Thursday 26th December,200211046العددالخميس 22 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تذكّرتُ والذكرى عَيرةٌ لا تُبِين.. تذكّرتُ والذكرى عَيرةٌ لا تُبِين..

في ذكرى رحيل الزّميل المخرج الإذاعي «عبدالله بن صوت الحربي»
فُجاءة:
تُفاتِحُك الأقدارُ والشأنُ ماثلُ
بها تحملُ الأيامُ والحظُّ مائلُ..
وما مالتِ الأحلامُ عنا.. وإنّما..
تُلوِّنُها في النائباتِ الحبائلُ..
حَبَائلُ أَزْمانٍ تَوَاتَرَ غدرُها..
ورَنَّقَهَا غَمٌّ مريرٌ مُطاوِلُ..
بَدَائلُها تَبدوُ على غَيرِ وَعْدِها
إذا صَدَقَتْ في المُقْبلات البَدَائلُ..
بذلك أَشْقاني سُهُومي إذا بَدَتْ
على رَدْهَةِ التعليل منّي المَسَائِلُ..
تجاوزتُ بالأَوْزارِ عُمْري.. وما دَرَى
عن الحزنِ والشكوى المَدَى والمراحِلُ
إذا احتَدَّ في المكتوب حَتْماً رثاؤُنا
ولم يَدْنُ منّا موعدٌ مُتَفَائِلُ..
فليس سِوَى صبر اليقين يُجيرنا
وليس سِوَى التّسليم.. والشّأنُ زائِلُ.
سيرة:
في الصَّباحِ النّديِّ..
تُبادِرُهُ نَشوةٌ
مِن فَلاَحْ..
فَيُمرِّرُ نبرةَ فَنٍّ..
غَفَتْ منذُ حينٍ
إلى هالةٍ..
من أثيرٍ..
وتمتمةٍ..
من نَجَاحْ..
في الصَّباحِ الّذي
لا نُغادِرُهُ..
تَجتَليني ابتِسَامتُهُ..
فأصافحُهُ..
تَتَنَاثَرُ مِنْ وجهِهِ
طيبةٌ.. وسَمَاحْ..
أَتَذكَّرُ.. أَنّي..
هَجَرْتُ كتابَ السَّجَايا البَهِيَّ..
نَسِيتُ تَرَاتيلَهُ
وتنكّبتُ ساحَ الذينَ
إذاَ أقبلَ الليلُ بالخَدَرِ المُستَبدِّ..
تَوَتَّر ضَوءُ قَنَاديلهمْ..
وتَوهَّجَ محرابُهُم..
بصهيلِ الهُدىَ..
وصليلِ الصلاحْ..
إنَّه الآن..
يَتْلُو كتابَ السَّخَاءِ..
ويحفظُ فصلَ النّدى..
والسَّمَاحْ..
يَتَحَدّر من سَلْسَبيل الذين..
إذاَ انكَسَرَتْ خَطَرَاتُ الزَّوَايَا..
ونَازَلهم رَيبُ أَزمانِهِمْ
أَشْرَقَتْ بهمُ الرَّدَهَاتُ العِتَاقُ..
وأَوْرَقَ فيهم يقينُ الفَلاَحْ..
ماثلٌ..
بين وُدٍّ ووُدٍّ..
ومُنفَعِلٌ باللقاءِ
ومُنشرحٌ بالرَّوَاحْ..
بِشْرُهُ نَشْرَةٌ في المُحَيَّا..
ومِنْ حُزنِهِ مُوجزٌ لا يُبينْ
هكذا.. كانَ..
ثم انْتَضَى عُمْرَهُ وشمائلَهُ..
ثم.. راحْ..
مأساة:
إنَّه البحرُ..
إنْ خاضَهُ الجودُ حيناً..
فإنَّ الرَّدَى..
فيه مَنفَعِلٌ..
يَتَرَبَّصُ بالفرحةِ المُنْتَقَاةْ..
إنّه البحرُ..
زُرْقَتُه تَتَراءى على ثَبَجٍ من يبابْ..
إنه البحرُ..
زُرْقتُهُ
مثل زُرْقَةِ وقتِ الفَوَاتْ..
موحشٌ
مرعبٌ
ليس للأُنس فيه أمانٌ
ولا للمكان..
على لابَتَيْهِ ثَبَاتْ..
عندما تستجير به
من هَجِيرٍ..
وضيقٍ..
وحزنٍ..
سَيَصطادُك البحرُ - لا شَكَّ -
إن لم تكنْ..
قد عَقَلْتَ أنفلاتَك في حذَرٍ..
وتَعَقَّبْتَ من غَفَلاتِكَ
ما يَتَعَقَّبُ فيكَ النَجّاةْ..
يا لسُوءِ المصير.. وصَمتِ الحُداةْ..
عندما تَسْتفيقُ على ما تريدُ:
فحيناً يُقَاسِمُكَ الأُنْسُ وَجدَ النَّدىَ
وتُربّتُ في نشوةِ الرُّوحِ حيناً..
على فَرَحٍ حالمٍ
ثم يرتادُك البحرُ..
في تَرَحٍ مُثقلٍ بالشَّتاتْ..
إنها سيرةٌ..
للِفداء الذي خانَهُ البحرُ
ذاتَ ذهولٍ..
لقد سلَّ موجُ الرَّدَى غَدْرَهُ..
فَتَشَظَّى على ساحل البَيْنِ..
جمرُ الحياة..
طار طيفُ العزاءِ..
وحطَّ على القلبِ..
من كَمَدِ العمرِ..
ما تستفيقُ به
سكرةُ الحَسَرَاتْ.
الحُداةُ استَكَانوا
لِمَقْتِ الطريقِ..
وصمت الرفيقِ..
ومَالُوا إلى مَشَهَدٍ..
تتمثله عَبَراتُ الرثاءِ
وتُشْعِلُهُ..
خطراتُ الرُّواةْ..
نهاية:


يا طيورَ الجنانْ
غابَ عنك الزَّمَانْ..
واصطفاكِ السَّنَا
واستَقَلّ المكانْ..
يُورِقُ المنتهى
في بَهيّ الأَمَانْ..
ورَويُّ المدى
طاب فيه الرّهانْ..
والرثَاءُ الذي..
صاغه المُسْتَعَانْ..
دائنٌ يرتدي..
خَطَراتِ المدانْ..
ليس في الأرض مجدٌ..
ولا مهرجانْ..
يا طيور الرّضا:
إرجعي بامتِنَانْ
لا مكانَ هنا..
لطيورِ الجِنانْ..

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved