Monday 23rd December,200211043العددالأثنين 19 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دفق قلم دفق قلم
رجال الأعمال والمواجهة
عبدالرحمن العشماوي

أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة ما يزالون مطالبين بدورٍ كبيرٍ في مواجهة هذه الحملات الشعواء التي يشنها الأعداء ضد ديننا الإسلامي الحنيف، وأمتنا، وضدَّ بلادنا خاصة. ومنذ سنواتٍ بعيدة كتبتُ مقالاً طويلاً هنا في جريدة الجزيرة عن دور رجال الاعمال وأصحاب رؤوس الأموال في التعريف بالإسلام إذا سافروا في رحلاتهم العملية أو رحلات النزهة والسياحة. واقترحت في ذلك المقال أن يتصل رجال الأعمال بالجامعات، ومكاتب دعوة الجاليات، والإفتاء ليحصلوا على عددٍ غير قليل من الكتب والمطويَّات المطبوعة بلغات متعددة، والمصاحف «المترجمة»، ليحملوها معهم في رحلاتهم ويقدِّموها هدايا لمن يتعاملون معهم من غير المسلمين. وهذا أقل ما يجب أن يفعله هؤلاء الذين منَّ الله عليهم بالنعمة والثراء.
واليوم أصبحت المشاركة منهم أوجب والزم، فالتعريف بالإسلام، والدِّفاع عنه مسؤولية كبيرة على عواتقنا جميعاً، ولرجال الأعمال من هذه المسؤولية نصيبٌ وافر. فماذا قدَّموا للدفاع عن دينهم وبلادهم؟ وماذا يمكن أن يقدِّموا؟.
هنالك مجالات متعددة يمكن أن يكون لهم دور كبير فيها داخل عالمنا الاسلامي وخارجه. ولقد كنت مع مجموعة من الزملاء والأصدقاء في لقاءٍ قبل أيام، فطرحت مسألة مشاركة رجال الأعمال في مواجهة الهجمة على الاسلام والمسلمين، فكانت هنالك مجموعة من الآراء والاقتراحات المفيدة في هذا المجال، منها:
1 ضرورة المشاركة في دعم حملات إعلامية قوية في جميع وسائل الإعلام خاصة الوسائل الغربية، أو التي تعتمد اللغة الانجليزية أو غيرها من اللغات الأجنبية لغةً للتخاطب ويتمثَّل ذلك في تبني نشر عدد من الكتب المطويَّات المختلفة في مجال التعريف بالاسلام تعريفاً صحيحاً منضبطاً بضوابط التصوُّر الإسلامي الصحيح، وفي رعاية عددٍ من البرامج التلفازية الحوارية المدروسة التي تطرح الأفكار وتناقشها بأسلوبٍ حواري راقٍ بعيداً عن التشنُّج والصُّراخ الذي يقتل الأفكار، ويثير النفوس ويشحن القلوب ويوغر الصدور، وذلك بلغات مختلفة بحيث تتسع دائرة مخاطبة الآخرين الذين يواجهون الاسلام مواجهة عدائية، والذين يسيئون فهم تعاليمه وشرائعه حتى من أبناء المسلمين الذين تشبَّعوا بفكر الآخر وثقافته.
2 ضرورة العمل على إنشاء مركز دراساتٍ متخصِّص تكون مهمته متابعة كل ما يقال ويكتب عن الاسلام والمسلمين، وعن بلادنا بصفةٍ خاصة لأنها تتعرَّض هذه الأيام لحملة أكبر وأعنف من قبل أعداء الاسلام، ويقوم هذا المركز بإصدار عدد من الدراسات الشاملة حول الإسلام وشموليته وسماحته، وبإقامة عددٍ من الدورات والندوات والمؤتمرات في أكثر من مكانٍ في العالم للتعريف الصحيح بالإسلام، ولجلاء القتام عن أذهان عامَّة المثقفين والمفكرين في أوروبا الذين يتلقون المعلومات من مصادر معادية للإسلام والمسلمين، إن معركة «المعلومات» لا تخفى على الجميع.
3 العمل على إنشاء أكثر من قناةٍ فضائية بلغات متعددة، أو إنشاء قناة واحدة باللغة الانجليزية قائمة على منهجٍ صحيح بعيد عن برامج الغثاء التي تسيطر على معظم القنوات الفضائية الموجودة، ودعم بعض القنوات الموجودة برعاية برامجَ قويَّة، وعرض مواد إعلامية وثائقية، أو جديدة تعرِّف الناس بحقيقة المجتمعات الاسلامية، وحقيقة الدين الإسلامي.
4 العمل على استئجار أوقاتٍ في بعض القنوات الغربية ذات الانتشار الكبير ليُطرح فيها الرأي الصحيح عن الاسلام للعالم الغربي، واستئجار بعض الصفحات في المجلات والصحف الغربية لهذا الغرض، وكذلك بعض الإذاعات الغربية.
5 دعم مراكز الدراسات والبحوث الإسلامية الموجودة في أوروبا وأمريكا لتقوم بدورٍ أكبر في التعريف بالإسلام والمسلمين.
6 التفكير الجاد في مقاطعة بعض الشركات الغربية الكبرى والبحث عن بدائل عنها في الدول الأخرى، وفي ذلك من الضغط الاقتصادي ما يمكن أن يفهمه الغرب الذي يعرف معنى «اللغة الاقتصادية» جيداً ويفهم مدى دورها الكبير في المواجهة والتغيير.
هذه بعض الآراء والمقترحات التي طُرحت، وأنا على يقين أنَّ لدى الاخوة والاخوات من قرائنا الكرام من الآراء ما يمكن أن يثري هذا الموضوع، إننا في دور التفكير الجاد للتعريف بديننا، ولصدِّ هجمات الأعداء عنا.
إشارة


أنا لا أرى جَوْرَ الأعادي عائقاً
لكنَّ ضعف المسلمين العائقُ

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved