بينما ترتفع مفردات «التكافل» و«العون» و«مساعدة المحتاجين» في الخطابات السياسية والاجتماعية بكل المجتمعات، تتحول هذه المفردات إلى «أرقام» في الممارسة السعودية، يعيشها الناس في أرض الواقع ويرون آثارها رأي العين.
ولعلَّ أصداء الزيارة التفقدية التي قام بها سمو ولي العهد الأمين لسكان بعض الأحياء الفقيرة في الرياض ما زالت تتردد، حيث لامست الوجع في موضعه، وشخصت العلة، وتحولت إلى قرار وتوجّه يزيد من فعالية الممارسة تجاه دعم هؤلاء المحتاجين والرفع من قدراتهم لمواجهة أعباء الحياة بمعطياتها الحديثة.
وإذا كانت الخطوات في مكافحة الفقر والرفع من زخم العطاء في هذا المجال قد تسارعت وتم تفعيلها بشكل إيجابي، فإن بعض الإضافات الثرية - والمخططة مسبقاً - قد بدأت تدخل فعلياً إلى حياة المحتاجين لتُقيل عثرتهم وتدفع عنهم شبح الفاقة والمعاناة.
ولعلَّ ما تفضل به سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز هو خطوة عملية في اتجاه مبادرات الخير التي تتلاحق في مجال التكافل في مجتمعنا المسلم، حيث تفضل سموه بتسليم تسع وسبعين وحدة سكنية «فلة» تمثل الدفعة الثانية من وحدات الإسكان الخيرية بمنطقة تبوك للعائلات المحتاجة.
إن هذا العطاء الخيري الذي نفذته مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية جاء إضافة لعطاءات سابقة، حيث أصبح عدد الوحدات المسلّمة خلال ثلاثة أعوام ثلاثمائة وحدة سكنية خيرية تكلف تنفيذها أكثر من واحد وسبعين مليون ريال.
وإذا أضفنا لهذه الأرقام التي نعيشها ما تقوم به الجمعيات الخيرية الأخرى وما ترصده الميزانية العمومية للدولة من أجل رفع شأن المواطن وتدريبه وتأهيله ورعايته صحياً واجتماعياً، فإن الصورة تصبح أكثر جلاءً، حيث تتكامل الجهود وعلى مختلف الأصعدة ليكون إنسان هذا الوطن بكل فئاته هدفاً مستمراً لكل خطط النماء، وليستمر المواطن غايةً لا محيد عنها لكي يرتقي مستواه المعيشي والتأهيلي والمعرفي بما يواكب كل ما يحظى به الإنسان في العالم المتقدم.
|