Thursday 12th December,200211022العددالخميس 8 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أين إنتاجك العلمي 3-3 أين إنتاجك العلمي 3-3
د.مازن مطبقاني

ونواصل في هذه المقالة الحديث عن العوائق التي تحول دون تطور البحث العلمي، فنقول إذا كانت هذه العوائق الثلاثة تؤثِّر في بعض الباحثين فإن ثمة عوائق أخرى تؤثِّر في غيرهم، وتجعل الأستاذ الجامعي يمضي سنوات وسنوات بعد حصوله على الدكتوراه وهو لم يقدم محاضرة عامة ولم يشترك في ندوة علمية ولم يدخل الإذاعة لا معداً أو مقدماً ولا حتى ضيفاً. إن هؤلاء كثر بيننا مرت عليهم عشرات السنين دون أن يفكروا في التقدم للترقية العلمية أو لا يعرفهم أحد خارج قاعات المحاضرات.
وأول هذه العوائق زيادة الأعباء التدريسية فهناك الأستاذ الذي يكلف بتدريس أربعة إلى خمسة مقررات في الفصل الواحد ويكون عدد الطلاب عنده بالمئات حتى إن من الطرائف أن الأستاذ قد يحتاج إلى سيارة نقل لحمل أوراق امتحانات بعض المواد، وليت الأمر يتوقف عند هذا الأمر فإن الأستاذ يكلف أحياناً بأن يدرس مواد في غير تخصصه، وكأن الدكتوراه معناها القدرة على تدريس أي شيء.
ومن عوائق البحث العلمي الرئيسة عدم توفر المراجع والكتب الحديثة، فكم كتب الأساتذة من قوائم بالكتب الحديثة التي يرغبون أن تتزوَّد بها مكتبة الجامعة (في أكثر من جامعة) ويمضي العام والعامان ولم يصل من الكتب شيء، وحتى مع وجود الإنترنت فلا بد من الاستعانة بالأساتذة المتخصصين للإرشاد إلى الكتب التي تستحق الاقتناء. ويأتي مع الكتب التزوّد بالدوريات فإن البحث العلمي الحقيقي لا يمكنه الاستغناء عن الدوريات فأين الدوريات في مكتباتنا الجامعية؟ وأين الاشتراك فيها عن طريق الإنترنت؟
ومن عوائق البحث العلمي استنفاد طاقة الأستاذ الجامعي في بعض جامعاتنا بأعمال إدارية أو مراقبة الطلاب في الامتحانات حتى إن الأستاذ ليكلف أحياناً بالمراقبة ثمانية أيام يضطر للوقوف ثلاث ساعات في كل يوم بالإضافة إلى الوقت المهدر في الحضور إلى الكلية والعودة يومياً، وقد كتب أحد كتَّاب الأعمدة في صحيفة محلية بعنوان «إننا نهدر وقت الصفوة» فهل المراقبة عشرين ساعة بالإضافة إلى وقت المواصلات وغيرها مما يفيد البحث العلمي؟
إننا بحاجة ماسة للاهتمام بالبحث العلمي، فإن الأمة لا يمكن أن تنهض بجد إن لم تستفد من طاقات علمائها والمتخصصين فيها، كما أن السؤال عن أين إنتاجك العلمي ينبغي أن يتأخر قليلاً أو لا بد أن نوفِّر الظروف المناسبة للأستاذ لينتج ثم نسأله أين إنتاجه؟
ولا بد أن أذكر أن من أخطر معوقات البحث العلمي الفاقة أو الحاجة التي يعيشها كثير من أساتذة الجامعات عندنا. لا أريد أن أعيد تفاصيل ما كتبه الدكتور سالم سحاب قبل أكثر من عامين عن رواتب المدرسين وكيف أنها ضئيلة بالمقارنة برواتب المدرسين في الدول المجاورة، فيكفي أن نجري دراسة على ما يسمى التسرُّب من الجامعات إلى خارجها لوجدنا أننا أمام معضلة حقيقية. وقد كتب سلفنا الصالح عن مهمات الدولة فذكروا منها أن توفِّر لكل صاحب مهنة من يخدمه أو يساعده، فتذكرت حال الأستاذ الجامعي عندما يشرع في بحث علمي كم يحتاج من مساعدة ولا يجدها في الغالب، بل إن بعض الأقسام لاتوفِّر الخدمات الأساسية من مراجعة بعض الدوائر الحكومية أو إرسال بريد الأستاذ الخاص وغير ذلك من الحاجات الأساسية.
ومن معوقات الإنتاج -الذي يسأل عنه الأستاذ- توفير المنح البحثية والموافقة عليها إن حصل عليها الأستاذ فقد علمت من أساتذة جامعات في مختلف البلاد العربية يحصلون على منح من جامعات أجنبية وحتى جامعة الملك فهد توفِّر لأساتذتها مثل هذه الفرص بينما تحرم جامعات أخرى أساتذتها من هذا الأمر.
وأختم هذه المقالات بالتأكيد على أسلوب التعامل بين المسؤولين في الجامعات وأعضاء هيئة التدريس، فمن العيب أن يكتب الأستاذ لمسؤوله عدة خطابات ولا يرد عليه أو يطلب موعداً للقائه فيقال له أحضر مع الجمهور ألا يعلم المسؤول أن هذا المنصب ليس ثابتاً وقد يحتاج إلى زميله الذي رفض مقابلته أو الرد على رسائله، بل ربما صرّح مسؤول أن من حقنا أن لا نرد فيا لها من غطرسة؟؟؟ بل قال أحدهم إن عدم الرد معناه عدم الموافقة!!!

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved