Monday 23rd December,200211043العددالأثنين 19 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دقات الثواني دقات الثواني
حجاب الراهبات وحجاب المسلمات
د. عائض الردادي

من المؤكد ان اي محجّبة مسلمة لم تقد طائرة لتحطم برجا من ابراج واشنطن، ولم يكن اسمها من بين الاسماء التي اعلنت، ومن المؤكد كذلك انه لا توجد امرأة سعودية واحدة ارتكبت عملاً اجرامياً ضد الولايات المتحدة، ولذا يقف المرء متعجباً امام الحملة الاعلامية من وسائل الاعلام الامريكية على المرأة السعودية، في كل شأن من شئونها، حتى ليظن من يقرأ ما يكتب عن المرأة السعودية ان كل ارهاب في العالم خرج من تحت عباءة حجابها، وان عدم قيادتها للسيارة سبب من اسباب انتشار الارهاب في العالم.
لم اطلع على مقال واحد لكاتب اجنبي او عربي يطالب الراهبات - وحجابهن مثل حجاب المسلمات - ان يخلعن غطاء الرأس وان يعتزلن الرهبنة وان يخرجن من الاديرة الى دور السينما وشواطئ البحار، وان يمارسن الخلاعة في اماكن الفجور، وان يستبدلن الثياب الضافية على اجسامهن بالثياب الشفافة او الكاشفة لما تحتها او يرتدين البنطالات الضيقة التي تجسد ما تحتها حتى كأنه لا لباس.
لم اقرأ لصحفي اجنبي مقالاً واحداً يطالب بذلك، مع ان الحجاب واحد، والمرأة واحدة. ولعل السبب ان هؤلاء الراهبات يقعن تحت حماية القوة المسيطرة على العالم عسكرياً واقتصادياً وحضارياً واعلامياً، اما الاقلام او الافواه في العالم العربي فهي تتفجر الماً او هزءاً من «فاطمة قاوجي» المنتخبة التركية شعبياً لمجلس النواب، وطاردتها حتى نجحت في طردها، لا لانها قبض عليها متلبسة بجريمة اخلاقية او وطنية، ولكن لانها غطت رأسها، ولا ادري هل ستلقى هذه المعاملة لو كانت راهبة او وضعت على رأسها طاقية اليهود؟!
اما الاقلام العربية فقد تفجرت غضباً لان فنانة اختارت حياة الكرامة على حياة المهانة، فحرمت منتجاً او مخرجاً من المتاجرة بجسدها، وراحت تتباكى على الفن، ولم تذرف لكرامتها،ومتاجرة بجسدها، وتصنيفها في المجتمع على انها من سكان المواخير لا بيوت الشرف والعفة.حملة شرسة تشن على المرأة السعودية من وسائل الاعلام الاجنبية مع انها لم تجرم في حق العالم، ولم ترتكب عملاً ارهابياً واحداً، فلماذا هذه الحملة عليها وكأنها اكبر مجرم في العالم!وللاسف ان من يكتبون رداً على ذلك يعتذرون ولا يقدّمون حقائق بأن هذا انتماء ديني وحضاري، وكأن على العالم الاسلامي ان يعتذر عن كل ما لديه مما لا يروق لمزاج الغربيين من اللباس والعادات العامة، بدلاً من ان يقدموا الحقائق على حياة الكرامة للمرأة المسلمة. اما ان كانت المرأة تتعرض لاجحاف في بعض حقوقها فهذا نتاج العادات لا الدين، وهو مماثل لما في الغرب من استغلال للمرأة ما دامت تشبع رغبة الرجل جمالاً وشباباً وغيره، اما اذا جّف ذلك فقد تكون مكرمة اذا وجدت رعاية في دار للرعاية الاجتماعية.
الموضوع صراع حضاري ركب مركب الارهاب، فهل من سبيل لمواجهة الحقيقة؟

للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved