مشكلتنا.. أنه وبرغم التجارب المرة.. وبالرغم من تحذيرات الجهات المختصة.. لا زال حتى اليوم.. من يموت داخل حفرة مليئة بالمياه.. ولازال هناك من «يكشت» بأطفاله الصغار والكبار بجوار بحيرات مياه راكدة.. ولازال من «يكشت» في رحلة برية وسط واد جارف.
** ولازال هناك من يشاهد السيل يمشي وسط «الشعيب» ثم «يطب» بسيارته هو وأطفاله.. ظاناً أن السيل سيداعبه ويمزح معه ويقول «مُر.. يبو فلان الله يحييك».
** لازلنا نقرأ حتى اليوم.. أن هناك من مات وسط بحيرة أو «جِفْرَةْ» ماء..
** ولا زلنا نسمع ونقرأ حتى اليوم.. من جرفته السيول لأنه ساكن أو نازل في مجرى السيل.. أو من أخذ أولاده أو أصدقاءه ثم دخل وسط الوادي والسيل يمشي ثم جرفتهم السيول.
** ولازلنا نسمع ونقرأ عن أناس يلاحقون السيول والغيوم والسحب.. ومن قيل لهم.. ان المنطقة الفلانية جرفتها السيول.. سارع إليها في «خردة» سيارة.. أو متى شاهد غيوماً سوداء تُغطي احدى المناطق.. حتى يسارع ليظفر بالبرد والسيول الجارفة ثم يصيح ويقول «الحقوني».
** المشكلة.. ان الكثير من الناس مع الأسف.. لا يتعلم ولا يتأدب ولايتعظ ولايفهم.
** المشكلة.. أن هؤلاء.. يظنون أن السيل يمزح.. وما يدري ان العوام كانوا يرددون على الدوام وعلى ألسنتهم دائماً... مقولة تحذيرية «السيل هامة...ومعنى انه «هامِّة» أنه يضاف للهوام.. والهوام معروفة بخطورتها الشديدة.. وهناك مثل يقول «اجهل من السيل» لكن البعض ينطبق عليه المثل المشهور «يْدَرْبِيهْ السيل ويقول زبد».
** والمشكلة أيضاً.. أن «الأولين» يخافون من السيول ويعطونها قدرها من الخطورة أكثر من «مراهقي» هذا الزمن.. الذين بعضهم مات من السيول وبعضهم حوصر وبعضهم تعرض للغرق وبعضهم «شاف الهوايل» ومع ذلك.. هم لا يتعظون.
** الدفاع المدني وفي كل عام.. يحذر ويحذر ويصدر بيانات ويطلق تعليمات ويبث تصريحات في كل وسيلة اعلام وفي كل مكان.. ومع ذلك هناك من لايتعظ ولا يريد ان يتعظ.
** الدفاع المدني يعمل على أكثر من اتجاه.. فهو يُوعِّي هذا... ويعلم ذاك.. وينبه الآخر.. وينقذ هذا.. ويبحث عن ذاك المفقود.. ويصبر على هؤلاء ويتعامل معهم بهدوء وصبر.
** وهؤلاء.. لايعرفون مصلحتهم أبداً.. بل يريدون أن يلاحقهم الدفاع المدني ويجعل في كل «شعيب» ثلاثة مراكز.. وعند كل حفرة ماء.. مركز أومركزين.
** ويريدون رجال الدفاع المدني في كل شبر حتى يمارسوا جنونهم ومراهقاتهم والدفاع المدني ينقذهم.
** الدفاع المدني «بُحَّ» صوته.. و«ما قصَّر» والدفاع المدني.. حذر ونبه ولكن؟!.
|