Monday 23rd December,200211043العددالأثنين 19 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
كيف يفكر الأمريكيون تجاه المنطقة؟
1 . 4
جاسر عبدالعزيز الجاسر

مثلها مثل كل القوى الدولية السياسية والاقتصادية تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى التشبث في الحفاظ على «المصالح الحيوية التي جنت وتجني منها فوائد عديدة» في المنطقة العربية.
ولكي تحافظ واشنطن على هذه المصالح التي تتعرض لأخطار جمة كما أظهرت الاستطلاعات الأخيرة التي أجرتها مؤسسات أمريكية في دول الشرق الأوسط والتي كشفت وجود حالة من عدم الرضا عن السياسة الأمريكية يصل إلى حد العداء تغذيه السياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل والموقف في العراق، تغذيه الجماعات المتشددة من القوميين والدينيين.
التباعد عن أمريكا وتغذية العداء لها في منطقة الشرق الأوسط، وضحاً كثيراً للأمريكيين، ولأن الولايات المتحدة الأمريكية «وهذه حقيقة يجب عدم إغفالها» دولة مؤسسات تعتمد على الدراسة والتقصي وإجراء البحوث العلمية والميدانية فقد اهتمت الدوائر السياسية الأمريكية الحكومية والحزبية ومعاهد الدراسات الجامعية والبحثية وقام عدد من السفراء القدامى ورجال الكونغرس والكتاب والصحفيين الأمريكيين بزيارات للمنطقة، وأعدوا تقارير وأبحاثاً إلى جانب مئات التقارير التي تعدها وترسلها السفارات الأمريكية في عواصم دول الشرق الأوسط.
آخر هذه التقارير ما قدمه السناتور تشاك هيفل (جمهوري في ولاية نبراسكا) الذي قام بجولة مع زميله السناتور جوزيف بايدن (ديمقراطي في ولاية ديلاوير) زار خلالها المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل وتركيا وسورية وقطر وشمال العراق.
والتقرير الذي عرضه السناتور هيفل أمام مجلس شيكاغو للسياسة الخارجية يكشف وبشكل مهني وعلمي النظرة الأمريكية أو ما يجب أن تكون عليه هذه النظرة نحو منطقة الشرق الأوسط وكيفية التعامل الأمريكي مع المستجدات والمتغيرات التي تشهدها دول المنطقة.السناتور هيفل ترجم إلى حد ما وأقرب إلى الحيدة ما يجري في المنطقة، اذ يستهل تقريره بالإشارة إلى أن منطقة الشرق الأوسط منطقة في طور التحول فالشعوب تتطلع إلى المستقبل وتتلمس طريقها عبر المسار الحالي المحفوف بالأخطار والشكوك.
إنه عمل في طور الإنجاز فالأيديولوجيات القومية والدينية تحرك وتعزز الميول المتطرفة لسياسات الشرق الأوسط كما كانت الحال في أوروبا قبل مئات السنين.ويخلص هيفل إلى القول بأن منطقة الشرق الأوسط منطقة على حافة التغيير لكن اتجاه هذا التغيير غير مضمون وهو غير واضح ما كنه هذا التغيير.. غيرالمضمون.. إلى أين يتجه، وما هي آليات التغيير.. وكيف يكون؟ غير واضح.
ويشير السيناتور هيفل وطبعاً من خلال قراءة أمريكية، ونحن هنا نتحدث عن الكيفية التي يفكر بها الأمريكيون تجاه المنطقة..
يقول السناتور الأمريكي: «الديمقراطية لم تجد بعد موطئ قدم لها في الشرق الأوسط، فالعديد من الإصلاحيين والنشطاء والسياسيين في العالمين العربي والإسلامي يقودون كفاحاً يومياً من أجل الحرية، وحقوق الإنسان والمجتمعات المنفتحة، إن تقرير التنمية البشرية العربية الذي نشرته الأمم المتحدة في مطلع هذا العام يصف منطقة بقيت على هامش التقدم والعولمة. شعوب الشرق الأوسط تلك الأرض الغنية بثقافتها وأديانها وتاريخها تستحق أفضل من ذلك».
الأفضل.. والتغير... وأدواته والدور الأمريكي لتحريك كل هذا، ما يحاول السناتور الدفع إليه من خلال ما احتواه تقريره الذي سنتتبع فقراته بالتحليل والنقد لأهميته.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved