* عمان - الجزيرة - خاص:
اجتمعت لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل مساء امس السبت لمناقشة العاصفة السياسية التي أثارها المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون وقرار قاضي المحكمة العليا بوقف بث المؤتمر في جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويرى المراقبون ان هذه هي المرة الأولى في تاريخ البث العام في اسرائيل التي يأمر فيها قاض في المحكمة العليا بقطع البث الحي لمؤتمر صحفي.
وأعرب القاضي حشين عن غضبه البالغ من أن مديري التلفزيون والراديو مكنوا استمرار البث رغم مضمونه الدعائي والواضح.
وقال إنه كان من المفروض ان يرد شارون على القضية التي ارتبطت باسمه لكنه فقد هدوءه وهاجم بشدة عمرام متسناع وحزب العمل وبين الحين والآخر كان يضرب بقبضته على المنصة وبعد ذلك اتضح بان شارون تجاوز الخطاب المكتوب الذي اعده وأضاف أقوالا عن ظهر قلب عندما تطرق الى التقارير ضده وضد ابنه وضد صديقه سيريل كيرين انتظر القاضي الذي كان يشاهد الخطاب دقيقتين وقرر العمل حيث اتصل الى مديرة عام لجنة الانتخابات المركزية تمار ايدري والى الناطق باسم اللجنة غيورا بوردس وأمر بصوت غاضب: ابلغا قنوات التلفزيون والراديو قطع البث وفورا فسارع الناطق بالاتصال مع رجال العلاقات العامة في القنوات التلفزيونية والراديو الذين يركزون التغطية الانتخابية وأمرهم بوقف البث وبعد دقائق من ذلك توقف بث الخطاب.
ومكن حشين من بث مقاطع من خطاب شارون تطرق فيها رئيس الحكومة الى الاتهامات ضده وضد ابنائه ولكن فقط بعد تحرير الشريط واخراج الاقوال التي ادلى بها شارون ضد متسناع وحزب العمل.
وأمر القاضي ايضا بقطع المقابلات التي أجريت مع السياسيين ردا على خطاب شارون، وقال حشين لمقربيه: «الذين يتجاوزون المحاذير التي يفرضها قانون طرق الدعاية هم الذين يبثون هذه الاقوال وليس رئيس الحكومة»، وحسب رأيه قبل اكثرمن شهر اوضح لوسائل الإعلام ما هو مسموح وما هو ممنوع بثه في فترة الانتخابات.
وأثار القرار كما هو متوقع ضجة في الوسط السياسي الإسرائيلي، حيث قال النائب ميخائيل ايتان ممثل الليكود في لجنة الانتخابات المركزية بانه يجب اجراء نقاش عاجل في اللجنة حول الحادث واستجاب حشين للطلب.
من ناحية اخرى توجه ممثل حزب العمل في اللجنة النائب آفي اوشعيا الى حشين وطلب منه العمل ضد الليكود وضد شارون وذلك على ضوء ما وصفه بالاستغلال السافر من قبل رئيس الحكومة لوسائل الاعلام، هذا الاستغلال الذي شمل الهجوم على حزب العمل في اطار الدعاية الانتخابية.
ولم يوفر شارون أية تسويغات جديدة للقضية خلال مؤتمره الصحفي، وعاد إلى تكرار ردوده السابقة وادعى أنه لم يرتكب أية مخالفة قانونية دون أن يعرف كيف تم الحصول على المبلغ وادعى أنه تم الحصول على القرض بطرق قانونية وأن كل الاتهامات المتعلقة بالرشوة والفساد هي اتهامات كاذبة.
وبدأ شارون كلمته قائلا: «المقصود فرية حقيرة حيكت ضدي وضد الليكود بهدف إسقاط السلطة عبر بث الاكاذيب». ثم هاجم حزب العمل واتهمه بالتصرف بشكل غير مسؤول، وقال حول التهم الموجهة إليه: لقد خرجوا في رحلة صيد ضد الليكود بهدف تحويلنا إلى عصابة مافيا واجرام منظم بدوافع سياسية لقد تم الكشف عن قضايا أشد خطورة في حزب العمل والشرطة تحقق فيها وتم التحقيق مع متسناع شخصيا في قضيتي فساد وسبق أن نشرت تفاصيل حول علاقاته بمتمولين.
وادعى شارون أن حزب العمل لا يهتم بالاستقامة العامة وأن ما يهمه هو مهاجمة الليكود وقال: عندما أدركوا أنهم لن يحققوا شيئا حاولوا مهاجمة ولداي مستعينين بقصص قديمة ليس فيها أي شيء ويعني شارون بذلك قضية الأجر الذي حصل عليه ابنه جلعاد من دافيد آبيل لقاء استشارة قدمها له بشأن مشروع بناء في اليونان وسأل شارون: لقد حصل على أجر مقابل عمل فهل تعتبر هذه مافيا؟ هل جننتم.
وأضاف شارون: عندما لم تساعدهم هذه الحكاية انتقلوا إلى القصة التالية.حيث قام شخص ما بتسريب وثيقة تعج بالأكاذيب حول مشاغل جلعاد التي يدعون بأن لي علاقة فيها.
وفي تطرقه إلى مسألة القرض قال شارون: لقد ذهلت عندما قال لي مراقب الدولة انه تم الحصول على تبرعات غير قانونية لتمويل الانتخابات التمهيدية في الليكود وقلت لولداي إنه يتحتم عليهما إعادة الأموال لقد تصرفت لوحدي وبمبادرة شخصية.
والمقصود مبلغا كبيرا وليست لدي أي مصادر مالية فالمزرعة تدار من قبل ابني وأنا لا أتدخل فيها لقد صرفت توفيراتي وقدمت مبلغ نصف مليون شاقل حصلت على نصفها بواسطة السحب الزائد وقام جلعاد بتحويل بقية المبلغ لي والذي يساوي أكثر من أربعة ملايين شاقل وأعدنا الأموال للمتبرعين.
وادعى شارون أن القضية انتهت عند هذا الحد بالنسبة له، لم اعرف كيف تم تحصيل المبلغ تحدثنا عن رهن المزرعة وقلت للشرطة بأن ولداي عالجا المسألة وانه تم رهن المزرعة حسبما أعرف ابني جلعاد هو رجل أعمال موهوب وأنا افخر به.
لقد تم عمل كل شيء بشكل قانوني وتم عرض الوثائق أمام الجمهور وادعى شارون أن جلعاد حصل على القرض بالفائدة المتعارف عليها ومن ثم أعادها ودفع الضريبة المستحقة فهل يعتبر هذا رشوة؟ هل جننتم؟ ما الذي يمكنني منحه له، وقد حصل جلعاد على القرض من المليونير اليهودي بفائدة نسبتها 3%. علما أن الفائدة على القرض الذي منحه له البنك تصل إلى 6 ،8%..
وحول سيريل كيرين: قال شارون منذ أن خرجنا من المعركة ونحن اصدقاء لعشرات السنين انه يرافقني طوال الحياة لم أطلب منه أبدا أي شيء.
وحول متسناع: شعبنا يريد ان يحيا يجب عليه ان يختار اليوم بيني وبين انسان عديم التجربة وعديم الفهم في القضايا السياسية والامنية.
وقد أعربت مصادر في حزب «الليكود» عن غضبها إزاء قرار حيشين، وقال مسؤول في «الليكود»: في اليوم الذي أبدت فيه المحكمة العليا تسامحا إزاء حرية التعبير لطيبي وبشارة اختار قاضي المحكمة العليا إسكات رئيس الحكومة عندما أراد الدفاع عن نفسه في مواجهة فرية سياسية لم نر حيشين يتدخل عندما نعت متسناع رئيس الحكومة ب«العراب» وعائلته ب«المافيا». وأشار المسؤول إلى تحديد المستشار القضائي للحكومة إلياكيم روبنشتاين بأن التسريب الذي يحتمي شارون منه تم نشره بدوافع سياسية.
أما في حزب «العمل» فيحتجون على عقد المؤتمر الصحفي ونعت رئيس طاقم التوجيه في حزب «العمل» النائب حاييم رامون المؤتمر الصحفي ب«العرض المخجل لسياسي صغير».
وحسب أقواله: بدل أن يحكي شارون الحقيقة للجمهور انشغل في توجيه الأكاذيب إلى من سيجلب عهدا جديدا إلى السياسة الإسرائيلية بعد أسبوعين ونصف الأسبوع.
وقال رامون إن حزب «العمل» سيتوجه إلى لجنة الانتخابات المركزية لمطالبتها بخصم الفترة الزمنية للمؤتمر الصحفي من الوقت المخصص لبث دعاية «الليكود».
من جهته قال رئيس حزب «العمل» عمرام متسناع معقبا: عندما يواجه شارون الضغط يحطم كل المعايير الرسمية كي ينقذ نفسه، وأضاف متسناع إن شارون بتصرفه هذا يبدو كما لو كان آخر أعضاء مركز «الليكود».
إلى ذلك قال رئيس حركة «ميرتس» يوسي سريد بأن شارون لم ينجح بتوضيح سبب محبته للهدايا الثمينة التي تكلف ملايين الدولارات ولماذا يحبون تقديم هدايا كهذه له.
ودعا سريد رئيس الحكومة إلى التحدث مع المحققين وليس إلى الصحفيين. وحسب أقواله على رئيس الحكومة الرد على أسئلة المحققين تماما كما طلب من عضوة الكنيست نوعمي بلومنطال يجب على المشتبه بهم التحدث في غرفة التحقيق وبعد ذلك فقط إلى المايكروفونات.
وأضافت النائبة زهافا غلؤون من ميرتس : في المؤتمر الصحفي الذي عقده شارون حصلنا على دعاية كثيرة وتسويغات قليلة شارون يملك من الصفاقة ما يجعله يعرض نفسه كضحية لفساده الشخصي.
ورفض رئيس حزب «شينوي» تومي لبيد التطرق إلى جوهر تصريحات شارون وركز على قرار القاضي حيشين وقف البث وقال: لقد تدخل القاضي فقط بعد هرب الخيول من الاسطبل.
وفي خطوة استعراضية لفضح شارون ونجليه توجهت قافلة مكونة من 11 سيارة تحمل لافتات كتب عليها «قافلة العراب» وتتقدمها سيارة ليموزين باللون الأبيض إلى بيت نجل رئيس الحكومة عمري شارون.
وحسب ما قالته مصادر في حزب العمل فان الهدف من هذه الخطوة هو لفت أنظارالجمهور إلى الأعمال الجنائية التي يشتبه بأن رئيس الحكومة ونجليه ارتكبوها.
|