* تغطية - عبدالحفيظ الشمري:
في اليوم الثالث من أيام النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية الثامن عشر وفي سياق ندوة «الإسلام والعالم» والتي دارت على ثلاثة محاور تحدث فيها كل من فضيلة الدكتور عبدالوهاب ابو سليمان، فضيلة الدكتور اسحاق محمد فرحان وفضيلة الدكتور محمد علي تسخيري وأدار هذه الندوة سعادة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي حيث تحدث (المدير) عن المحاضرين في هذه الندوة من خلال بعض المعلومات عن حياتهم العلمية والعملية وهي نبذة مختصرة.
في بداية الندوة تحدث الدكتور عبدالوهاب ابراهيم ابو سليمان حيث قال في بداية حديثه:
عالمية الإسلام:
إن للعالمية الإسلامية مدلولها المكاني، والزماني.
مدلولها المكاني: كل ما اتسع له الأفق على وجه البسيطة، أما مدلولها الزماني فهو اللامحدودية زماناً.
عالمية الإسلام متمثلة في مبادئه، وقيمه المنسجمة مع الفطر السليمة، مبادئ ليست خاصة بأمة دون أخرى، ليست قاصرة على مكان معين، ولا على جيل من البشر.
للعالمية الإسلامية مرتكزاتها، وأسبابها، وشروطها.
أما مرتكزاتها، وعمودها الفقري فهو عقيدة الوحدانية، وهي خصوصية الباري جل وعلا، ليس للبشر تدخل أو اجتهاد فيما يتصل بها.
خصوصية هذه العقيدة الثبات، لا تختلف باختلاف الزمان والمكان أما ما يتعلق بشؤون البشر، واستقامة حياتهم فقد تركت الشريعة الإسلامية مساحة واسعة لتدبيرها بما يتلاءم وعصورهم وبيئاتهم في إطار مبادئ وقواعد عامة تحترم كرامة الإنسان، وتصونها من الضياع دون انغلاق أو انفلات .
وقال إن لعالمية الإسلام خصائص تتميز به عن سائر الأديان والأيديولوجيات القديمة والحديثة من هذه الخصائص:
الوحدانية المطلقة لله عز وجل: فهي المظهر الأسمى لعالميته {وّهٍوّ الذٌي فٌي السَّمّاءٌ إلّهِ وّفٌي الأّرًضٌ إلّهِ وّهٍوّ الحّكٌيمٍ العّلٌيمٍ} لا تختلف زمانا ومكانا، كل الخلق يتجهون لإله واحد جل وعلا، ذي صفات واحدة تليق بجلاله وعظمته، يصرف الأمور كما يريد، يخلق مايشاء ويختار، وكل شيء عنده بمقدار، يعبدونه لايشركون به شيئاً.
ملاءمته للفطرة الإنسانية: تعاليمه منسجمة ومتوافقة مع الفطر السليمة، والمبادئ الإنسانية الكريمة، ومن أهم خصائص هذه الفطرة حبها الغريزي للمال واشباع الشهوات.
ثم أذن مدير الندوة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي للمشارك الثاني فضيلة الدكتور محمد علي تسخيري حيث قال في مستهل ورقته:
إذا أردنا ان نعرض الواقع الطبيعي للعالم فإنه ينبغي ان نعرضه على مستويين تارة على المستوى النظري، من وجهة نظر الإسلام، وأخرى على المستوى الواقعي الحالي القائم.
أما على المستوى النظري فإن الإسلام يرى ان الوضع الطبيعي للبشرية إنما يتم إذا قام نظام عالمي شامل له قانون واحد وله إمام واحد ويتمتع بالخصائص التالية:
امتلاك قوانين منسجمة مع الفطرة الإنسانية باعتبار ان الفطرة هي الحد المشترك بين الأفراد والدين ينسجم تمام الانسجام مع هذه الفطرة وهي سنة الله في خلقه كما في الآية الشريفة {فٌطًرّتّ اللهٌ الّتٌي فّطّرّ النّاسّ عّلّيًهّا لا تّبًدٌيلّ لٌخّلًقٌ اللهٌ ذّلٌكّ پالدٌَينٍ القّيٌَمٍ}. وهذه الفطرة تقتضي اللجوء إلى الله تعالى، واستمداد الشريعة في أصولها من الله تعالى.
أما على المستوى الواقعي الحالي فإننا إذا لاحظنا الوضع الحاضر فإنه يبدو ان الوضع الطبيعي للعلاقات الدولية والنظام الحاكم في الأرض يقتضي ان تكون هناك أمم متحدة وقانون دولي واحد ومنظمات دولية واحدة تنظم هذه العلاقات.
إن الأمة الإسلامية التي يصفها القرآن: هي الأمة الوسط، والوسطية هنا بلا ريب يراد بها النموذج الأسمى وما يمكن استفادته من تعبير واسطة العقد، حيث الجوهرة الثمينة التي تتبعها الجواهر الأخرى فيه. وهي الأمة الشاهدة وهي خير أمة أخرجت للناس وعلى هذا فالسياسة الخارجية الإسلامية تسير بشكل منسجم مع مجموع السياسات الداخلية.
باتجاه تحقيق هذا الأمر بشتى الوسائل والسبل أي سواء على الاصعدة السياسية أو الاعلامية أو الاجتماعية أو العسكرية أو غيرها.
ان هذا العنصر يدفع الأمة إلى التعالي والتكامل في كل حقل والاستفادة الأكمل من تجارب الآخرين واستغلال كل تسابق في سبيل تحقيقه.
انه يعني الانفتاح على كل مجالات الحياة وحمل رسالة انسانية حضارية كبرى نقول هذا ونحن نعترف بأن أمتنا - نتيجة عوامل كثيرة - قد اقصيت عن هذا الدور الطليعي الذي أهلت له ولكن هذا لا يعني ألا تظل تلح على الوصول إليه أو تنساه عندما تحاول أو تؤصل اية علاقة دولية.
ثم جاء دور المحاضر الثالث والأخير في هذه الندوة وهو فضيلة الدكتور اسحاق أحمد فرحان والذي قدم المدير الدكتور الشبيلي سيرة ذاتية مقتضبة حيث بدأ ورقته على هذا النحو:
الإسلام دين شامل لجميع شؤون الحياة الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع والأمة بل والإنسانية جمعاء ولا غرو في ذلك فهو الرسالة السماوية الخاتمة لبني البشر، حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها فمحمد عليه الصلاة والسلام خاتم الانبياء والمرسلين من رب العالمين إلى العرب والعجم وإلى كل بني البشر إذن فطبيعة هذا الدين الموحي به من رب الناس إلى نبيه الأمين المرسل رحمة للعالمين طبيعة عالمية.
في نهاية الندوة سمح مديرها سعادة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي للحضور في المداخلات والأسئلة حيث كانت المداخلة الأولى لمدير جامعة أم درمان بالسودان الدكتور محمد عثمان صالح حيث تحدث بداية عن العولمة ووصفها بأنها معتمدة على المسيحية الثقافية التي يمارسها الغرب.
وفي سؤال جاء بين المداخلات ماذا عمل الاعلام بالتعريف بالإسلام من خلال الافراد والدول؟
وهو سؤال ورد من الدارس محمد الحبيب أجاب عليه فضيلة الدكتور اسحاق فرحان حيث اشار إلى أن الاعلام مهم في شرح حقيقة الاسلام في اللغات والقنوات الفضائية الغربية حيث أكد على ضرورة أن يكون بث الأفكار الإسلامية مرتكزاً على العديد من المبادئ القوية التي تكفل التوجه السليم لهذه المنطلقات.
المداخلة الأخرى جاءت من عبدالله جاب الله من الجزائر حيث تحدث عن عالمية الإسلام واستشهد بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.
المداخلة الأخيرة من الدكتور محمد صادق الحسيني حيث اشار إلى أن العدو الفكري والعدو الحضاري وهي صورة سوداء وقاتمة حيث أكد على ضرورة أن يكون الشباب مجنداً تجنيداً جديداً من اجل خدمة الأمة وكيف يمكن أن يكون دور المرأة في حياتنا الإسلامية.
|