* كتب زبن بن عمير:
الشاعر والإعلامي حمود البغيلي نجم من نجوم الشعر يحمل كثيراً من الثقافة والشعر بعد أن ظهر علينا في رمضان المنصرم في برنامج صادوه وتداول الناس أكثر بيته المعروف:
الغرب يصنع طايرات وصواريخ
والشرق الأوسط راح نفطه بلاشي
أطل علينا من خلال برنامج مع الأوتار نسهر الذي يذاع كل أحد من خلال mbc-fm وتقدمه المذيعة اللامعة خديجة الوعل التي أدارت لقاءها كسابقاتها بكل جمال وروعة حتى نهايته كشفت من خلاله حقيقة تهرب منها حمود ولكن كان هروبه تأكيداً لها وهي عمره الحقيقي الذي لم يجب عليه في أي مكان إلا انه وقع عندما ذكر بأن قصيدته التي منها البيت السابق كتبها وهو في سن ال 13 سنة ولكن المتتبع لسياق القصيدة يرى أن البيت الأخير فيها ينص على:
ماني ولد تاجر وماني ولد شيخ
انا فقير .. وراس مالي معاشي
الشطر الثاني بالتحديد نص على «معاش» البغيلي فكيف يعمل من في سن 13؟.
وقال: إنه قد قال القصيدة قبل 23 عاماً إذن وكان عمره 13 ولكن بديهة حمود وشعره خاناه عندما فضحته بانه كان يعمل قبل 23 عاماً إذن لم يكن في سن 13 ..
البغيلي سريع البديهة أراد لنفسه أن يكون شاباً ولكن شعره أراد له عكس ذلك.
لا نريد أن نغضب شاعرنا ولكن هذه حقيقة جميلة أردنا إيضاحها.
شاعر وشجاع وعقيد نشأ في مرافقة الهجن والخيل في البيداء فعرفته وعرفها جيدا وأصبحت أشعاره مضرب الأمثال في الجد والاجتهاد وعدم الركون إلى الخمول لدى أبناء الصحراء في قوله:
يا الله برزق وانت فتاح بابه
يا خالق قوت البدو الفلاليح
النوم ساس اللوم بان الردا به
وعين تبي الطولات نومه شلافيح
اللي يدور الفود يتعب ركابه
والرزق باطراف الخطا يا اهل الفيح
ثم في بداية قصيدة أخرى يصف الهجن التي رافقها وتعود على ألفتها ومحبتها الفطرية لصاحبها فمن وصفه قوله:
يا راكب من فوق حمرا سجله
حمرا سجله واصل ابوها عماني
تجفل حلول العصر من شوف ظله
وتجفل ليا ساج الحقب والبطاني
ثم يتمنى ما يتمناه أبناء جيله في ذلك الوقت وسيلة النقل المفضلة الذلول النجيبة أو الفرس الأصيل عندما قال من ضمن قصيدة طويلة:
الله على اللي كنها الهيق مذعور
كحيلة من ساس خيل الصحابه
عقدا ضهر سندا نحر بنت مشهور
مثل الفهد لا شاف صيد عثابه
ويتمنى سلاحاً فتاكاً في ذلك الوقت في قوله:
ومصقل من حده الدم منثور
يشدي لميع البرق سلة ذبابه
ولا ينسى البيت المفضل الشامخ كشموخ الجبال والمرتفعات ذات الأقطاب المرتفعة التي تجذب نظر الضيوف عن بُعد ولا ينزل في متاقي الأرض اختفاء عن ضيوفه أو خوفا من أعدائه:
وبيت يشادي للشوامخ من القور
عن التقا نرفع مثاني قطابه
ونجر يدقه مع الفجر أثناء عمل القهوة ليسمعه الجيران الطيبون فيأتون. أما الخاملون فهم في نوم عميق لا يسمعون صوت ذلك النجر المنادي كصاحبه الى الكرم الحقيقي كرم ابن الصحراء:
ونجر ندنه قبل تبليجة النور
واللاش وابنه نايم ما درا به
وصينية كبيرة في آخر أمنيته ليضع فيها الذبائح من الخرفان الفرافير أي الصغار أو الحيل من الضان التي يربيها بائعها جيدا ليجلبه حتى تأتي بثمن كبير: