التدريب المهني مفهوم يحمل دلالات عديدة، وقبل أن تصبح مخرجاته طريقاً تتأتى منها فرص وظيفية، فإن ماهيته الحقيقية تكمن في تقديم خدمات ذات مصالح وطنية لأي مجتمع، وهذا ما يُذكر البعض من أفراد هذه المجتمعات عن ما كان عليه الآباء والأجداد في زمانهم الماضي، من آليات في التعامل بينهما والمتمثلة بطريقة المقايضة، فتجد الصناع فيما بينهم يتبادلون لبعضهم البعض ما ينتجه كل واحد منهم للآخر، وسارت حياتهم على هذا المنوال قرونا عديدة، ولهذا أصبحت المهن ذات الطابع الحرفي طرقاً فرضت وجودها الحاجة آنذاك، وحتى أدرك الجميع أن اكتساب مهنة لدى الفرد تساوي بقاءه في الحياة ينتفع منها ويُنتفع منه، ومراكز التدريب المهني التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والمنتشرة في معظم مناطق ومحافظات البلاد، تحتضن أقساما تدريبية معظمها إن لم يكن جميعها ذات طابع احتياجي آني لمجتمعنا، إلا أنه لا تزال الحاجة قائمة إلى افتتاح أقسام أخرى ذات نشاطات نوعية، لعلنا نقول إن الحاجة إليها برزت في العقدين الأخيرين، في الوقت الذي لم نر أو نسمع عن مواطن واحد يقوم بالعمل في دائرتها، وتلك الأقسام التي نناشد لافتتاحها وجعلها أحد أقسام التدريب في هذه المراكز، هي أقسام للتدريب على صيانة الأجهزة المكتبية مثل (الناسخة الهاتفية الفاكس ، آلات تصوير المستندات، مبادئ صيانة الأجهزة الحاسوبية.. إلخ) فتلك الأجهزة لا يخفى على الجميع أنها تمثل نسبة كبيرة في ممتلكات أي منشأة كانت حكومية أوأهلية، وينفق عليها أموال طائلة من ناحية تحديثها وصيانتها، في الوقت الذي لا يقوم بأعمال صيانتها سوى عمالة وافدة، ولأن هذه التقنية أصبحت تمثل لبلدان صانعيها ثروة اقتصادية كبرى، فمن باب أولى أن نوجه أبناءنا إليها ليس لصناعتها، لأن الأمر يحتاج التهيئة والاستعداد الكبيرين لتأسيس مصانع لها، ولكن لنسعى إلى تدريبهم وتأهيلهم لتتولى عمالتنا الوطنية مسؤولية صيانة هذه التقنيات والتي من شأنها توافر فرص وظيفية بآلاف الفرص الوظيفية، فضلاً عن اكتسابنا لتوطين التقنية، فهل يتحقق لأبنائنا مثل هذه الفرص وفي القريب العاجل إن شاء الله تدريباً وتوظيفاً.
(*)الباحث في شؤون الموارد البشرية للتواصل: فاكس: 2697771/01 -ص.ب: 10668- الرياض:11443 |