Monday 23rd December,200211043العددالأثنين 19 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المناورات تشمل خمسة تدريبات على الذخيرة الحية المناورات تشمل خمسة تدريبات على الذخيرة الحية
التدريبات الأمريكية بالكويت تكثف الضغوط على صدام

  * معسكر نيويورك الكويت رويترز:
الليل موحش وحالك في الصحراء الكويتية.. مصدر الضوء الوحيد النجوم القليلة التي يختفي بريقها وسط الغيوم.. وهناك البرق القادم من عاصفة بعيدة تلوح في الأفق.
ولكن بإلقاء نظرة من خلال نظارات الرؤية الليلية فإن هذا المنظر سيتغير تماماً عبر تلك النظارات تصبح الصحراء بحراً أخضر تتناثر فيه عشرات من الظلال السوداء التي تتحرك على الرمال.. دبابات وقطع مدفعية وناقلات جند مدرعة تنتقل إلى مواقع في جنح الظلام لشن هجوم وهمي على مواقع العدو.
على مساحة كبرى من الصحراء الكويتية تبعد كيلو مترات قليلة عن الحدود العراقية يستعد الجيش الأمريكي للحرب.. ينتشر حالياً أكثر من 12 ألف جندي في الكويت للمشاركة في التدريبات.وخلال تدريبات استمرت خمسة أيام بالذخيرة الحية أجريت هذا الشهر وشارك فيها جنود من فرقة المشاة الثالثة الأمريكية فإن الحديث السائد بين القوات هو احتمال قيام حرب مع العراق.
قال اللفتنانت شتيت كوفر المهندس الذي أخلى فريقه قطعة أرض من الألغام في إطار التدريبات «إننا نؤكد دائماً على التدريب أثناء القتال... ولكن الآن فإن الجنود يراقبون الأنباء ويرون ماذا يحدث.. إنهم يأخذون القضية بجدية أكثر وهناك ما يبرر ذلك».
وتكثف هذه التدريبات الضغوط على الرئيس العراقي صدام حسين حيث ان الولايات المتحدة تستعرض عضلاتها العسكرية في الوقت الذي تطالب فيه صدام بالتخلص من أسلحة الدمار الشامل وإلا سيواجه الحرب.
ويصر العراق على أنه لا يمتلك أي أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية وقدم إقراراً بالأسلحة التي يمتلكها من 12 ألف صفحة في وقت سابق هذا الشهر.
وتقول واشنطن إن الملف لا يذكر كل شيء، ويوجد حالياً مفتشو الأمم المتحدة على الأسلحة في العراق لاختبار مدى التزام البلاد بالمطالب الدولية.
وإلى جانب المناورات التي تجري في صحراء الكويت فإن الولايات المتحدة بدأت أيضاً تدريبات «نظرة إلى الداخل» في قطر هذا الشهر وهي اختبار لشبكة القيادة التي تربط مقر القيادة المتنقل ووحدات القتال في الميدان.
وكانت تدريبات نظرة إلى الداخل سرية للغاية إلا أن التدريبات التي تجري في صحراء الكويت كانت معلنة للجميع لتوضيح ما يمكن ان يواجهه صدام في حالة اتخاذ الولايات المتحدة قرار الحرب.
وفي الوقت الذي لم يصل فيه حجم القوات والمعدات الموجودة في الكويت إلى الحجم الذي يقول محللون إنه لازم لشن غزو فإن الجيش الأمريكي يحشد قدراته في البلاد بخطوات حثيثة.
وعززت الكويت إجراءاتها الأمنية بعد أن أشاد صدام بالكويتيين الذين هاجموا القوات الأمريكية ووصف الوجود العسكري الأمريكي في الكويت بأنه احتلال.
إلا أن الأمن ما زال من المسائل التي تثير قلق الجنود المشاركين في التدريبات.
وأطلق شرطي كويتي الرصاص على جنديين أمريكيين وأصابهما بجروح خطيرة في نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن أوقفهما في طريق سريع إلى الجنوب من مدينة الكويت وفي الشهر السابق هاجم كويتيان جنوداً من مشاة البحرية الأمريكية يتدربون في جزيرة فيلكا الكويتية مما أسفر عن مقتل أحدهم.
كما وردت أنباء عن اطلاق رصاص على جنود أمريكيين يتدربون في الصحراء.
وتشمل المناورات خمسة تدريبات على الذخيرة الحية بالإضافة إلى تدريبات بين القوات حيث تخوض مجموعتان معركة وهمية، وبحلول النهار ترتص صفوف من المدرعات الأمريكية في الصحراء وسط الرمال والأتربة وتدوي أصوات انفجارات المدفعية والنيران.
وخلال الليل عندما تبدأ الهجمات الوهمية تضيء طلقات التنبيه السماء، وتتصاعد أعمدة من النيران وسط الظلام في الوقت الذي يستخدم فيه المهندسون مواد شديدة التفجير في إخلاء طريق وسط حقل ألغام.
وتشمل المعارك الوهمية اختبارا للقدرات الطبية العسكرية فقد حددت بعض العربات التي سيتظاهرون بأنها تعرضت لنيران العدو ولا بد من نقل «المصابين» ومعالجتهم.
وأقام فريق واحد من الأطباء نقطة إغاثة متقدمة وسط المعركة، ووضع أفراد الفريق نظارات على عيونهم لحمايتها من الرمال واستخدموا محفات بدائية لنقل المصابين وتدربوا على الحالات الطارئة واستدعوا طائرات هليكوبتر لنقل من يعانون من إصابات خطيرة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved