Sunday 12th January,2003 11063العدد الأحد 9 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحزب الاشتراكي اليمني طالب بعدم الاستعجال الحزب الاشتراكي اليمني طالب بعدم الاستعجال
النيابة العامة تجري مزيداً من التحقيق في قضية مقتل جار الله عمر
المتهم وشريكه قاتل الأطباء الأمريكيين لم يرتبطا بالقاعدة ولم يسافرا إلى أفغانستان

* صنعاء الجزيرة عبدالمنعم الجابري
ذكرت مصادر مطلعة في صنعاء أن النيابة العامة اتخذت قراراً بتأجيل إجراءات المحاكمة في قضية اغتيال جار الله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني في 29 من ديسمبر الماضي.
وأوضحت المصادر ان نيابة الاستئناف في العاصمة اليمنية قررت إعادة ملف القضية الى النيابة الابتدائية لغرض إجراء مزيد من التحقيقات وجمع الاستدلالات حول القضية.وجاءت هذه الخطوة بعد ان كانت النيابة المختصة قد استكملت إجراءاتها الأولية بما في ذلك اجراءات التحقيق مع المتهم علي أحمد محمد جارالله وقدمت الملف إلى النيابة الاستئنافية تمهيداً لتقديمه إلى القضاء وبدء محاكمة الجاني.
ووفقاً لما ذكرته مصادر «الجزيرة» فقد جاء قرار النيابة بإرجاء تقديم ملف قضية اغتيال المسئول الاشتراكي إلى القضاء في أعقاب مذكرة تقدم بها الحزب الاشتراكي اليمني الى النائب العام في اليمن الدكتور عبدالله العلفي مطالباً من خلالها عدم التسرع في اجراءات المحاكمة وتأجيل مسألة تقديم منفذ عملية اغتيال الأمين العام للحزب إلى المحاكمة.
واشارت المصادر الى ان الحزب الاشتراكي اليمني طالب في مذكرته التي وجهها الى النائب العام خلال الاسبوع الماضي باتخاذ الاجراءات اللازمة للحيلولة دون إحالة ملف القضية الى القضاء وعدم الاستعجال في تقديم القاتل إلى المحاكمة.
ودعا الحزب في مذكرته إلى التأني وإتاحة مزيد من الوقت امام التحقيقات في القضية من اجل الكشف عن كافة الحقائق وتفاصيل ملابسات حادثة اغتيال جار الله عمر اثناء مشاركته في المؤتمر العام الثالث لحزب «الاصلاح» الإسلامي الذي يتزعمه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قبل نحو اسبوعين.
وكان علي احمد جار الله منفذ عملية الاغتيال قد اقر في اقواله التي تضمنتها محاضر التحقيقات لدى أجهزة الأمن والنيابة المختصة انه ظل يخطط لهذه العملية وعمليات أخرى تستهدف على حد وصفه قتل العلمانيين من الاشتراكيين والناصريين والبعثيين منذ ما يقرب من عامين.كما اعترف بوجود شركاء آخرين له كان قد نسق معهم ومنهم عابد عبدالرزاق كامل الذي قتل الأطباء الامريكيين في مدينة «جبلة» بمحافظة «إب» للقيام بعمليات ضد أهداف مختلفة.. من بينها قتل شخصيات سياسية واعلامية وكذلك أجانب يقال إنهم يمارسون نشاط التبشير في اليمن، اضافة إلى ضرب بعض المنشآت ومنها مجمع سكني لطائفة البهرة في صنعاء.
وقد كان لهذه الاعترافات أن مكنت اجهزة الأمن من القبض على معظم العناصر التي وردت أسماؤها في اقوال علي جار الله.. والتي قالت مصادر «الجزيرة» ان عددهم أقل من عشرة أشخاص وليس 15 شخصا كما ذكرت بعض وسائل الاعلام.
وحيث كان علي جار الله قد ذكر في محاضر التحقيقات انه أودع مجموعة من الأشرطة والرسائل لدى احد الطلبة الدارسين في جامعة الايمان ليتولى تسليمها إلى أشخاص سيقومون بدورهم بعمليات اغتيال لعدد من الشخصيات.. كشفت المصادر بأن الشرطة عثرت كذلك على أكثر من 150 شريط كاسيت في منزل الشخص المذكور تحتوي على خطب ومواد مختلفة.. إضافة إلى عدد كبير من الكتب الإسلامية وغيرها.مضيفة بأنه تم العثور كذلك على وثيقة تفيد بمشاركة علي احمد جار الله في مؤتمر «الوحدة والسلام» الذي كان الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان ورئيس مجلس شورى حزب الإصلاح قد دعا إليه في عام 1991م في اعقاب قيام الجمهورية اليمنية كدولة موحدة.
وكان هدف ذلك المؤتمر قد تمثل بالمطالبة باسقاط دستور دولة الوحدة باعتباره دستوراً علمانياً وايجاد دستور بديل عنه يقوم على اساس احكام الشريعة الإسلامية.. إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث واستمر العمل بنفس الدستور الذي كان لحزب الاصلاح اعتراضات عليه حتى النصف الثاني من عام 1994م في اعقاب الحرب الأهلية ومحاولة الانفصال الفاشلة، حيث ادخلت تعديلات في بعض بنود الدستور.هذا وتوقعت المصادر ان يتم محاكمة علي جار الله وقاتل الأطباء الامريكيين عابد كامل حيث تم نقلهم إلى صنعاء في آن واحد معاً بعدما أظهرت التحقيقات اشتراكهما في مخطط واحد.
ونوهت المصادر إلى أنه لم يكن هناك ارتباط مباشر للشخصين المشار إليهما بتنظيم القاعدة كما اظهرت التحقيقات ان أياً منهما لم يسبق له ان سافر الى افغانستان..
غير ان ارتباطهما كان باشخاص ينتمون إلى القاعدة وجماعة الجهاد ومنهم إبراهيم الثور وهو احد الشخصين اللذين نفذا عملية تفجير المدمرة الامريكية «كول» في ميناء عدن في اكتوبر 2000م كما ورد في اعترافات عابد كامل والذي قال انه التحق بجماعة الجهاد عبر إبراهيم الثور، ومن خلاله ايضاً تعرف على «ابوعبدالرحمن التعزي» والذي كانت السلطات اليمنية قد اعلنت انها اعتقلته ووصفته بانه من العناصر الخطرة في تنظيم القاعدة وكان قد غادر افغانستان أثناء الهجوم العسكري الذي شنته الولايات المتحدة على الاراضي الافغانية بعد احداث 11 سبتمبر 2001م اضافة إلى شخص اخر قال ان اسمه يعقوب البحر.
وبحسب المصادر فقد افاد عابد كامل في اقواله انه كان قد تعرف كذلك على احد الشخصيات القيادية في حزب «الإصلاح» ويدعى «ح. الملاحي» ومن خلاله انضم الى عضوية الحزب في عام 1995م.. كما كان على صلة بشخص يدعى عبدالله الناشري والذي اقدم في يوليو 1998م على قتل ثلاث راهبات في مدينة الحديدة كن يعملن في مستشفى للأمراض النفسية كمتطوعات اثنتان منهن يحملن الجنسية الهندية والثالثة فلبينية.. وبعد تلك الحادثة قال «كامل» انه جمد عضويته في حزب «الاصلاح» وكشف ان الشخص الذي سبق واستقطبه للحزب كان قد نصحه بالسفر إلى افغانستان ليتدرب ويتعرف على «ابن لادن» لكنه رفض ذلك.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved