* كراكاس الوكالات:
تعهد الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز «بتشديد قبضته» على البلاد للتغلب على إضراب تقوده المعارضة دخل يومه الأربعين بعد هجوم بقنبلة وتهديدات القنابل ضد سفارات أجنبية في كراكاس.
وقال شافيز وهو يتعهد بمقاومة نداءات المعارضة له بأن يستقيل إنه سيفعل كل شيء ضروري لمواجهة الإضراب الذي عرقل إنتاج النفط وصادرات خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وانفجرت قنبلة في ساعة متأخرة من مساء الخميس في مقر إقامة السفير الجزائري في فنزويلا الذي عرضت بلاده مساعدة الرئيس الفنزويلي في محاولاته للتغلب على الإضراب.وأدى إغلاق صناعة النفط الذي دخل أسبوعه السادس الآن إلى ارتفاع الأسعار، وفي لندن ارتفع سعر خام برنت 21 سنتاً إلى 85 ،29 دولارا للبرميل بينما ارتفع سعر خام النفط الأمريكي الخفيف 12 سنتاً إلى 11 ،32 دولارا للبرميل.
وأغلقت البنوك ومتاجر السوبرماركت لليوم الثاني على التوالي أمس للأول تأييداً للإضراب الذي دعا إليه زعماء المعارضة للضغط على الرئيس اليساري للتنحي عن السلطة والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة.
ويبدو شافيز مصمماً على البقاء في السلطة وهو يتمتع بشعبية وانتخب عام 1998 وتمكن من التغلب على انقلاب في ابريل/نيسان الماضي.وقال شافيز في كلمة غاضبة أمس إن حكومته عزلت 1000 من العمال المضربين في شركة النفط الوطنية العملاقة.
وأدى الإضراب إلى ضياع ملايين الدولارات من دخل النفط وسبب نقصاً في البنزين وبعض الاختناقات في السلع الغذائية الأساسية.كما هدد شافيز الذي أرسل قواته لتشغيل المنشآت النفطية بدلاً من العمل المضربين بالاستيلاء إذا لزم الأمر على مخازن السلع الغذائية التابعة للقطاع واتهم خصومه بتعمد تخزين امدادات الذرة والأرز.وقال شافيز في كلمته «الحكومة مستعدة لتشديد قبضتها متى اقتضت الضرورة ذلك».
ونجم عن انفجار قنبلة في مقر السفير الجزائري تطاير شظايا في أنحاء فناء المقر كما لحقت أضرار بسيارة، لكن الشرطة ذكرت أن السفير الجزائري محمد خلادي لم يصب بسوء ولا أي من أفراد أسرته أو العاملين بالمقر.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار على الفور لكن حكومة الرئيس شافيز سارعت بتحميل المسؤولية عن الهجوم لمعارضين سياسيين متشددين يدعمون الإضراب المستمر منذ 40 يوماً والذي عطل إنتاج النفط وتصديره في فنزويلا.وقال وزير الخارجية الفنزويلي روي تشادرتون بينما كان يتفقد مكان الانفجار مع السفير الجزائري «هذا جزء من مؤامرة ضد مؤسساتنا، هذا هو وجه المعارضة الفنزويلية المولعة بإثارة القلاقل».
وقال خلادي «هذا هدفه القتل... إنه بوضوح هجوم إرهابي ضد شعب وحكومة فنزويلا والجزائر».
وعرضت الجزائر ودول أخرى أعضاء في أوبك مساعدة شافيز في مواجهة آثار الإضراب.
وقال مسؤولون بالحكومة إنه سيتم تشديد الأمن عند السفارات الأجنبية.وتدرس الولايات المتحدة ودول أخرى أعضاء في منظمة الدول الأمريكية إنشاء مجموعة «أصدقاء فنزويلا» لدعم الجهود الحالية للمنظمة في التفاوض على حل للصراع في فنزويلا، كما تبذل البرازيل أيضاً جهوداً مماثلة.وذكرت واشنطن بوست أن البرازيل ستشارك في مجموعة «أصدقاء فنزويلا» التي ستقترحها واشنطن إلى جانب الولايات المتحدة والمكسيك وشيلي ومن المحتمل أيضاً إسبانيا وممثل للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان.
وقال اري فريشر المتحدث باسم البيت الأبيض «مازلنا نشعر بقلق بالغ بشأن الموقف المتدهور في فنزويلا».
وتحصل الولايات المتحدة عادة على 13 في المئة من وارداتها النفطية من فنزويلا.
وقال شافيز إنه تحدث هاتفياً يوم الاربعاء إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان.ويقول الرئيس الفنزويلي إن خصومه يحاولون الإطاحة به من خلال الإضراب، ويتهمه أعداؤه بأنه يحكم بطريقة مستبدة ويحاول فرض نظام شيوعي على نمط كوبا.
وأعلن الرئيس الفنزويلي أن العسكريين يستعدون للسيطرة على مصانع ومستودعات الأغذية بسبب محاولات «اغتيال الشعب الفنزويلي من خلال تجويعه».
وأكد شافيز بقوة «لن أسمح بأن يموت الشعب من الجوع» موضحاً في خطاب متلفز من سان كارلوس على بعد 200 كلم تقريباً جنوب غربي كراكاس، أن خطة باتت جاهزة «للسيطرة العسكرية» على مصانع المنتجات الغذائية والمستودعات.
يشار إلى أنه في اليوم الأربعين للإضراب الذي أعلنته المعارضة ضد هوغو شافيز اختفت المواد الغذائية من المتاجر ولاسيما دقيق الذرة الضروري لتحضير الوجبة الرئيسية الفنزويلية، الاريبا، وهي نوع من الفطائر، ومواد غذائية أخرى كالأرز تكاد أن تفقد من المستودعات.
|