* الرياض - تركي الماضي :
ضمن النشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية أقيمت مساء أمس الأول محاضرة «هذا هو الإسلام» لمعالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وقد أدارها د.إبراهيم أبو عباة رئيس جهاز الارشاد والتوجيه برئاسة الحرس الوطني الذي قدم نبذة مختصرة من العنوان الرئيس لمحاضرات هذا العام «هذا هو الإسلام» ثم بعد ذلك استعرض السيرة الذاتية للمحاضر.
وقد تحدث الشيخ صالح في بداية المحاضرة فذكر ان العناصر الرئيسة التي سيتحدث عنها في محاضرته ستكون على النحو الآتي: هذا هو الإسلام في العقيدة والعبادات.
هذا هو الإسلام في الشريعة.
هذا هو الإسلام في نظام الحكم.
هذا هو الإسلام في نظام الاخلاق.
هذا هو الاسلام في الاقتصاد والمال.
هذا هو الإسلام في الاجتماع والالفة والافتراق.
هذا هو الإسلام في العلاقات الدولية.
هذا هو الإسلام في المدنية.
هذا هو الإسلام في الخلاف والحوار.
الإسلام في العقيدة والعبادات:
وذكر آل الشيخ ان الإسلام في العقيدة يشتمل على التوحيد ومعناها: أي لا معبود في ملكوت الله إلا الله.
والإسلام كعقيدة يتلخص في أركان الايمان وهو حقيقة العقيدة في الله عز وجل ويقتضي ذلك التسليم بالكتاب والسنة ووحدة مصدر التلقي التي يجب ان يكون منصوصاً عليها ويدخل فيها الكتاب والسنة والاجتهاد واجماع الامة ويبعد عن ذلك المصادر الاخرى مثل العقول المجردة من غير إيمان أو الاحلام أو المصالح المعارضة للنصوص الشرعية.
من أصول العقيدة موالاة أهل الإيمان ونصرهم في ضعفهم لذلك جعل العلماء مسألة موالاة الايمان من أصول الاعتقاد وليس من أصول الفقه.
الإسلام في الشريعة:
أما بالنسبة الى المحور الثاني: هذا هو الإسلام في الشريعة فذكر المحاضر ان الدين واحد والشرائع شتى، وهذه الشريعة من الله أوحاها إلى نبيه ومنها ما هو منصوص عليه عن طريق الوحي ومن صفات هذه الشريعة انها شاملة أي صالحة لكل زمان ومكان أي أن في نصوصها من السعة ما يتوافق مع أي زمان ومكان لذلك قال العلماء ان الاحكام ثابتة لا تتغير والفتوى تتغير بتغير المكان والزمان.
نظام الحكم في الإسلام:
وحول المحور الثالث: هذا هو الإسلام في نظام الحكم ذكر المحاضر أن: الإسلام ليس ديناً في التعبد بين العبد وربه فقط بل الإسلام دين للفرد وللجماعة ونظام حكم لذلك قال لنبيه {وّإذّا حّكّمًتٍم بّيًنّ النّاسٌ أّن تّحًكٍمٍوا بٌالًعّدًلٌ }. فقد رعى الإسلام أساسيات فيما يقوم بين الناس في نظام حكمهم ويدخل في ذلك حرية الدين كقول الله عز وجل {لا إكًرّاهّ فٌي الدَينٌ } وهذه الحرية طبقت في عهده صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين لذلك فإن أي فرد غير مسلم لا يكره على الإسلام.
والإسلام رعى الحريات ولا يكون اجتماع الناس في نظام حكم إلا بوجود حريات كفلها لهم الشرع، واصل الحكم في الإسلام هو لحماية وتحقيق مصالح الناس وأيضاً العدل وهو إعطاء كل ذي حق حقه.
الاخلاق في الإسلام:
وتحدث المحاضر عن المحور الرابع: هذا هو الإسلام في الاخلاق فقال: إن الاخلاق: أعظمها ما وصفه الله عز وجل نبيه فقال جل وعلا {وّإنَّكّ لّعّلّى" خٍلٍقُ عّظٌيمُ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم «إنم بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وهذا يجعل الاخلاق شاملة لكل ما ذكره الإسلام.
ثم ذكر المحاضر تفصيلاً لاخلاق المسلم فوضح قائلاً: خلق الانسان مع ربه في جميع ما يتصل بروحه مثل دعائه والتوكل عليه وحسن الظن بربه.
وخلق المسلم مع نفسه ومع والديه ومع المسلمين من الصدق والامانة وأن يجنب نفسه واياهم كل ما فيه نزغ الشيطان وأيضاً أداء الحقوق وأن يكون صالحاً وأيضاً أن يكون خلقه حسناً مع غير المسلمين.
الاقتصاد والمال في الإسلام:
إنما بالنسبة الى المحور الخامس: هذا هو الإسلام في الاقتصاد والمال فقال المحاضر:الإسلام أعطى الاقتصاد والمال أهمية كبيرة جداً لأنهما قوة للأمة ولأن ذلك يقوي الامة في ذاتها ومع أعدائها أيضاً.
وان الإسلام وضع أساسيات في المال والاقتصاد منها::
أولاً: ان المال مال الله عز وجل والناس مستخلفون فيه وفق ما ارتضاه الله عز وجل.
ثانياً:ضمان حد الكفاية لافراد الأمة فالشرع راعى حد الكفاية للمسلمين المحتاجين سواء عن طريق خزينة الدولة أو عن طريق توزيع الصدقات أو الزكاة.
ثالثاً: احترام الملكية الخاصة فالشرع يهتم بالملكيات الصغيرة قبل الكبيرة.
رابعاً: اعطاء الحرية الاقتصادية ولذا الشرع فتح الاقتصاد وحرم الشرع معاملات الجاهلية وابقى بعض المعاملات التي تتوافق مع النصوص الشرعية.
الإسلام في الاجتماع:
وعن المحور السادس:: هذا هو الإسلام في الاجتماع والألفة والفراق فقال المحاضر: أساس الدين الاجتماع وعدم الافتراق قال الله عز وجل: {وّاعًتّصٌمٍوا بٌحّبًلٌ اللهٌ جّمٌيعْا وّلا تّفّرَّقٍوا} ويتضح أن الإسلام أساسه الاجتماع بمعنى أن الشارع أمر بالاجتماع على الدين وفي العبادات وألا يتركوا التشريع لغير الله عز وجل.
أصل الجهاد في الإسلام:
أما بالنسبة الى المحور السابع: هذا هو الإسلام في العلاقات الدولية فقال المحاضر ان الحال بين الدول اما حال حرب وإما حال سلم وان حالة الحرب هي للضرورة وان اصل الجهاد في سبيل الله كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية ان الجهاد لم يشرع إلا حماية للدعوة، أما إذا كانت الدعوة تبلغ دون حرب فإن مسألة الجهاد تصبح غير واردة.
ثم تحدث المحاضر عن المحور الثامن: هذا هو الإسلام في المدينة فقال: ان مفهوم المدينة ظهر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث رأى المسلمون في الشريعة ما يحثهم على عمارة الارض فنظمت الشريعة طرق الحياة المدنية مثل تنظيم الدواوين كما حث على الوقف وأنواع التبرعات.
في الخلاف والحوار:
وعن المحور التاسع: هذا هو الإسلام في الخلاف والحوار قال المحاضر: لابد للناس ان يختلفوا ولذلك شرع الحوار وقد دعا الله عز وجل عباده ان يتحاوروا بالحسنى حتى في الدعوة قال الله عز وجل: {ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ وّالًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ }.
|