editorial picture

الأفواه الظامئة في العالم

تتطلع الأفواه الظامئة في العالم لأجل جرعة ماء، في حين تضيق الموارد المائية عن الحاجات المتزايدة لهذه النعمة الكبرى.
الماء الذي يرشحه الكثيرون كمسبب رئيسي لحروب المستقبل.. ليس مطلوباً لأجل سلام البشر وحسب، بل هو مطلوب - ابتداءً - لأجل وجود هؤلاء البشر واستمرار الحياة على هذه البسيطة، ومن هذه البدهية فإن الاهتمام بالماء وموارده، وكل ما يتعلق به هو اهتمام بالحياة، فلا قيمة لكل شيء مهما عظم إذا انتفت الحياة وتوقف قلبها عن الخفقان.
والمملكة إحدى الدول التي تسعى لتوفير الماء وتنمية موارده وترشيد استهلاكه، وهي إذ تبادر إلى ذلك تعي بوعي وإدراك عميقين أهمية هذا المورد الحيوي لاستمرار حركة النماء والازدهار في أرضنا المعطاء.
لقد لخص الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بالماء حين أشار إلى ملمح من ملامح هذا الاهتمام، فقد قال سموه في كلمته التي ألقاها ابان رعايته حفظه الله لحفل ندوة «المياه تحدٍ استراتيجي علمي يواجه الإنسانية جمعاء» إن الدولة أقامت أكثر من 1200 مشروع للمياه، إضافة إلى 28 محطة لتحلية المياه المالحة على الساحلين الشرقي والغربي، بالإضافة إلى مشاريع الصرف الصحي.
وأكد الأمير سلمان ان إنشاء الدولة لوزارة مستقلة تختص بالماء جاء «لتوحيد الجهود، وتقديم الخدمة للمواطنين والمقيمين بيسر وسهولة، وكذلك تحديث كافة الخطط والدراسات المائية في المملكة مما سيمكن الدولة بإذن الله من وضع سياسة مائية ملائمة للمرحلة القادمة...».
إن هاجس الماء الذي يؤرق العالم ويشغل بال الكثير من الدول.. يحتل مراتب متقدمة من الاهتمام حتى في الأقطار التي تحتوي على مخزونات مائية متجددة، والسبب أن الهدر المائي لأي قطرة يعني فقدان البشر جميعاً للعنصر الأساس في الحياة، كما أن ازدياد عدد السكان وتنامي الحاجة للمياه يجعل من الاهتمام بتوفير الماء وترشيده ضرورة لا غنى عنها.
فإذا كان هذا الأمر شاغلاً لبال الكثيرين، فإن الاهتمام به في المملكة يأتي من باب أولى، حيث تفتقد أراضينا للأنهار الجارية والبحيرات المتعددة، ويصبح استنفار الجهود لتنمية الموارد المتاحة وترشيد الاستخدام المائي أمراً في غاية الأهمية.
لقد جاءت ندوة «المياه تحدٍ استراتيجي علمي يواجه الإنسانية جمعاء» والتي نظمتها وزارة المياه ووزارة التعليم العالي كجزء من الاهتمام الرسمي الذي توليه الدولة للماء، وهو اهتمام يجب أن ينسحب على كل القطاعات الرسمية وغيرها لتشمل المسؤولية كل إنسان على هذه الأرض، ويبقى الحفاظ على هذه الثروة مسؤولية الجميع دون تمييز أو استثناء.


jazirah logo