Tuesday 31th December,200211051العددالثلاثاء 27 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

درس من تأريخ الملك عبدالعزيز درس من تأريخ الملك عبدالعزيز
د.مازن مطبقاني

تحدث الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في محاضرته حول الإعلام الخارجي في عهد الملك عبدالعزيز التي ألقاها في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مساء الاثنين 12 شوال 1423ه عن الحملات الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية من قبل كثير من الدول العربية والإسلامية بعد دخول الملك عبدالعزيز مكة المكرمة وكان من نتائج هذه الحملة ان تأثر موسم الحج لأعوام وأعوام فما كان من الملك عبدالعزيز إلا ان تفتق ذهنه عن طريقة مبدعة رائعة في الرد على هذه الحملات. فماذا فعل الملك عبدالعزيز رحمه الله لقد اختار عدداً من المبعوثين الذين يملك معظمهم مؤهلات إعلامية بل مارس بعضهم الإعلام كتابة ونشراً فأرسلهم إلى أنحاء العالم الإسلامي للرد على هذه الحملات بوسائل كثيرة من بينها إصدار الكتب والمجلات وإنشاء المدارس وعقد اللقاءات في الجمعيات الإسلامية والهيئات الاجتماعية المؤثرة وغيرها وأقام بعضهم في البلاد التي بعثوا إليها عدة سنوات حتى تحسنت الأحوال وعاد موسم الحج كما كان بل أكثر ازدهاراً وكان من هؤلاء المبعوثين عبد العزيز الرشيد - المؤرخ والصحفي الكويتي- حيث بعثه الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى بلاد الملايو حيث أصدر هناك مجلتين ومنهم أيضا أحمد السوركتي الأنصاري من أصل سوداني كان مقيما في المدينة المنورة وعبدالحميد الخطيب الذي بعثه إلى القارة الهندية. واليوم وبلادنا تتعرض لهجمة شرسة من الإعلام الغربي لاتتوقف حتى تخصص عدد من الكتاب وأساتذة الجامعات للكتابة حول المملكة والطعن في سياستها ومن هؤلاء على سبيل المثال (سنعرض لهم إن شاء الله في مقالات قادمة) دانيال بايز Daniel Pipes وبرنارد لويس Bernard Lewis وغيرهما فهل نستلهم تجربة الملك عبدالعزيز في اختيار عدد من أبناء البلاد من العلماء الأفاضل وممن يملكون ناصية الكلمة كتابة وخطابة ويملكون ناصية القول بيانا وإقناعا ويملكون العلم كما يتطلب في هؤلاء ان يعرفوا البلاد التي يذهبون إليها معرفة دقيقة وان يعرفوا العقليات التي يخاطبون. إن هذا الأمر يتطلب دراسة واعية من قبل سفارات خادم الحرمين الشريفين في البلاد المختلفة وبخاصة في أوروبا وأمريكا حيث تتركز الدعاية المضادة للمملكة وللإسلام حيث يمكن ان تقدم هذه السفارات تقارير حول المؤسسات الثقافية والعلمية والبحثية المؤثرة وإن كان بعض المتخصصين في الاستشراق حاليا على علم ببعض هذه المؤسسات وكذلك تقديم أسماء القيادات الفكرية المؤثرة سواء التي تولت كبر الحملة ضد المملكة والإسلام وأيضاً الشخصيات المعتدلة المنصفة في هذه البلاد. ويحضرني في هذا المجال ان الحكومة البريطانية قد قامت بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956ه بإرسال برنارد لويس أستاذ التاريخ بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية ليقوم بجولة في عدد من المدن الأمريكية عام 1957م حيث مكث ثلاثة أشهر يلقي المحاضرات ويتحدث إلى وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفاز (كان التلفاز في بداياته في تلك الأيام) ويقدم المحاضرات في الجامعات الأمريكية حول السياسة البريطانية في الشرق الأوسط. وتقوم دول أخرى يمثل هذا الأمر فمن المعروف عن دولة إسرائيل أنها تبعث عدداً من أساتذة الجامعات سنوياً إلى وزارات الخارجية في الدول الأوروبية وأمريكا للقاء المسؤولين في أقسام الشرق الأوسط وقد عقدت اسرائيل اتفاقية مع مؤسسة راند- من كبريات مؤسسات البحث العلمي المؤثرة- تقضي بارسال باحثين من اسرائيل لقضاء بعض الوقت في هذه المؤسسة لإجراء البحوث والاحتكاك بالباحثين والمسؤولين في هذه المؤسسة ولابد ان لإسرائيل اتفاقيات مماثلة مع عدد آخر من مؤسسات البحث العلمي أو مراكز التفكير (Think Tanks). كما لاحظت أن الحكومة الأمريكية -على سبيل المثال- تدعم زيارات يقوم بها بعض أعضاء هيئة التدريس أو رؤساء أقسام في الجامعات الأمريكية لبعض البلاد العربية والإسلامية وتقدم لهم الفرص للقاء المثقفين والمسؤولين ومن هؤلاء على سبيل المثال رئيس قسم الأديان في جامعة ديوك الذي قدم محاضرة وشارك في ندوة صحفية في جريدة المدينة لمحاولة تجميل صورة أقسام تدريس الأديان في الجامعات الأمريكية.

www.medinacenter.org

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved