Monday 23rd December,200211043العددالأثنين 19 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الإصلاح وسط ركام المباني الفلسطينية ! الإصلاح وسط ركام المباني الفلسطينية !
روبرت فيسك

أعلن وزير الخارجية الامريكية كولين باول عن عقد مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط، في اواخر الربيع الماضي، ولم يحدث شيء، ولم يعقد مؤتمر للسلام، والآن يعلن توني بلير عن عقد مؤتمر، ملحقا به الحاشية المألوفة عن «اصلاح فلسطيني»، الامر الذي يعني التخلص من ياسرعرفات، الا ان الفلسطينيين - الذين ابلغهم جورج بوش بضرورة نبذ الزعيم الفلسطيني - سوف ينتخبون عرفات كزعيم لهم في الشهر القادم.
وهنا، هل يعتزم بلير توجيه الدعوة إلى الزعيم عرفات للحضور إلى لندن؟ او كما يقول احد المصادر «انه ليس من المتوقع ان يحضر» او ان يحضر احد اتباعه؟ او يحضر زعيم جديد غير منتخب ذو صوت واضح لفلسطين؟
مضحكات مبكيات
من المثير للضحك هو كيف يشير رئيس وزرائنا بالفعل إلى فلسطين كما لو كانت دولة، بدلا من كونها قطعة ارض محتلة مستعمرة تشكل 22% من فلسطين الاصلية التي كانت تحت الانتداب البريطاني و التي تركت للاغتصاب، ومن المثير للضحك ايضا كيف يستطيع رئيس وزرائنا الحديث عن «رؤية» الرئيس جورج بوش الخاصة باقامة دولتين - اسرائيل وفلسطين - بأسلوب غيرمفهوم كما لو كان الرئيس يعني ما يقوله. ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون لايعتزم السماح بوجود دولة قابلة للبقاء إلى الشرق من اسرائيل، كما انه فيما يبدو لم توجه اليه الدعوة للحضور إلى لندن لحضور مؤتمر بلير، كما لم توجه الدعوة إلى عرفات ايضا، اذن ما هي الفرصة المتاحة امام فلسطين؟ ان «الاصلاح» يعد خطا جيدا، ان الامريكيين سوف يوافقون على ذلك، كما ان الاسرائيليين سوف يوافقون عليه ايضا، وايضا سوف يوافق عليه كثير من الفلسطينيين، لأن عرفات فشل حقا، على الرغم من ان سبب فشله ليست هي الاسباب التي تعتقد فيها امريكا واسرائيل.
مجاملة بوينج
ان الاتحاد الاوروبي سوف يكون حاضرا، إلى جانب الامم المتحدة، والولايات المتحدة، وبالطبع، الديموقراطية المعروفة التي يقوم جيشها حاليا بعمليات سحق واغتصاب في الشيشان وفي يناير - أي في الشهر القادم مباشرة - سوف يقوم بلير «بالتركيز» على الشرق الاوسط، والهدف من ذلك سوف يكون - حسبما قالت لنا وزارة الخارجية - التركيز على كيفية الاسراع بعملية الاصلاح الفلسطينيية.. الاسراع؟ وسط ركام مكاتب السلطة الفلسطينية، ومراكز الشرطة، والمباني الادارية - التي تم تدميرها جميعا مجاملة لشركة بوينج والشركات الاخرى التي تزوّد اسرائيل بالاسلحة - سوف يتم الاسراع «بالاصلاح»، كيف يحدث ذلك؟
وجهان لعملة واحدة
حقا، لقد مر وقت كانت تبدو فيه الحكومة البريطانية بعيدة عن القدس مثلما هو الوضع بالنسبة لواشنطن، وقد ابلغنا بلير انه من المهم «اشراك» سوريا - بافتراض ان بوش لا يستطيع ولا يريد ذلك - واشار إلى ان سوريا سوف تكون جزءا هاما من عملية بناء مستقبل يسوده السلام والاستقرار في المستقبل في الشرق الاوسط، «وهو امر في مجمله جيد، ولكن ماذا عن اسرائيل؟ وماذا عن ارئيل شارون «رجل السلام» - على حد تعبير بوش - الذي يتجه إلى بناء المزيد والمزيد من المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة؟ حسنا، ان «سياسة» الشرق الاوسط التي ينتهجها بلير تشبه إلى حد كبير سياسة بوش، وهي ان ما لا تريد تريد ان يبقى بعيدا.

(*) عن الاندبندنت البريطانية - خدمة الجزيرة الصحفية.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved