في العام الماضي وعلى بعد امتار من قبر صاحب الخلق العظيم كانت «التربية الخلقية» هي الموضوع المطروح على طاولة الاجتماع السنوي للتربويين، وكان السؤال الذي توقف عنده المجتمعون طويلاً هو: ماذا دهى هذا الجيل؟ لقد اجمع التربويون هناك على ان هذا الجيل يتعرض لهزة عنيفة طالت كل ثوابته الخلقية والسلوكية، وأظنهم شخّصوا العلة وحاولوا وصف العلاج.
ومع إطلالة العام الهجري الجديد يتجه الآن ركبنا التعليمي نحو الساحل الغربي، نحو جيزان، هناك سوف تتحاور قيادتنا التربوية حول المعلم، وهو من يقوم بتشكيل هوية هذه الأمة وعقلها وقيمها ووجدانها. هناك سوف تطرح قيادتنا التربوية طموحاتها وآمالها المتوقعة من المعلِّم في ضوء التغيرات التربوية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية المعلوماتية الجارفة التي اصبحت تعصف بهذا العالم. لا اظن ان احداً يجرؤ اليوم على تجاهل تلك التغيرات الكبيرة في المسؤوليات والأدوار المتوقعة من المعلم، وعليه فلم يعد مقبولاً ان نستمر في اختيار المعلم، وإعداده، وتدريبه، وتقويم أدائه وفق أساليب وأنماط بالية عفا عليها الزمن ولم تعد تتواءم مع التحديات التربوية الجديدة التي تواجهها المدرسة. من هناك، من جيزان نأمل ان نرسخ أقدامنا على الطريق الصحيح.
|