Monday 23rd December,200211043العددالأثنين 19 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

17-8-1389هـ 28-10-1969م العدد 267 17-8-1389هـ 28-10-1969م العدد 267
«الجزيرة» تتابع وقائع اجتماع المجلس الأعلى لحكام إمارات الخليج لحظة بلحظة
الاتفاق على أول رئيس للاتحاد ونائبه ورئيس الوزراء والعاصمة المؤقتة

* أبوظبي - ساحل الخليج - برقياً: من مراسل الجزيرة عزالدين الريس:
خمسة أيام من التعب والعناء والمشاورات والمناورات والمداولات أمضاها المجلس الأعلى لاتحاد الامارات العربية في الخليج في اجتماعات متواصلة عقدها رسميا في القاعة الكبرى للاجتماعات وأكثرها كان خاصا بين اثنين أو أكثر من الحكام، وربما كنت أكثر الصحافيين تفاؤلا بنجاح المؤتمر، وامكان التوصل الى نتيجة نهائية تؤمن نجاح الاتحاد، وتحقق المصلحة التي يريدها الحاكم في امارته، وينتظرها المواطنون في الخليج، خاصة وكنت قد سمعت شخصيا تلهف الحكام لقيام الاتحاد، وكان الصحفيون يدورون في فلك دوار ينتظرون كل كلمة، ويرقبون كل حركة، وكان للكلمات والحركات صدى متفاوت الأثر والتأثير، فإذا ارتسمت الابتسامات على الوجوه كانت دليل نجاح وتوفيق، وإذا بدت ملامح الحكام عابسة كانت نذير سوء ربما يحمل الفشل، وشهدت القاعة الأنيقة التي وفرها الشيخ زايد حاكم أبوظبي، أكبر الاجتماعات خطورة وأهمية.
ولم تنفع برودة تكييف الهواء في ذلك الجو الرطب، ومن ارتفاع درجة حرارة المناقشات وصل بعضها الى حافة الفشل، ولم يكن من المنتظر أبدا ان يفرغ المؤتمر من اجتماعاته في وقت قصير، بعد ان أعدت لجنة تحضير جدول الأعمال من ثماني عشرة فقرة وخمس توصيات ووضعتها أمام المؤتمرين لبحثها ومناقشتها والتوصل الى نتيجة حولها ثم اتخاذ قرارات مناسبة، ولم يتقيد الحكام بتسلسل فقرات جدول الأعمال بل نظروا فيها وكانت الفقرة التاسعة هي عقدة العقد، تضمنت تشكيل مجلس الوزراء ليحل محل المجلس الاتحادي المؤقت، وأوشكت تلك الفقرة ان تقصم ظهر البعير، كان موضع الاعجاب في المجلس ومن كافة المراقبين الموقف المتجاوب الذي وقفه وفد البحرين حيث قدم تنازلات كانت في الاجتماعات السابقة عقبة صعبة، وقال وفد البحرين ان مصلحة أبناء الخليج تقضي بقيام الاتحاد، ولذلك فنحن نمد يدنا لنصافح الجميع بمودة وأخوة بعيدا عن أية مصلحةذاتية، مفضلين عليها مصلحة الاتحاد بمجموعه.
وفي اليوم الرابع من أيام المؤتمر وصل التفاهم الى ذروته، وأعدت مسودة البيان الذي يوضح جهود المجلس وأعمال المؤتمر، حيث وافق المجتمعون على انتخاب الشيخ زايد حاكم أبوظبي رئيسا للاتحاد لمدة سنتين، والشيخ راشد حاكم دبي نائبا له، وتأليف لجنة لاعداد المشروع النهائي للدستور المؤقت للاتحاد، واعتبار أبوظبي عاصمة مؤقتة على أن تنشأ العاصمة الدائمة في موقع وسط بين امارتي أبوظبي ودبي، وعيّن المجلس الشيخ خليفة بن حمد ولي عهد قطر رئيسا للوزراء، على ان تقدم له كل امارة خلال 51 يوما ثلاثة مرشحين لعضوية مجلس الوزراء، وقرر المجلس أن يكون عدد أعضاء المجلس الوطني الاستشاري 36 عضوا يمثل كل امارة ثلاثة أعضاء، وأحيلت التوصيات المتعلقة بشؤون الدفاع على مجلس وزراء الاتحاد، كما أحيلت مشروعات القوانين التي قدمها المجلس الاتحادي المؤقت الى مجلس الوزراء، وصدق على مشروع قانون الجريدة الرسمية، وقرر المجلس اعتماد مبلغ نصف مليون دينار لمواجهة النفقات العاجلة للاتحاد ريثما يتم اعداد ميزانيته العامة.
وفي اليوم الخامس وهو 25-10-69م الذي كان موعدا لتوقيع تلك القرارات التي وافق عليها جميع الحكام، طرأت أزمة كادت تطيح بالمؤتمر وان تذهب كافة الجهود سدى، وكان سببها الفقرة 9 من جدول الأعمال التي أقرها المجلس بالاجماع في الفقرة 6 من بيان القرارات، حيث ارتأى أحد الحكام وأيضا عدد من الآخرين توزيع المقاعد الوزارية على الامارات في هذا الاجتماع، ودخل المجلس في دوامة جديدة، وعاد الحكام الى الاجتماعات الجانبية: اصرار واقناع وامتناع، ودرجات حرارة المؤتمرين ترتفع، وبان بصيص الأمل مرة أخرى عندما تقرر التمهل قليلا وافساح المجال لاطفاء اللهيب المستعر واعتبار الدورة قائمة وتأجيل الجلسات الى موعد لا يتجاوز أسبوعين من الآن، وتلا المتحدث باسم المؤتمر كان الله في عونه البيان القصير الذي أعد ليوضح الجانب العاطفي وليؤكد على حتمية قيام الاتحاد، الأمل الذي يراود الجميع، والذي يؤمن الكل من غير تردد بضرورته.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved