* شرم الشيخ - مكتب الجزيرة - سناء عبد العظيم:أكد البيان الختامي للقمة العربية العادية الخامسة عشرة في شرم الشيخ على الرفض المطلق لضرب العراق أو أي تهديد بسلامة وأمن اي دولة عربية والدعوة لمساندة الجهود العربية الهادفة لتجنب الحرب والعمل على استكمال عمل فرق التفتيش كما أكد البيان الذي تلاه الامين العام للجامعة العربية في الجلسة الختامية للقمة على اعطاء مهلة كافية لفريق التفتيش وأشاد البيان الختامي بالمواقف العالمية المعارضة لاستخدام القوة ضد العراق والتأكيد على مسؤولية مجلس الامن بعدم المساس بشعب العراق وأراضية وأمن دول الجوار كما أكد على امتناع الدول عن المشاركة بأي عمل عسكري يستهدف أمن العراق كذلك التضامن مع الشعب العراقي الذي عانى ويعاني وحان الوقت لرفع العقوبات.
كما تقرر قيام تشكيل لجنة رئاسية تضم الرئاسة الحالية والسابقة والقادمة والامين العام للجامعة العربية بالاضافة إلى الدول الراغبة للانضمام وتقوم هذه اللجنة بعمل الاتصالات اللازمة مع الاطراف المعنية بالازمة والدول الدائمة العضوية بمجلس الامن لبحث سبل التحديات الخطيرة التي يواجهها العراق كذلك تطوير النظم العربية أمر تقرره شعوب المنطقة بعيدا عن التدخل الخارجي.
ويستنكر القادة فرض تغيرات على المنطقة من الخارج واعتبار نزع اسلحة العراق جزءا من تطبيق ذلك على المنطقة بما فيها اسرائيل وعن الحالة بين العراق والكويت أكد البيان الختامي على ما تم التوصل إليه في قمة بيروت والتذكير بتأكيدات العراق باحترام وسيادة الكويت وحماية وسلامة أراضيها بما يؤدي لعدم تكرار ما حدث واتباع سياسات حسنة ووقف الحملات الاعلامية والتصريحات السلبيه. وفيما يلي نص البيان الختامي:
أعلنت القمة العربية الخامسة عشرة في ختام اجتماعاتها بشرم الشيخ أمس رفضها القاطع للقيام بأي عمل عسكري ضد العراق أو تهديد امن وسلامة أي دولة عربية اخرى باعتبار ذلك تهديدا للأمن القومي العربي. وأكدت ضرورة ايجاد تسوية سلمية للازمة العراقية في اطار الشرعية الدولية.
ورحبت القمة في نفس الوقت بالاجراءات التي اتخذها العراق مؤخرا والتي تتضمن السماح للمفتشين الدوليين بالقيام بعمليات التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل.
وأكد البيان الختامي للقمة ضرورة اعطاء المفتشين الدوليين المهلة المناسبة للقيام بعملهم في العراق ومسؤولية مجلس الامن عن حماية العراق وشعبه.
وجددالبيان التأكيد على امتناع الدول العربية عن المشاركة في أي عمل عسكري يستهدف اي دولة عربية ومن بينها العراق والعمل في الوقت نفسه على الحفاظ على وحدة وسيادة الدول العربية جميعا.
واعرب البيان مجددا عن التضامن مع الشعب العراقي وقال: ان الوقت قد حان لرفع العقوبات المفروضة على العراق في اطار تنفيذ قرارات مجلس الامن ومن بينها القرار 687.
واكد البيان على مسؤولية مجلس الامن في عدم المساس بالعراق وشعبه وفي الحفاظ على استقلاله وسلامة ووحدة أراضيه والتأكيد على ضمان امن دول الجوار العراقي وسيادتها وسلامة اراضيها.
واستنكر البيان ما يتردد من محاولات رامية الى فرض تغييرات على المنطقة او التدخل في شؤونها الداخلية وتجاهل مصالحها وقضاياها العادلة.
واعتبر البيان الختامي للقمة العربية ان نزع اسلحة الدمار الشامل في العراق هي جزء من نزع اسلحة الدمارالشامل في المنطقة بما في ذلك اسرائيل طبقا للفقرة 14 من قرار مجلس الامن رقم 687 لعام 1991. كما قررت القمة قيام دولة البحرين رئيس الدورة الحاليةانشاء لجنة تضم الرئيس السابق والرئيس الحالي والرئيس القادم للقمة العربية «ترويكا» والامين العام لجامعة الدول العربية والدول العربية الراغبة في الانضمام للقيام بالاتصالات اللازمة مع الاطراف المعنية لعرض القضية العراقية وكذلك التشاور مع الحكومة العراقية في هذا الشأن. وفيما يتعلق بالحالة بين العراق والكويت رأى البيان الختامي ضرورة التذكير بتأكيدات العراق في قمة بيروت 2002م باحترام استقلال وسيادة وامن دولة الكويت وضمان وسلامة وحدة اراضيها ضمن الحدود المعترف بها دوليا والتأكيد على ضرورة الالتزام بذلك وبما يؤدي الى تجنب كل ما من شأنه تكرار ما حدث عام 1990م ويدعو الى تبني سياسات تؤدي الى ضمان ذلك في اطار من النوايا الحسنة وعلاقات حسن الجوار.
ودعا الى وقف الحملات الإعلامية والتصريحات السلبية تمهيدا لخلق أجواء ايجابية تطمئن البلدين بالتمسك بمبادىء حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتشجيع استئناف اللجنة الفنية المتفرعة عن اللجنة الثلاثية بشأن قضية الأسرى والمرتهنين الكويتيين منذ عام 1990م / 1991م والتي استأنفت عملها في 8 يناير عام 2003م ومنوها بتجاوب دولة الكويت فيما يقدمه العراق من معلومات عن مفقوديه من خلال اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وأعرب البيان في هذا النطاق عن الامل الكبير في ان يتم تحقيق تقدم جوهري وملموس بشأن هذه القضية كما رحب باعادة العراق لجزء من الارشيف الكويتي داعيا العراق الى استكمال اعادة ما تبقى من هذا الارشيف والممتلكات الاخرى لدولة الكويت.
وفيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وتطورات القضية الفلسطينية وتصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وتأثيراته على الامن والسلام في منطقة الشرق الاوسط اعرب القادة العرب في بيانهم الختامي عن قلقهم البالغ من الاوضاع الخطيرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية جراء العدوان الإسرائيلي المستمر المتصاعد وما نتج عنه من خسائر جسيمة في الارواح وخسائر فادحة في الاقتصاد الوطني الفلسطيني.
وأكد تضامنه التام مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة حقوقه المشروعة والدعم المطلق لصموده وكفاحه من أجل استعادة هذه الحقوق وحيا صمود الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية والوطنية وعلى رأسها الرئيس ياسر عرفات في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد والهادف الى النيل من حقوقه ومقدراته ومقدساته وقيادته الوطنية والتأكيد مجددا على مواصلة كل أشكال الدعم السياسي المعنوي والمادي للشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال.
واعتبر البيان ما تقوم به اسرائيل من عدوان شامل ومخطط على الشعب الفلسطيني وسلطته ومؤسساته الوطنية يرمي إلى إنهاء عملية السلام في الشرق الاوسط برمتها تتحمل اسرائيل وحدها كامل المسؤولية عن ذلك.. ومؤكدا حق الشعب الفلسطيني المشروع في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه والعمل وفقا للشرعية الدولية وقرارات الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن ذات الصلة للدفاع عن النفس ازاء الممارسات العدوانية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني والمتمثلة في سياسة الاستيطان والحصار واعادة احتلال المدن والقرى والمخيمات اضافة الى جرائم القتل والاغتيال والاعتقال وتدمير البنية التحتية والمنازل والمؤسسات الدينية والطبية واستهداف الهيئات الدولية العاملة في الحقل الانساني.
وأكد البيان على التحرك لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين من خلال ارسال قوات حماية دولية والزام اسرائيل بالامتثال لاحكام اتفاقية جنيف الرابعة ومطالبة الامين العام للامم المتحدة العمل على سرعة ارسال فريق للتحقيق في الجرائم الاسرائيلية وتحديد مرتكبيها تمهيدا لتقديمهم لمحاكمة دولية.
كما أكد البيان الختامي للقمة العربية على عروبة القدس ورفض كافة الاجراءات الاسرائيلية لتهويدها واعتبار ما تقوم به اسرائيل «السلطة القائمة بالاحتلال» من إجراءات وممارسات باطلة ولاغية ومخالفة لقرارات الشرعية الدولية واعتبار الاستيطان في القدس وفي باقي الاراضي الفلسطينية خطرا يهدد الامن والسلام في المنطقة وتجديد الدعم العربي لاهل هذه المدينة الصامدة.
وجدد البيان تأكيد تمسك الدول العربية بمبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت 2002م التي تتضمن أسس الحل السلمي العادل والشامل في المنطقة وتحميل اسرائيل مسؤولية فشل جهود السلام.
ودعا اللجنة الرباعية الدولية الى استئناف العمل لتحقيق السلام في الشرق الاوسط وايجاد حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي على أساس المبادرة العربية للسلام.
وقرر القادة العرب تكليف لجنة مبادرة السلام العربية بتكثيف ومواصلة التحرك العربي على الساحة الدولية والاعداد لعرض الامر على مجلس الامن حتى يتحمل كامل مسؤولياته تجاه الوضع الخطير في الاراضي الفلسطينية وتداعياته على الامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وجددوا الالتزام العربي بالدعم المالي لموازنة السلطة الوطنية الفلسطينية لستة أشهر قادمة تبدأ من أول أبريل /نيسان 2003م وتجديدها تلقائيا على نفس الأسس التي أقرتها قمة بيروت طالما استمر العدوان الإسرائيلي ودعوة الدول الاعضاء التي لم تستكمل مساهماتها بشأن دعم ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية وصندوقي الاقصى وانتفاضة القدس وفقا لقرارات قمة بيروت تحويل تلك المساهمات.
وادان البيان المواقف الاسرائيلية الرافضة لكافة المبادرات والمقترحات الرامية لتحقيق حل سلمي عادل وشامل في الشرق الاوسط والمطروحة حاليا من قبل العديد من الاطراف والمجموعات الدولية .ورحب القادة العرب في البيان الختامي بما صدر عن الاتحاد الاوروبي من مواقف ومبادرات تهدف الى المساهمة للتوصل الى حل سياسي عادل وشامل لقضية الشرق الاوسط على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام وطالبوا الدول الاوروبية والصديقة باستمرار جهودها في هذا المجال.
وأهاب القادة بالولايات المتحدة إعادة تقييم قراءاتها وحساباتها ومواقفها إزاء الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة ودعوها الى تحمل مسؤولياتها وحثوها على استئناف عملية السلام.
كما أكد القادة مجددا إدانتهم القاطعة للارهاب بكافة أشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه بما في ذلك ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ومواصلة الجهود مع المجتمع الدولي من اجل عقد مؤتمر دولي لبحث ظاهرة الارهاب ووضع تعريف محدد للارهاب الدولي يميز بينه وبين الحق المشروع في مقاومة الاحتلال الاجنبي والعدوان.
وفيما يتعلق بتقرير لجنة المتابعة والتحرك المنبثقة عن القمة نوه البيان الختامي بأعمال لجنة المتابعة والتحرك ووجه الشكر لرئيس وأعضاء اللجنة والامين العام على ما بذلوه من جهود مقدرة لمتابعة تنفيذ قرارات قمة بيروت 2002 م.
وعهد القادة لرئاسة القمة «مملكة البحرين» اجراء المشاورات مع القادة العرب ومع الامين العام للاتفاق على تشكيلها مع تكليف مجلس الوزراء في دورته القادمة «119» بدراسة مشروع آلية وأسلوب عمل لجنة المتابعة والتحرك في صيغته النهائية المرفقة واصداره على ان ترفع اللجنة تقارير دورية حول أنشطتها وتوصياتها الى رئاسة القمة تمهيدا لعرضها على القمة العربية المقبلة.
وأكد القادة العرب على الحفاظ على وحدة وسيادة جمهورية الصومال وسلامته الاقليمية ورفض التدخل في شؤونه الداخلية ودعم المصالحة الوطنية فيه.
ورحب البيان بالمؤشرات الايجابية التي تشهدها العلاقات العربية الايرانية وتبادل الزيارات بين ايران ودولة الامارات.
مؤكدا تأييده لايجاد حل لمشلكة جزر الامارات الثلاث «طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى» بالطرق السلمية على اسس الشرعية الدولية. ورحب البيان بجهود السودان لتحقيق السلام الشامل والوفاق بين جميع ابنائه والحرص على وحدة وسيادة جمهورية السودان وسلامته الاقليمية واكد استمرار الدعم للمتضررين في جنوب السودان والمساعدة في تنميته.
وأكد البيان الحرص على الوحدة الوطنية لجمهورية القمر المتحدة ودعم حقوق كل من العراق وسوريا لمياه نهري الفرات ودجلة. كما أكد البيان مواصلة الجهود لإزالة العوائق التي تعترض تفعيل التعاون العربي الافريقي والتأكيد على تنمية العلاقات العربية الاوروبية ودعم التنمية الاقتصادية في البلدان العربية تعزيزا للتعاون العربي المشترك وتعزيز دور القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني العربي في خطط التنمية ودعم الاقتصاد الفلسطيني.
|