Saturday 11th January,2003 11062العدد السبت 8 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
قطف مّما يعبر!!
د. خيرية السقاف

جميل أن يثق الإنسان في نفسه، ويعرف قدراته، ويثمِّن نِعَم اللَّه له...
والأجمل أن يكون قادراً على احتواء هذه النّعم في مصداقية ما يعزّز به ثقته، ويمنح فرصة المثول لقدراته كي تبرز... وتتضح...
لكنّ ما يخدش هذا الجمال، هو حين لا يعي هذا الواثق أنَّ اللّه تعالى ليس عاجزاً عن أن يجعل في خلقه من هم مثله أو يتفوقونه... فإن كان ناجحاً فهناك من هو أنجح منه، وإن كان مبدعاً فهناك من يفوقه إبداعاً..
إنِّ النّاجح... قد تذهب به ثقته إلى الفشل...
إن هو رأى بمنظار ذاته ما لا يريه الآخرين من حوله...
بما لا يمنحه القدرة على الاعتراف بسواه.
والاعتراف بقدرة اللّه تعالى في خلقه.
***
* لأنَّ ليس أحق من الحق..
فإنّ ليس آمن للإنسان من اتخاذ الحق مطيّة المضي في دروب الحياة.. مع أيّ الرفقاء... وعن أيّ المحطات، وبأيّ القوافل...
***
* حين يمتطي الأطفال أسرجة الخيول، ويتسنَّمون أعنَّة الجياد، ويجلسون إلى دفات المراكب، ويوجِّهون ساريات السفن والقوارب، ويعيثون في الممرات صخباً طفولياً بمراكبهم المعدنية الملوَّنة... ويتخيلون أنهم فرسان، وقبطانات، وسائقون، وإنَّ الأرض لا تتسع لخطواتهم، كما أنَّ الساحات لا تحتمل كرّهم وفرّهم، وأنّ البحار لا تتسع لركضهم وإبحارهم... فإنّ ثّمة ما يحدوني للتأمل.. للسّفر...، للتفكر... تُرى أيّ أحلام لا تزال تعمّر صدور الصغار.. والملاهي بكلِّ ما فيها من الجياد والمراكب والعربات لا تزال تقدم لهم الأحلام مغلَّفة بشيء من الخديعة...، ذلك لأنّ أحلامهم الجميلة تحتاج إلى كثير ممَّا يقلِّمها... كي يعدَّهم لزمن غير الزمن، ولمواجهات اختلفت كثيراً عن مواجهات أطفال الزمن الذي كانت الأحلام فيه مطايا للمدن الفاضلة... فأين هذه المدن؟ ألا يحق للطفولة أن تعدَّ فرسانها وقبطَّاناتها وسائقي مركبات الحياة فيها إلى ما يؤهلهم من مواجهة الواقع؟...
***
* من يُمكنه أن يمدّ مغرفته إلى هذا الهواء كي يملأ جوفها بشيء ممَّا يبقى؟ تلك الأفواه منشدهة، فاغرة فراغها، وتلك الأكف ممتدة كي تُلقمها فلا تجد غير الهواء!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved