*كتب إبراهيم الدهيش :
أروع ما في إنجازنا العربي أنه جاء دون سابق موعد وبلا وعد، فأجندة بنائنا المستقبلي لم تصنفه كهدف بدلالة ان المسؤولين صرحوا لأكثر من مرة بأن البطولة ليست هدفاً ولا أحسب ذلك من قبيل المناورة لكنها الحقيقة.. حقيقة البناء والإعداد باعتبار أن البطولة لا تمثل منتهى طموحنا فهي خطوة الألف ميل نحو ما هو أهم.
وأروع ما في توليفة الإنجاز انها حملت ملامح ذلك البناء.
لكن الأروع اننا بدأنا البناء بزعامة عربية لها نكهتها الخاصة ومذاقها المميز!
وزادها جمالاً ان حملت اسم الغالي على قلوب الجميع صاحب السمو الملكي الأمير الراحل فيصل بن فهد رحمه الله .
مهم ان تعود كرتنا الخضراء للواجهة.
ومهم «توقيتاً» ان نفوز باللقب لأننا كنا نحتاجه!
لكن الأهم ان شبابنا طمأنونا على صلابة القاعدة فجاء ردهم صريحاً على أصحاب الأقلام والنظرة التشاؤمية ان كرتنا ما زالت وستظل منبعاً للنجوم والمواهب وما هذه الكوكبة إلا امتداد لكواكب سبقتها!!
تغيرت الوجوه ولم تتوقف الإنجازات.
وتعدد المنافسون وظل البطل هو البطل.
واختلفت الأماكن ولم يختلف اثنان على أحقية الأخضر.
وهكذا أثبت رجال الأخضر ان شمس كرتنا أبداً لا تغيب.
ونجح جيرارد فاندرليم. نعم، لكنه ليس كل شيء! على اعتبار انه ومهما أوتي من قدرة واقتدار رغم توفرها في الرجل إلا انه لا يمكن ان يفعل كل هذا وفي هذه المدة القياسية لولا وجود الإدارة الواعية وتوفر العنصر القادر المدرك بالإضافة إلى عناصر أخرى ساهمت هي الأخرى في هذا الإنجاز سآتي على ذكرها بشكل مختصر.
وُفق فاندرليم بدرجة كبيرة وبدعم وتخطيط المسؤولين في إعادة الصياغة العناصرية من حيث النوعية وبالتالي أوجد توليفة متجانسة هي مزيج من الخبرة والشباب.
ونجاحه في تغيير النمط الأدائي للفريق كمجموعة ساعده في ذلك توفر العنصر القادر.
بالإضافة إلى عوامل أخرى لا يمكن اغفالها مثل عودة الروح التي كانت شعارا وجذوة أشعلت فتيل المنافسة بين اللاعبين لاحساسهم بأن المرحلة تتطلب مضاعفة الجهد كضمان للوجود ونجاح الجهاز الإداري في تهيئة اللاعب ذهنيا ونفسياً باعتبارها دعامة رئيسية للإعداد البدني والخططي ولا يمكن ان ننسى الإعلام الرياضي السعودي الذي تعامل مع هذه المرحلة بخطواتها وتدابيرها بشكل عقلاني متزن فكان المناخ ملائماً جداً للمضي قُدماً بعيداً عن اسطوانة ضموا فلانا وابعدوا علاناً!!
مال الفريق في بعض مبارياته إلى اللعب وفق الطريقة 3/5/2 ورغم ان هناك أخطاء فنية في التطبيق خاصة فيما يتعلق بالشق الهجومي إلا ان الأداء عموماً كان جيداً.
وفي بعض اللقاءات ومنها اللقاء الختامي لعب بطريقة 4/5/1 إلا ان تعدد المهام وازدواجية الأدوار فوتا على البعض ممن أُبتلي بهم التحليل الرياضي ملاحظة ذلك!!
كانت سمة الأداء يحمل ملامح الكرة الأوروبية بما عُرف عنها من قتالية وشمولية مغلفة بثقة مطلقة في القدرة.
ونجح شبابنا في التعامل مع الكرات المعرضة الجانبية بشكل مثالي واستثمروا أغلبها أهدافاً.
ظهيرا الجنب قاما بأدوارهما الدفاعية وشكلاَّ جبهات هجومية عن طريق الأطراف.
والواكد رغم ان بداياته كانت من خلال منطقة الظهير الأيمن إلا انه لا يمكن ان يكون مستقبل هذه المنطقة لعجزه الواضح في القيام بواجباته الهجومية والدفاعية في وقت واحد وقد وضح ذلك في أكثر من لقاء!
بين لاعبينا من لا يؤهله سنه لأن يكون دعامة مستقبلية!!
والانضباط السلوكي والعصبية لدى بعض العناصر تحتاج لإعادة نظر!
سجلت الجهة اليسرى تفوقاً ملحوظاً في أغلب اللقاءات.
بفلسفة لا اعلم مغزاها، الابقاء على العيسى بديلاً والزج بالواكد ظهيرا!!
نقص معلوماتي وفقر فني وكلام «مدرجاتي» هكذا كانت حالة التحليل مع البعض واقول البعض حتى لا أظلم البقية ممن تسلح بالعلم وأسعفته خبرته!
تشابه كبير بين أسلوب ونظرة فاندرليم وليوبنهاكر.
برع المشعل في تنقلاته وتمويهاته.
وأجاد نور عمليات المساندة وأدى دور اللاعب القادم من الخلف بكل حرفنة وذكاء.
وأثبت الواكد انه «جوكر» المنتخب وقائد من عينة الكبار.
وفدائية تكر تذكرني بعمالقة الدفاع من أمثال النعيمة وجميل.
وزايد ملأ فراغ حارس القرن بكل اقتدار.
الغامدي زانه الهدوء والمنتشري عابه ضعف رد الفعل.
تميم نوعية خاصة من اللاعبين المهرة سيكون حضوره في قادم الأيام أكبر.
والقحطاني يتحرك بعقلية الكبار.
وعلى أية حال فالدفاع مطمئن إلى حد بعيد أما وسط الميدان والهجوم فيحتاجان إلى تدعيم!
أخيراً يجب ألا تأخذنا العاطفة بعيداً وتنسينا هذه البطولة أخطاءنا باعتبارها خطوة أولى اجتزناها بنجاح ولها بقية من الخطوات التي تحتاج إلى تكاتف وتضافر كافة الجهود وإلى الصبر وعدم الاستعجال وكثير من العمل الشاق.
|