|
| ||
أسوق هذه الكلمات في رثاء أبي وعمي وعماد أسرتي العزيز محمد الأمين الصغير» قالوا وقالوا فيه وآن لي أن أقول: نعم قالوا بحكم معرفتهم به في تعاملهم معه من خلال العمل والمعاملات.
فقدناه وما حالنا إلا كحال الشاعر الذي يقول:
هذا هو حالنا بعد فقد الأمين، فقدنا رجلا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان كان رجلاً ليس لهذا الزمان الذي نحن فيه رجل من عهد التابعين في زماننا تقي، وزهد وورع وخوف من الله، كانت الدنيا وزخارفها أرق في عينه من شعرة، اتخذ المال وسيلة لتحقيق رضا الله ولبناء آخرته. ولم يكن يوما من الأيام غاية يستخدم وظيفته لتحقيقها. رأيته آخر أيامه وهو يصارع المرض قوي الإيمان قوة لا يزعزعها شيء واثق بالله لسانه رطب بذكره لم أدخل عليه ساعة من ليل أو نهار إلا وهو يردد هذه الآية {لاَّ إلّهّ إلاَّ أّنتّ سٍبًحّانّكّ إنٌَي كٍنتٍ مٌنّ الظَّالٌمٌينّ}، قمة الإيمان صبر أيوبي، وثقة بالله لا تعادلها ثقة وقد شهد له من شهد ساعته الأخيرة إن آخر ما نطق به شهادة التوحيد، فطوبى لك يا من عملت لاخرتك وبنيت لها خير بنيان، وقد بشر صلى الله عليه وسلم أن من كان آخر كلامه في هذه الفانية«لا إلا الله» دخل الجنة، التي أرجو الله أن تكون مستقراً له ومقاماً، فيرحمك ربي فخسارتنا فيك كبيرة ومصابنا بفقدك جللً وأرجو ربي أن يجمعنا بك في مستقر رحمته ولا أقول إلا ما قال صلى الله عليه وسلم:«إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك لمحزونون». {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |