بانتظار انتخابات مجلس الشعب
سورية تشهد تقييماً حكومياً

* دمشق الجزيرة عبدالكريم العفنان:
اعتبر مصدر سوري مطلع ان الاستحقاقات السورية الداخلية بدأت عدا تنازليا، وذلك بانتظار الانتخابات التشريعية العامة، وقال المصدر للجزيرة انه لن تطرأ في المرحلة الحالية أي تعديلات جذرية على الحكومة السورية، لأن هناك عددا من الإجراءات والأمور التي ستتم الآن، وفي مقدمتها اجتماعات الجبهة الوطنية التقدمية وانتخابات مجلس الشعب معتبرا ان المجلس الذي أنهى ولايته مطلع هذا الشهر شكل نهاية دور تشريعي، تتبعه بعض المتبدلات السياسية المتعلقة بالانتخابات، وطبيعة اعضاء مجلس الشعب الجديد وقال المصدر انه من السابق لأوانه التكهن بطبيعة الوزارة الجديدة، طالما ان الظروف الاقليمية تشهد حالة من التوتر، مبينا ان الحكومة تعتبر نفسها عادة في حكم المستقيلة مع نهاية ولاية مجلس الشعب، إلا ان هذا الأمر لا يشكل قاعدة دستورية واجبة، لكنه ركز في نفس الوقت على أن الحكومة الحالية منحها الرئيس السوري عاما كاملا لإعادة هيكلة الوزارات وتقييم البرامج والخطط الخاصة بها، وهذه المهلة انتهت عمليا في13 الشهر الجاري، ومن المتوقع على ضوء الأداء الحكومي ان تقوم القيادة السياسية بتقيم شامل لمسيرة الإصلاح، وبين المصدر ان التغيير الوزاري لم تعد تحكمه في سورية اعتبارات سياسية بل تقنية، لذلك فإن التغيرات واردة بشكل دائم، وذالك على ضوء احتياجات المرحلة.
وحول الأسماء المقترحة أوضح المصدر ان القيادة السياسة تملك اليوم خيارات واسعة، لكنه اعتبر ان طبيعة الأسماء ستخضع لاعتبارين: الأول شكل مجلس الشعب القادم واحتمالات التغير فيه، خصوصا أن قيادة حزب البعث الحاكم تسعى الى ترشيح أسماء تملك مؤهلات وكفاءات، وبالتالي فإن الوزارة الجديدة يمكن ان تشهد خبرات جديدة.
الثاني اجتماعات الجبهة الوطنية التقدمية التي بدأت أمس، والتي من المتوقع ان تشهد نقاشات حول أداء الجبهة وإمكانية تطويرها وتوسيعها، إضافة الى فكرة إلغاء الحصص الوزارية، وهي مجال بحث ودراسات لحث أحزاب الجبهة التعامل بآلية سياسية أفضل وبناء على هذه التبدلات فإن الوزارة الجديدة يمكن ان تحمل اسماء مستقلة أكثر من غيرها.
ولم يستبعد المصدر إمكانية تغير رئيس الوزراء الحالي، الدكتور محمد مصطفى ميرو، خصوصا مع التقارير التي تتحدث عن إمكانية ترشيح نفسه لعضوية مجلس الشعب القادم، وقال إن مثل هذا التبديل سيخضع للظروف الإقليمية والداخلية في آن، فهناك دراسات حول إعادة الهيكلة للوزارات وذلك بعد أن أتمت الحكومة الحالية عاما على تشكيلها، وبين المصدر ان معظم الوزارات قدمت دراسات حول هذا الموضوع، وأن هناك وزارات بدأت بالفعل بإعادة هيكلة بنيتها، لكن الأمر يتعلق ايضا بتنفيذ الخطط المرسومة وبوضع مناهج جديدة ومتطورة، وركز المصدر على أن المرحلة المقبلة لسورية ستشهد تطورا نوعيا في الأداء السياسي والإداري، لأن هناك الكثير من الاستحقاقات المترتبة في مسائل الإصلاح، مستبعدا ان تؤدي الظروف الاقليمية الى تحويل مسارات الإصلاح، لأن أي عمل عسكري ضد العراق سيؤثر على الأوضاع بشكل عام لكنه لن يؤخر في الوضع الداخلي إلا في حال قامت إسرائيل بتدخل مباشر في العمليات العسكرية.