Sunday 12th January,2003 11063العدد الأحد 9 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

8-8-1389هـ 23-12-1969م العدد 273 8-8-1389هـ 23-12-1969م العدد 273
الهداية في اتباع القرآن
عبدالله سليمان الضالع

توعد الله سبحانه وتعالى من أعرض عن القرآن وما فيه من الهدية بأشد وعيد كما أنه قد ضمن لمن اتبعه ألا يضل ولا يشقى قال الله سبحانه وتعالى:
{فّمّنٌ اتَّبّعّ هٍدّايّ فّلا يّضٌلٍَ ولا يّشًقّى"}، قال ابن عباس رضى الله عنهما: لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة،
ثم توعد من أعرض عنه بقوله تعالى: {وّمّنً أّعًرّضّ عّن ذٌكًرٌي فّإنَّ لّهٍ مّعٌيشّةْ ضّنكْا وّنّحًشٍرٍهٍ يّوًمّ القيّامّةٌ أّعًمّى"، قّالّ رّبٌَ لٌمّ حّشّرًتّنٌي أّعًمّى" وّقّدً كٍنتٍ بّصٌيرْا، قّالّ كّذّلٌكّ أّتّتًكّ آيّاتٍنّا فّنّسٌيتّهّا وّكّذّلٌكّ اليّوًمّ تٍنسّى"}.
قال ابن كثيررحمه الله: ومن أعرض عن ذكري وخالف أمري وما أنزلته على رسولي وتناساه وأخذ من غيره هداه فان له معيشة ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وان تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فان قلبه في قلق وحيرة وشك مالم يرجع إلى القران وهدايته وعن أبي سلمة عن أبي سعيد رضي الله عنه فإن له معيشة ضنكا أي يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه، وروي مرفوعا والموقوف أصح، وقال ابن القيم رحمه الله في«مفتاح دار السعادة»: والمعنى ومن أعرض عن كتابي ولم يتبعه فان له معيشة ضنكا فسرها غير واحد من السلف بعذاب القبر وجعلوا هذه الآية أحد الادلة الدالة على عذاب القبر
ولهذا قال: {وّنّحًشٍرٍهٍ يّوًمّ القٌيّامّةٌ أّعًمّى"، قّالّ رّبٌَ لٌمّ حّشّرًتّنٌي أّعًمّى" وّقّدً كٍنتٍ بّصٌيرْا، قّالّ كّذّلٌكّ أّتّتًكّ آيّاتٍنّا فّنّسٌيتّهّا وّكّذّلٌكّ اليوًمّ تٍنسّى"}.
أي تترك في العذاب، كما تركت العمل بآياتنا فانه لما أعرض عن الذكر الذي بعث الله به رسوله ورغبت عنه بصيرته أعمى الله بصره يوم القيامة وتركه في العذاب كما ترك الذكر في الدنيا مجازاة له. انتهى كلامه رحمه الله وكأن هذه الآيات لم يقصد بها المسلمون في هذا الزمان الذي أصبح فيه القرآن مهملا عند بعض الشباب وترك يعلوه طبقات الغبار في المساجد ورفوف البيوت وأعرضوا عما فيه من الذكر والهداية ويرتكبون المحرمات غير مبالين بأوامر الله جل وعلا بل يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون، ولكن قال الشاعر:


يقضى على المرء في أيام محنته
حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

والله المسؤول أن ينصر دينه ويعلي كلمته انه سميع مجيب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved