إثارة الألم النفسي
بدحاء صنهات السهلي (*)

تتمثل في جميع الأساليب التي تعتمد على إثارة آلام النفس.. وقد يكون ذلك عن طريق اشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه أو كلما عبر عن رغبة محرمة، كما يكون ذلك أيضا عن طريق تحفيز الطفل والتقليل من شأنه أياً كان المستوى الذي يصل إليه في سلوكه أو أدائه فبعض الآباء والأمهات يبحثون عن أخطاء الطفل ويبدون ملاحظات نقدية هدامة لسلوكه، مما يفقد الطفل ثقته بذاته ويجعله مترددا في أي عمل يقدم عليه خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم، مع علم الكبار بأن فترة الطفولة هي فترة التعلم وبالتالي هي فترة المحاولة والأخطاء التي لايجب ان ينتقد فيها الطفل، اللهم إلا إذا تكررت الأخطاء وحتى في هذه الحالة يجب ان يحدث التوجيه برفق وحنان وليس في صورة تأنيب نفسي عنيف يفقد الطفل ثقته في نفسه وفي قدراته ويشعره بالخجل.
وغالباً ما يترتب على هذا الاتجاه شخصية انسحابية منطوية غير واثقة من نفسها توجه عدوانها نحو ذاتها وكذلك في المدرسة إذا سألته المعلمة سؤالاً فإنها تخاف من الإجابة رغم معرفتها بالإجابة الصحيحة وذلك خوفا من الخطأ وبالتالي السخرية والتأنيب فقد تعودت عدم الأمان مع الكبار وعدم الثقة في قدرتها وهي غالباً ما تتوقع ان الأنظار تطاردها لأن بها شيئا غير عادي في ملبسها أو مظهرها أو سلوكها.. وذلك لأنها تعودت الشك في البيئة المحيطة بها..
وعندما تكبر قلما نجدها تفخر بما تنجزه من أعمال، بل غالبا ما تتباهى بالآخرين من أقربائها الذين تتمنى ان يكون لها قدراتهم، وذلك لأن أسلوب تنشئتها حرمها من استغلال وتوظيف هذه الإمكانات الخاصة بها.