|
|
قال أحد العلماء «إنه يمكن استرجاع الثروة المفقودة بالاجتهاد، والمعرفة المفقودة بالدرس، والصحة المفقودة بالحمية والدواء، أما الوقت المفقود فلا يمكن استرجاعه أبداً». عبارة حكيمة حقاً، تحثنا على النظر بعيداً، وتفتح للتفكير آفاقاً جديدة، فعلى الانسان أن يتذكر جيداً بأن اللحظة التي تمر من عمره تمضي بلا رجعة، ومهما بلغ من نفوذ أو سلطان لا يملك أن يعيدها.. ولأن كل لحظةٍ من لحظات العمر محسوبة على المرء، ولأن عمر الانسان وفيما قضاه هو أحد اسئلة أربعة سيجيب عنها يوم القيامة، ينبغي للانسان أن يفكر ملياً فيم يقضي عمره وكيف يشغل أيامه؟! فالوقت ثروة كبيرة لا بد من توظيفها جيداً للحصول على السعادة الحقيقية، وهو أرض خصبة تنتظر اليد الحانية لتزرعها بالمفيد والجيد، لتجني بعد ذلك زهر النجاح وعبق السعادة، أما إن أنت أهملتها، فلن تجد سوى الدمار والهلاك، فالوقت حقاً سلاح ذو حدين، فإن قضيته في عمل نافع كان نفعاً لك، وإن ضيعته بلا هدف كان وبالاً عليك وأضعت معه عمرك ونفسك.. وقالت العرب قديماً «الوقت من ذهب» بل أغلى منه! فكما أن من الجنون أن ينثر المرءُ ذهباً أدراج الرياح، فإن من أسوأ أنواع الجنون اضاعة الوقت هباءً، إذ معه يُضيع الانسان ذاته وعمره ومصيره.. فمصيرك أيها الانسان بيدك، فاختر أي مصير تريد، واحذر من أن توجه هذا السيف خطأ، والأجدر بنا استغلال هذا الوقت في هذا الشهر الكريم بفعل الطاعات بتعدد أنواعها وأشكالها من صلاة وقراءة القرآن ودفع الصدقات وقيام الليل إلى غير ذلك من الأعمال.. واجتناب بعض المنكرات كالتدخين وسماع الموسيقى وقضاء الوقت على شبكة الانترنت في غير المفيد. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |