يستحوذ موضوع شن حرب أمريكية بريطانية على العراق اهتمام العالم أجمع، ففي المنطقة العربية هناك حرص على شعب العراق ووحدة أراضيه ومتابعة لكل شاردة وواردة عن هذه الحرب المفروضة على المنطقة. والأسرة الدولية لا ترغب في اندلاع الحرب لانعكاساتها السلبية على السلام والاستقرار الأمني والاقتصادي، إذ إن العالم أجمع يعتقد - وهم على صح - أن الدول النامية والمتقدمة معا سيتضررون من ارتفاع كبير في اسعار النفط مما يدمر العديد من اقتصاديات العالم، ولهذا فالكل يتابع وقلبه على يده!!..
ورغم كل المتابعة والتحليلات المتواصلة، وكثرة التصريحات فإنه لا أحد يجزم باندلاع الحرب، وبالتالي فإن كل الاحتمالات التي تذكرها وسائل الإعلام الدولية وبالذات الأمريكية والبريطانية لا تعدو كونها نوعاً من التكهنات التي تُبنَى على تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين والتي كان آخرها قول وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الذي قال اننا بانتظار تقرير فرق التفتيش الدولية التي يفترض ان تقدم تقريرها في 27 يناير، ولذلك فقد أوضح الوزير الأمريكي أن يوم 27 يناير ليس موعد الصفر إلا انه يوم مهم!!
ماذا يعني هذا، هل أصبحت الحرب حتمية، وأن موعد شن الحرب سيكون بعد هذا اليوم؟
سؤال أخذ المتابعون يتداولونه ويبحثون عن اجابات عنه.
بعض هؤلاء المحللين يعتبرون ان الحرب ضد العراق قد بدأت فعلاً، وأن الأمريكيين يطبقون مع العراق خطة جديدة في المفهوم الاستراتيجي يطلقون عليها مصطلح «المساومة القهرية» Cross-Parking والتي تتمثل في فرض طلباتك وشروطك على العدو وهو هنا عند الأمريكيين «القيادة العراقية» مصاحباً بإجراءات وأعمال قهرية تصل إلى حد استعمال العمل العسكري، ولذلك فإن الأمريكيين وبالإضافة إلى توظيف الأمم المتحدة لانتزاع ما يريدونه من القيادة العراقية في موضوع نزع أسلحة الدمار الشامل والتفتيش عليها، عمل الأمريكيون على تصعيد مواجهاتهم العسكرية مع العراق حيث زادت طلعاتهم في مناطق الحظر في الشمال والجنوب والتي أصبحت الآن تستهدف مواقع عسكرية، كما ان هناك معلومات مؤكدة تفيد بأن مائة طائرة حربية أمريكية وبريطانية أغارت على غرب العراق ودمرت مواقع عسكرية عراقية في قاعدتي H4 وH3، وهاتان القاعدتان تعتبران بمثابة قواعد أمامية لصد أي عمل عسكري ضد العراق من قبل إسرائيل، وكان هدف الأمريكيين والبريطانيين في هذه الغارة هو استدراج العراق لتوريطه في حرب تتسع تستثمرها واشنطن لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها في العراق والمنطقة.
لماذا لم تعلن أمريكا عن الغارة؟ ولماذا لم يعلن العراق عن هذا العمل العسكري الكبير؟..
غداً سنحاول الإجابة على هذين السؤالين والسؤال الأكبر.. متى تندلع الحرب.. وكيف؟!!
|