Friday 27th December,200211047العددالجمعة 23 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

التربويون والمجتمع التربويون والمجتمع
د. صالح بن عبدالرحمن العذل

للتربية والتعليم مكانة كبيرة في الدين الإسلامي الذي حث على العلم، حيث كانت أول آية أنزلت على المصطفى صلى الله عليه وسلم تدعو إلى القراءة والعلم، قال تعالى:{اقًرأً بٌاسًمٌ رّبٌَكّ الذٌي خّلّقّ (1) خّلّقّ الإنسّانّ مٌنً عّلّقُ (2) اقًرّأً وّرّبٍَكّ الأّكًرّمٍ (3)الذٌي عّلَّمّ بٌالًقّلّمٌ (4) عّلَّمّ الإنسّانّ مّا لّمً يّعًلّمً}، وقد رفع هذا الدين العظيم من مكانة العلم والعلماء. إذْ قال تعالى:{يّرًفّعٌ اللّهٍ الذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً وّالَّذٌينّ أٍوتٍوا پًعٌلًمّ دّرّجّاتُ}. حيث جعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.
واسترشاداً بهذه القيم الإسلامية فقد حرصت المملكة العربية السعودية منذ إنشائها على يد المغفور له إن شاء الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه على الاهتمام بالعلم والعلماء، إذْ أنشئت أول وزارة للمعارف في المملكة العربية السعودية في الثامن عشر من ربيع الآخر عام 1373هـ كان أول وزير لها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز «خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه»، الذي يعد وما يزال حفظه الله الراعي الأول للتعليم الحديث في المملكة العربية السعودية ومؤسسه.
ولقد خطت المملكة في الخمسين عاما الماضية «1373ه 1423ه» خطوات هائلة كماً ونوعاً في مجال التعليم وتطوير القوى البشرية بشتى أنواعه ومستوياته وإيجاد المؤسسات التعليمية والعلمية ودعمها مادياً ومعنوياً لتواكب مثيلاتها في دول العالم المتقدمة.
وتتوالى الرعاية الكريمة من أولياء الأمر حفظهم الله بكل ما من شأنه دفع عجلة التنمية في المملكة العربية السعودية في كل المجالات وفي مقدمتها مجال التربية والتعليم، وما رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس الحرس الوطني حفظه الله لمؤتمر «ماذا يريد التربويون من المجتمع وماذا يريد المجتمع من التربويين» الذي يقام الشهر القادم بإذن الله إلا دليل شاهد على أهمية هذا المجال ومكانته.
إن علاقة المُعلم بالمتعلم علاقة هامة وذات أثر كبير وعميق على المجتمع، فالمعلم هو الذي يعطي وهو المصدر والقدوة سواء كان ذلك على الصعيد التعليمي أو التربوي، والمتعلم هو المتلقي وهو البناء الذي توضع أسسه وتُرسم تشكيلاته، من هذا المنطلق أخذت هذه العلاقة أهميتها وحساسيتها لما لها من أثر كبير على المجتمع وتحديد منطلقاته وآفاقه المستقبلية.
ولكن ماذا يريد التربويون من المجتمع وماذا يريد المجتمع من التربويين.. لكي تدوم هذه العلاقة وتزدهر لا بد لها من مقومات وركائز تستند عليها لتؤتي أكلها وتحقق أهدافها.
التربويون يريدون التعاون البناء بين المدرسة والبيت وذلك في سبيل إنجاح المهمة التربوية والتعليمية المناطة بهم، وتقدير الدور الكبير الذي يقوم به المعلم والمعلمة وإعطائهم القدر الكافي من التقدير والاحترام، وتوفير الوسائل المادية والمعنوية الكفيلة بإنجاح وتأدية هذه الرسالة الهامة التي يقومون بها.
أما المجتمع فيريد مناهج تتمشى مع رسالة الإنسان والهدف الذي خلق من أجله وهو عبادة الله سبحانه وتعالى، ملبية في نفس الوقت احتياجات التنمية الشاملة ومواكبة لروح العصر وتطوراته، وأن يكون في ثناياها مضامين تربوية وثقافية مستمدة من الثوابت الدينية تعمل على توجيه النشء ودعم إيمانه بأهمية الوطن والعمل من أجله، وأن يكون القائمون من معلمين ومعلمات على التربية والتعليم قدوة حسنة ومثلاً أعلى للطلاب والطالبات.
كما أن وجود البيئة التعليمية المتكاملة من وسائل وتقنيات وغيرها التي تعين الطالب والطالبة على التحصيل الجيد الذي يُوظف إن شاء الله لخدمة الوطن والمواطنين.
متمنين للجميع السداد والتوفيق لخدمة هذا البلد العزيز.

(*)رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved