة داخل الشباك مسجِّلاً الهدف الثالث الذي عادل به النتيجة ومع احرازه عاتب بعض النصراويين الحكم يوسف العقيلي على احتسابه قائلين ان العتيبي استفاد من تعديل الكرة بيده لكن ضبط مرزوق ليس مسؤولية حكم الساحة وانما هو من مهام الحكم المساعد، على كل المباراة كانت جميلة ورائعة ومثيرة وبرز فيها بشكل لافت ترينو وزميله روك بوسكاب من النصر، واختفى تماماً معظم نجوم الاتحاد على غير العادة وظهر العقيلي بمستوى اكثر من جيد وسجِّل العديد من الملاحظات على مدربي الفريقين.. فأسد تأخر كثيراً في اشراك بوسكاب واستعان بطريقة غريبة بسعد الزهراني ووضح انه يهتم بالنواحي الهجومية ولا يسعى لعلاج الاخطاء الدفاعية التي يقع فيها الخوجلي والداود وشريفي، كما ان اختياره للاعبي الوسط يفتقد للكثير من المنطقية والواقعية. اما اوسكار فكاد أن يعرض فريقه للهزيمة عندما اصر على اشراكه ابو بكر كمارا غير الجاهزوجامل العجوز الايطالي والبرازيلي مارسيليو واخطأ كثيراً في اخراجه لبوشقير لكنه نجح في المقابل في التغلب على النقص الذي حدث في الاتحاد بعد طرد العيسى حتى تمكن من احراز هدف التعادل. وهنا يجب اسداء النصيحة للعيسى بضرورة ضبط الانفعالات والهدوء في الالعاب حتى يستفيد منه الفريق، فهو لاعب ممتاز وصاحب مهارات جيدة على العموم الاتحاد والنصر قدما مباراة رائعة والتعادل عادل!
|