(1)
منذ فترة بعيدة كنت أؤمن ايمانا عميقا بوجود المدينة الأفلاطونية!! تلك المدينة المثالية المكتظة بالمثل والقيم والمبادىء!!
لكن.. الآن
وبعد ان اكتشفت ملامح الحياة الحقيقية، وتقاسيم الملامح البشرية بها.. تبدل ذلك الايمان وتزعزعت تلك القناعة!!
لاكتشف.. أن تلك المدينة لم تكن سوى حلماً سراباً في خيال أفلاطون وحده.. وبعض الأفلاطونيين الآخرين!! أما على أرض الواقع.. فالمدينة البشرية عكس ذلك!!
كثيراً مانكتشف فيمن هم حولنا.. ويسكنون معنا حياتنا.. ويتفاعلون بها من خلالنا.. أنهم هم أيضا حلم آخر.. لتلك المدينة الأفلاطونية!!
ليصبح واقعنا بعد ذلك..
مليء بالمتناقضات.. بالمتشابهات!! أصبحت قيمنا.. مثلنا.. مبادئنا مجرد كماليات نتباهى بها فقط! أما أن نعمل بها ثم نبدأ بالقول.. فقليل ذلك..
هل السيد «أفلاطون» كان سائحاً حين رسم تلك المدينة!!؟؟ أم أنه كذب كذبة وصدقها.. فجعلها فرضاً من فروض الفلسفة العظيمة المصابة بمس من المستحيل!! فآمن بها وصدقها.. ليؤمن بها آخرون ويصدقوا بها..!!
(2)
أيها السيد الأفلاطوني.. كيف لنا أن نستنسخك.. لنخرج منك بمدينة فاضلة؟؟ وكيف لنا أن نجعل من خيالك الأفلاطوني.. حقيقة على مسرح الواقع.. كل مشاهده وفصوله من الخيرين، والطيبين؟؟ بربك هل كنت في كامل قواك العقلية حين رسمت قناعتك في نظريتك الأفلاطونية.. لا أعتقد.. فربما كنت تمل من الخيال!!.
بربك كيف لنا أن نكون مدينة فاضلة.. لنوقف مشاهد الدم.. في فلسطين!! ونكسر الخوف في أعماق بغداد!!؟؟
كيف لنا ذلك.. لنعترض تشرد الأسر.. ونوقف نداءات الأم التي تنادي (أريد أن أرى ابني للحظة) ونشبع أمومتها!!.
كيف لنا ذلك ليكون العالم كله سلام.. سلام..!!
(3)
أرأيتم معي.. أن السيد «أفلاطون» كان يهذي خارج حدود الوعي.. وان تلك المدينة الفاضلة.. لا وجود لها سوى في الخيال!!
فلا كمال إلا لله وحده سبحانه وتعالى.
للتواصل - ص.ب 56951 - الرياض 11564
|