العلاقات الخليجية - التركية
معطيات الواقع وآفاق المستقبل
تأليف/ عوني السبعاوي، عبد الجبار النعيمي، أبو ظبي:
مركز الإمارات للدراسات والبحوث، 2000م، 82 صفحة
تعبر العلاقات الدولية بشكل عام، عن توافق او اختلاف نسبي بين اطرافها، وهي في هذا وذاك انما تترجم واقعا عمليا مقبولا وليس غريبا عن ماهيتها. وحالة التوافق النسبي بين طرفي العلاقة، تجسد رغبة مشتركة قد تختلف في حجمها لدى كل طرف، من اجل تأكيد برامج عمل واضحة. واذا ما انتقلنا من العام الى الخاص، نجد ان العلاقات الخليجية/التركية، لا تفتقر الى الجذور التاريخية، إذ إنها لم تنقطع، رغم كل التبدلات والتغيرات الاقليمية والدولية، حيث تقلبت هذه العلاقات بين ثلاث حالات: هامشية، وطبيعية، وايجابية متطورة، ان هذه العلاقات، كما انها لا تجري، بمعزل عن سياق المحتوى التاريخي المتجدد شكلا ونوعا وحجما، وفق ما يستجد في البيئة المحلية والاقليمية، فانها تستجيب أيضا الى البيئة والمحيط الدوليين بخطى متسارعة، وبشكل خاص مع وجود العوامل الدافعة الى قيام التأثيرات الفاعلة في مسار هذه العلاقات، وأهمها الموقع الجيوستراتيجي والامكانيات الفعلية المؤجلة، فضلا عن أنماط التوجهات الحياتية من الناحية العملية. ا
ن ما استقر في هذه العلاقات يمثل ثوابت المحافظة على المصالح العليا وتعزيز أساليب تحقيقها، بغض النظر عن تغير المعطيات، داخل منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، مع وجوب تأكيد الهواجس القائمة والمحتملة في تفسيرات معاني المصالح العليا وسياقات تحقيقها بالنسبة الى تركيا على الاقل، الطامحة دائما لكي تكون دولة اقليمية موثرة سياسيا وعسكريا. بيد أن تلك الهواجس لم تلغ حتى الآن القدرة على الاستمرار، في زخم العلاقات القائمة، وماقد يتفرع عنها مستقبلا، اضافة الى ان كلا الطرفين قد حرص على تنوع خياراته بوصفها سبيلا منطقيا وعمليا، في عملية صنع القرار السياسي الخارجي وتطبيقات هذا القرار. وينطلق هذا البحث من ان الخليج العربي لم يعد من المنظور التركي، تلك المنطقة البعيدة والضئيلة الامكانيات، بل المنطقة الغنية بموارد الطاقة والجوانب الاقتصادية الاخرى ذات التأثير الاقليمي والاهتمام الدولي المتزايد كما لم تعد تركيا من منظور دول الخليج العربي الدولة التي كانت يوما ما امبراطورية واسعة، بل الدولة الحديثة سياسيا وعسكريا، والتواقة الى تأمين حاجاتها الاقتصادية من خلال علاقاتها بدول الخليج، وهي الدولة ذات الطموح في الانتشار الاقليمي، وبخلفية استناد غربية تؤمنها عضويتها في حلف سياسي/عسكري «حلف الناتو»، وعلى الرغم من أن هناك رؤى سياسية خليجية ذات طابع عام، فان ذلك لا يعني الغاء لامكانية الاختلاف التفصيلي في هذه الرؤى، على المستويين الاقليمي والدولي، فضلا عن عدم التوازن بين هذه العناصر القوى المادية لهذه الدول، فرادى او جماعات، رغم المساحة الكبيرة والثروات النفطية المتوافرة فيها ويرتكز هذا البحث على منطلقين أساسيين:
الأول: أن تركيا تسعى الى تعزيز علاقاتها الخليجية، وذلك بتحييد العوامل والمسارات الاقليمية الدولية لصالح تعزيز هذه العلاقات وبخطوط غير متناقضة مع تلك المعطيات. ومن ضمن هذه العوامل التطورات المحتملة في العلاقات التركية/الاسرائيلية وتعاظم الدور التركي في شمال العراق. اما المنطلق الثاني: فهو ان دول الخليج العربي لم تعمل على استبدال اقامة علاقات مميزة بتركيا بالمعطيات العربية والدولية القائمة، على حساب تلك المعطيات، وعلى ألا يترتب على الاعتبارات الاقتصادية في هذه العلاقات أي نتائج اخرى يمكن ان تزيد من هواجسها الأمنية، ولاسيما بعد سلسلة الاتفاقيات التركية / الاسرائيلية الأخيرة
.وعليه فالبحث يتناول تفصيلا: الأهمية الجيوستراتيجية للخليج العربي وتركيا، كما يبحث في مرتكزات السياسات الخارجية التركية والخليجية، ويستعرض ميادين العلاقات الخليجية - التركية، وقيود السياسة التركية في الخليج العربي.
***
الإعلام العربي تحديات الحاضر والمستقبل
تأليف/تيسير أبو عرجة، عمان «الأردن»: دار مجدولاي، 2000م، 254 صفحة
هذا الكتاب: يدعو الى وضع استراتيجية مناسبة للاعلام العربي تراعي توافر الحرص على العمل العربي المشترك على اعتبار ان الاعلام أشد اشكال العمل العربي المشترك حساسية واهمية، والسعي لقراءة المصالح العليا للأمة العربية بالارتفاع فوق الخلافات والأزمات وأشكال التناحر التي تشل العمل العربي المشترك. كما يدعو الى ان تراعي هذه الاستراتيجية التقدم المذهل الذي تشهده صناعة الاعلام والاتصال في الوقت الحاضر وتأثير ذلك على مضمونات الرسائل الاعلامية المعاصرة خاصة تلك الوافدة من المجتمعات الاكثر تقدما وبالتالي الاكثر سيطرة على مسارات الاتصال ومحتوياته. مؤكدا على ان ثورة الاتصال المستندة على ثورة المعلومات والتكنولوجيا بإمكانها المساهمة في تحديث الحياة العربية والمجتمع العربي باتجاه النمو والتنمية في مواجهة حالة التبعية والتخلف. كما يدعو الكتاب الى ان يكرس الاعلام العربي الحرية السياسية التي تتصل بشكل وثيق بحرية الصحافة وحرية التعبير نظرا لارتباط هذه الحرية بتسريع جهود البناء والتنمية وتقدم المجتمع المدني ومحاربة الظلم الاجتماعي وتكريس الديمقراطية والتعددية السياسية.
كل ذلك ترجمة المؤلف تفصيلا في ثمانية فصول تناول فيها: الجامعة العربية والاعلام العربي المشترك، تجربة الاعلام المشترك بدول الخليج العربية، الاعلام العربي والقضية الفلسطينية، صورة العرب في وسائل الاعلام الغربية، الاعلام العربي وتحدياته على الساحة الدولية، الدور الاعلامي للصحافة العربية في المهجر، المحطات الفضائية التلفزيونية العربية، استراتيجية الاعلام العربي والحاجة الى وكالة مركزية عربية للأنباء.
***
من الكتاب:
البث الفضائي التلفزيوني العربي:
لقد دخل الاعلام العربي مرحلة البث التلفزيوني الفضائي منذ بضع سنوات من خلال مجموعة من المحطات الفضائية التي يتم استقبال موادها الاعلامية من خلال الأطباق اللاقطة على نطاق العالم العربي وغيره من بقاع العالم المختلفة. وكان التحدي الذي يجابه هذه المحطات وما يزال هو في نوعية المحتوى الاعلامي البرامجي الذي يمكن به إشغال هذه الساعات الطويلة من البث سواء في المحطات العامة المفتوحة او تلك المعتمدة على الاشتراك بالنسبة للبرامج والقنوات النوعية المتخصصة. ولعل هذه الاشكالية هي التي تفجر الكثير من التساؤلات التي جعلت ما تقدمه هذه القنوات موضع تساؤلات وحوارات حول المردود الفعلي لهذه القنوات والدور الذي تقوم به في خدمة الاعلام العربي سواء الاعلام العربي البيني او الاعلام العربي الدولي. لقد قدمت هذه القنوات نكهة جديدة في العمل الاعلامي من خلال التغطيات الاخبارية التي تتسم بالسرعة والكثافة، للأحداث العربية والدولية اعتمادا على شبكات المراسلين المنتشرين في العواصم المختلفة. كما قدمت ذلك تلك البرامج الحوارية التي تعتمد على الاتصال المباشر مع الجمهور للتعرف على رجع الصدى الفوري للرسائل الاعلامية التي تبثها. ومن أجل ذلك اصبحت هذه القنوات تعيش حالة تنافسية في كل شيء. المواد الاخبارية، المذيعين، الاعداد، المحررين والمندوبين والمراسلين.. بهدف الوصول للمشاهد واقناعه بمصداقية ومهنية تلك القناة. وقد اوقعت هذه الحالة التنافسية الكثير من القنوات في ارباك وتشتت، حيث يلجأ بعضها للاثارة الاعلامية السياسية، والحوارات الخالية من ادب الحوار والموضوعية وتلك الندوات الشجارية التي تضيع فيها الحقيقة بين الصراخ والاتهامات الشخصية، إلى جانب إثارة الفتن والنعرات الطائفية والاقليمية والقبلية، وفتح الملفات القديمة ليس بحثا عن الحقيقة ولكن لمزيد من الإثارة غير الهادفة.. الامر الذي يثير التساؤل: ما مدى خدمة هذه القنوات للاعلام العربي؟.. وعلى صعيد آخر، هناك برامج ومواد إعلامية تسعى لتخريب الذوق اللغوي العربي من خلال العامية التي تلح عليها والتي تتنافى مع رسالة الاعلام العربي في التوجه الى المواطن في كافة الاقطار العربية التي تعد اللغة العربية الفصحى عامل توحيد لها بدلا من هذه العاميات التي تكرس الاقليمية والمحلية وتتنافى مع وحدة الثقافة العربية.
الى جانب تلك البرامج الضحلة التي تشغل مساحات زمنية واسعة من البث الفضائي العربي وتهدر الوقت والطاقات والاموال الى جانب ما تبثه من مواد تدعو الى الفساد والتخدير والتخريب.. ونحن نرى أهمية ان تلتفت الفضائيات العربية الى تعزيز العمل العربي المشترك، وان تشكل قاعدة لإعلام عربي مشترك يعزز المصالح العربية العليا ويساهم في تحسين الصورة العربية لدى الآخرين من خلال التخطيط الاعلامي المبني على أسس منهجية سليمة. فإن ما اعاق الاعلام العربي ومسيرته باستمرار هو كونه ضحية للخلافات السياسية العربية، ولم ننجح في جعل هذا الاعلام ينأى عن هذه الخلافات بل تم توظيفه فيها. ونرى أهمية ان تكون الفضائيات العربية مكانا ملائما لصقل الطاقات الاعلامية العربية الشابة ومدها بالعناصر المهنية الاعلامية العالية من خلال التدريب والتثقيف الذي يوسع الآفاق ويؤدي الى الاحاطة بطبيعة المتغيرات الدولية المتسارعة ومن الضروري ان تكرس الفضائيات العربية جانبا من برامجها ومساحاتها الزمنية لمخاطبة الرأي العام الخارجي بلغته والاساليب الحوارية والرسائل الاعلامية التي تجدي معه، حتى لا نظل نقول ماذا نفعل عندما نتعرض للاساءات التي تطال ديننا وشخصياتنا القومية. اما من الناحية المهنية المتصلة بالعمل التلفزيوني فإن هذه القنوات مدعوة الى تجنب السرعة في اطلاق الاحكام وهي بصدد الركض وراء السبق الاعلامي، وتجنب الركاكة اللغوية التي يظهرها بعض المندوبين والمراسلين، وعدم الاعتماد على الشائعات والتصريحات غير المؤكدة، الى جانب أهمية التخصص بالنسبة للمذيعين ومقدمي البرامج.
***
من لقب ببيت شعر في الجاهلية والإسلام
تأليف: أحمد محمد عبيد، بيروت: مؤسسة الانتشار العربي، 2000م 79 صفحة
عرف العرب بإطلاقهم «الأنباز» و«الألقاب» على المشهورين منهم وأصحاب الرأي والفرسان والشعراء، تمييزا للملقب عن غيره، سواء أكان هذا اللقب مدحا أم ذما، من هذه الألقاب «النبز» ببيت شعر فيسترعي انتباه السامعين كلمة نشاز نابية الجرس ومميزة عن باقي ألفاظ البيت فيطلق على الشاعر لقب مشتق من هذه الكلمة النشاز، ويصبح هذا اللقب عنوانا لهذا الشاعر يعرف به في المحافل والأسواق وأنحاء جزيرة العرب.
وبهذه الطريقة حفظ لنا الشعر أبياتا مجهولة القائل الا من ألقاب قائليها.
وقد ألف القدماء في هذا الباب كتبا عديدة ضاع جلها ولم يصلنا منها الا القليل، وهذه الكتب حول بعضها يدور البحث في هذا الكتاب. وقد جمع الباحث في مجمل مادة كتابه هذه ألقاب الشعراء في الجاهلية وصدر الاسلام حتى نهاية العصر الأموي.
وهذا الكتاب يضم اولئك الذين لقبوا ببيت شعر منذ الجاهلية وحتى نهاية العصر الأموي. ذاكرا ألقاب هؤلاء الشعراء وأسماءهم والأبيات التي قالوها وتخريجها في المصادر والمكان.
أما منهج الكتاب، فقد رتب فيه المؤلف ألقاب الشعراء هجائيا، ذاكرا من ثم اسم الشاعر والروايات فيه - إن وجدت - وبعده البيت الذي لقب به الشاعر، مع تخريج البيت في المظان والمصادر المتوفرة، وزيادة في التوضيح لبعض الشعراء، قام المؤلف بذكر قرابتهم من بعض الشخصيات المعروفة والشعراء المشهورين.
***
إدارة الحرب في إسرائيل
تأليف/ عبدالرزاق إبراهيم قاسم، عمان «الأردن»:
دار مجدولاي، 1998، 607 صفحات
يعتبر الدين مصدر إلهام فكري عسكري واجتماعي لليهود، لأن الدين هو الذي جمعهم في فلسطين بالرغم من اختلاف مشاربهم ولغاتهم وجنسياتهم، وهو الذي يدفعهم للقتال والحرب لأن التوراة تقول بأن أرض اسرائيل المقدسة ستبقى نجسة ما دام يسكنها الغرباء ولذلك يجب تطهيرها بالسلاح والقوة، والدين نفسه يدفع الحاخامات اليهود لأن يصدروا أوامر للجنود بالعصيان المسلح ورفض الانسحاب من الضفة الغربية تنفيذاً لاتفاقيات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وبالدين يربط جيش الدفاع الحاضر بالماضي فيسمون معاركهم مع العرب باسماء معارك أجدادهم ضد الفلسطينيين واليبوسيين والكنعانيين. بهذا التمهيد يدلف الباحث - وهو عسكري سابق- الى دراسته التي تتناول الأهداف والخطط العسكرية والأساليب التي تنتهجها اسرائيل في قتالها الطويل مع العرب. مشيراً الى ان إسرائيل تربط أهدافها العسكرية بأهدافها الدينية والقومية، فعوامل القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية لديها مكملة لبعضها البعض وتصب في الإطار القومي. ولإسرائيل هدفان عسكريان رئيسيان هما: الاحتفاظ بقوة عسكرية قادرة على تحقيق الأمن الوطني في السلم والحرب، وإدامة التفوق العسكري على جميع جيوش الدول العربية في حالة الحرب. ولضمان هذا التفوق وتعزيزه فقد ربطت اسرائيل كل مؤسساتها المدنية المسيطرة على المرافق الحيوية كالموانئ والمطارات والدفاع المدني والصناعات الاستراتيجية والمفاعلات النووية السلمية والحربية بوزارة الدفاع. أما المسألة السكانية فتحتل نفس مرتبة الاهتمام التي تحتلها المسألة الجغرافية في ذهن صانع القرار الإسرائيلي وذلك لما لها من أهمية مباشرة على مستقبل الصراع في المنطقة. فإذا كان الجيش الإسرائيلي قادراً على توسيع الرقعة الجغرافية بشن حرب تلو الأخرى فإنه لابد من التفكير بإشغال هذه الأرض بالسكان اليهود بدلاً من سكانها الأصليين. لذلك تستقطب إسرائيل اليهود من أنحاء العالم كافة. وفي الجانب العسكري، اعتمدت اسرائيل في بناء قواتها العسكرية على قواعد أساسية نابعة من عدة اعتبارات منها: الموقع الجغرافي، تداخل القيادة السياسية والعسكرية، حجم القوى البشرية المتوفرة، القدرة الاقتصادية، التطور التقني والعلمي، طبيعة العدو ومهمة جيش الدفاع الإسرائيلي. ولم تغفل قيادة الجيش الإسرائيلي أي جانب يساهم في تطوير قواتها المسلحة، فقد طورت جميع المجالات الالكترونية والتقنية والأسلحة بشقيها التقليدي وذات الدمار الشامل، كما زودت الجيش بأحدث المعلومات من خلال منظومة استخبارية تعتبر الأفضل في منطقة الشرق الأوسط.
وتستخدم إسرائيل نظام تجنيد وتعبئة فريداً من نوعه في العالم، حيث يتم استنفار 60% من جيش الدفاع من الرجال والنساء خلال 48 ساعة. كما قامت اسرائيل منذ نشأتها بعسكرة الاقتصاد لتعبئة كافة موارد الدولة الداخلية والخارجية من أجل كسب الحرب لعلمها بأن الحرب الحديثة حرب شاملة تطال المدنيين والعسكريين ونطاقها الجغرافي يشمل كافة ارجاء الدولة. حيث يعنى الاقتصاد الحربي في اسرائيل بتعبئة الموارد البشرية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والجغرافية لخدمة المؤسسة العسكرية ويُكرس الجزء الأكبر منها لإدارة الحرب. وقد أدت عسكرة الاقتصاد ونمو المجتمع الصناعي العسكري وتوسعه الى تفاقم الأزمة الاقتصادية مما دفع القيادة السياسية في اسرائيل للبحث عن طرق أخرى غير الحرب لحل المشاكل الاقتصادية. وتعتبر إدارة التدريب في جيش الدفاع، الركيزة الأساسية لنجاحها في الحرب، وتحاول القوات الإسرائيلية الوصول بقواتها العسكرية الى مستوى عالٍ من التدريب الذي يعكس قدره الجيش والشعب الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية، كما تُعتبر: اللامركزية، السيطرة، التعاون، أمن التدريب، الاستمرارية، الأهمية والعمل بروح الفريق المشترك، أسساً عامة ومناهج ثابتة لإدارة التدريب. وعليه فإن الدين والتاريخ هما الركيزتان اللتان اعتمد عليهما الفكر العسكري الإسرائيلي الحديث لوصل الأحفاد بالأجداد وترسيخ المفاهيم التوراتية لدى الجنود الإسرائيليين.
ولم يغفل جيش الدفاع تطوير الفكر العسكري الحديث من خلال الخبرات المكتسبة من العقائد الأجنبية والحروب المتكررة لجيش الدفاع والتطور التكنولوجي للأسلحة والمعدات. ولأن الحرب تُعد حجر الزاوية في البناء الإسرائيلي والفن الذي يجب اتقانه من قبل الجميع، فقد أثرت إدارة الحرب في إدارة الدولة الإسرائيلية وتمثل ذلك في التهافت على استرضاء العسكريين للعمل في المؤسسات الحكومية والمدنية، حيث يمثل الجنرالات المتقاعدون او ذوو الخلفية العسكرية نسبة عالية في الهيئة الحاكمة الإسرائيلية. وإذا كان السلام مطلباً وطنياً لكل شعوب المنطقة، فإن إسرائيل تعمل وفق أسس ومبادئ ثابتة بغض النظر عن شكل الحكومة وتوجهاتها، وما الاختلاف الذي نراه بين حكومات إسرائيل المتعاقبة إلا مظهرياً ولا يتعدى الوسائل التي سيتم بها تنفيذ الغايات العامة التي تعكس التوجهات التالية:
- أكثرية الشعب الإسرائيلي تريد السلام مع الاحتفاظ بالأرض.
- الحركة الصهيونية العالمية تخطط للهيمنة على مقدرات الأمة العربية والتوسع على حسابها.
- ستبقى إسرائيل قاعدة استعمارية واحتكارية لأمريكا والغرب الأوروبي.
- السلام في المفهوم الإسرائيلي هو مرحلة للحصول على مكاسب يصعب تحقيقها بالحرب.
- لا تستطيع إسرائيل إدارة الحرب بقدراتها الذاتية بعيداً عن الدعم الأمريكي لتطوير قدراتها القتالية والتقنية والسياسية.
تلك كانت قراءة سريعة لأهم ما جاء في هذا الكتاب، الي جانب عدد كبير من التفصيلات التي أوردها المؤلف وشملت الى جانب ما تقدم:
تاريخ اليهود وبني إسرائيل عبر الممالك والامبراطوريات المختلفة، ظهور الحركة الصهيونية وإنشاء دولة إسرائيل، الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية لإسرائيل، نظرية الأمن الإسرائيلي، السكان العرب في فلسطين، الموارد الطبيعية، مؤثرات الجغرافيا الطبيعية والبشرية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، النظام العسكري الإسرائيلي، الهجرة والاستيطان، أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد، الشين بيت، أمان» العوامل المؤثرة في تكوين الجندي الإسرائيلي، خدمة النساء في الجيش الإسرائيلي، اقتصاديات إدارة الموارد، التخطيط والتدريب وإدارة العمليات، تطور الفكر العسكري الإسرائيلي ومصادره.
***
صورة المرأة العربية في الدراما المتلفزة
تأليف: زغلولة السالم، عمان «الأردن»: دار مجدولاي، 1997، 229 صفحة
شهد العقدان الأخيران من القرن العشرين اهتماما كبيرا بالدراسات التي تهتم بشؤون المرأة، وبدأت بعض المراكز العلمية والبحثية عربيا ودوليا تقوم بتمويل البحوث الخاصة بالمرأة، واستجاب العديد من الباحثات والدارسات للموضوعات التي تتناول قضايا المرأة، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ونفسيا وأدبيا في محاولات لسبر غور المشكلات التي تواجه المرأة والطموحات التي تسعى اليها وموقف المجتمع الذكوري منها.
وهذا الكتاب دراسة علمية للتعرف على واقع المرأة كما تصوره اخطر وسيلة اتصالية في الوقت الراهن، فالفرد اليوم يمضي امام التلفاز ساعات طويلة ومعها يتم تشكيل جزء من رؤيته حول العالم الذي يعيش فيه.
وتحتل الدراما مكانة بارزة بين برامجه من حيث المدة الزمنية المخصصة لها، ومع انتشار الفضائيات العربية وزيادة ساعات البث التلفازي، شغلت الدراما المتلفزة معظم ساعات البث، وأثرت لاشك على اتجاهات الناس وأفكارهم، وكرست صورا ثابتة عن المرأة..
ولهذا الغرض طرحت الباحثة في مقدمة دراستها عددا من الأسئلة:
* ماهي القيم والمعايير المرتبطة بصورة المرأة ومكانتها في المجتمع؟
* ماهي جملة العلاقات القائمة بين المرأة والمرأة وبين المرأة والرجل؟
* ماهي عناصر الصورة التي يعرضها التلفاز للمرأة العربية في الاعمال الدرامية المتلفزة.
وقد اختبرت الباحثة من خلال الدراسة الميدانية على بعض المجتمعات العربية «الأردنية - السورية - المصرية» عددا من الفرضيات حول الصورة المحتملة للمرأة في الدراما العربية المتلفزة على المستويات الاجتماعية، الثقافية، النفسية، الذهنية، الاقتصادية، السياسية.
وتوصلت في نتائجها الى القول بأن الصورة النمطية التي تعرضها الدراما العربية المتلفزة للمرأة لا تعبر عن الدور الحقيقي الذي تلعبه في الواقع الاجتماعي بل ان هناك تشويها واضحا لصورتها في بعديه الانساني والاجتماعي.
اشتملت الدراسة على عدد من الدراسات السابقة مثل:
صورة المرأة في الاعلام العربي، صورة المرأة في الصحافة العربية، صورة المرأة في الرواية العربية المرأة في روايات نجيب محفوظ، الى جانب عرض تاريخي لعدد من النظريات التي تفسر دور المرأة، وبعض الأبحاث التي تدعم او تفند مفاهيم او فرضيات تلك النظريات.
ثم استعرضت الدراسة بشيء من التفصيل، التطور التاريخي لمكانة المرأة في المجتمعات البشرية، ومكانتها في المجتمع العربي. لتنهي فصولها بنتائج التحليل الكمي والنوعي لعدة صور للمرأة من النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، عبر الأعمال الدرامية المتلفزة التي يستقبلها المجتمع بشرائحه كافة، مع ابراز وصف لتلك الصور التي تجسدها المرأة دراميا وتحليل للقيم والمعايير التي ترتبط بها.
|