Monday 23rd December,200211043العددالأثنين 19 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

سطور سطور
«علم نفس الكتاب»
فوزية محمد الجلال

نيقولاس روباكلين «1862 - 1946» مكتبي روسي، كرس حياته للكتب قارئاً ومؤلفاً وناشراً، يصنفه المكتبيون على أنه المؤسس الفعلي لما يعرف ب«علم نفس الكتاب Bibliopsychology، كتب عشرات المؤلفات والبحوث والدراسات باللغات الروسية والفرنسية وترجم قليلها الى الانجليزية، وخلت الساحة العربية من أي ترجمة عنه أو لأحد كتبه، إلا من بعض الإشارات المتناثرة بين الصفحات.
تناولت بعض المؤلفات شخص «روباكين» وميوله السياسية وظروف هجرته من بلاده روسيا مغضوباً عليه، وقد لا يعني القارئ كثيراً شخص «روباكين» بقدر رغبته في فهم هذا العلم الذي أسسه ووثق له وانشأ معهداً لبحوثه وتجاربه. يقول «روباكين» عن علم نفس الكتاب:
الكتاب مجال رحب يمارس القارئ عبره اسقاطاته ويجسد عبر مادته ظواهره النفسية المختلفة وتسهيلاً لإدراك ذلك وضع مجموعة من الاختبارات والمقاييس لتصنيف القراء والكتب وضمنها عدة ببيلوغرافيات مدعمة بتطبيقات عملية تقرب مفهوم هذا العلم من ذهن الدارس المكتبي، ومن أجل ذلك وجه «روباكين» خطابه للمكتبيين طالباً منهم ان يغيروا اتجاهاتهم التقليدية نحو الكتاب، فلا يمكن ان يصبحوا إذا تمسكوا بها ذوا جدوى وفعل حقيقي: يقول في كتابه «مقدمة في علم نفس الكتاب» الذي يعول عليه المكتبيون ودارسو علم نفس الكتاب:
إن القارئ هو الذي يبدع وينشئ ويركب والكتاب ليس إلا وسيلة لذلك، والمكتبي الذي يجهل هذا او يتجاهله، سيحول الكتاب الى ضحية، والمكتبة الى مقبرة جماعية للكتب «ترى كم من المقابر لدينا!!».
إذاً فهو لم يتحدث عن قوة مادة الكتاب أو هزالتها، هو أيضاً لم يتناول فكراً معيناً ويهمل آخر، هو فقط امضى حياته كاملة في معهده ب«لوزان» ليعرف ويحلل ويدرك ثم يدون، ذلك الدور الحاضر الغائب للفرد أياً كانت ثقافته وميوله واتجاهاته في فهم نصوص الكتب وتكريسها لخدمته إن سلباً أو إيجاباً. إذن فالقارئ يتقمص ويُسقط ويستعير، ويستخدم النص كما يفهمه او كما يرغب في فهمه، ذلك هو المفهوم الذي يوجه «روباكين» المكتبيين اليه، ليتجاوزوا دورهم التقليدي في رؤية الكتاب من خلال النص، الى دورهم الأهم في التعامل مع الكتاب من خلال قارئ النص.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved