للعيد في الإسلام.. معنى خاص ومفاهيم سامية

* الرياض - روضة الجيزاني:
فطر الإنسان على حب الأفراح والأعياد، إذ تتزين النفوس، وتلبس الدنيا أبهى حللها، ويتواصل الناس ويتبادلون التهاني والذيارات التي تدعم أواصر المحبة والاخاء والتراحم.
وللأعياد في الإسلام معنى خاص ومفاهيم سامية يتفرد بها العيد في الإسلام بما يضفي عليه سمات العلو والقداسة، يقول الدكتور عبدالفتاح سلامة من المجمع الفقهي بجمهورية مصر العربية: الأعياد في الشريعة الإسلامية ليست فصلية أو كونية أو وطنية.. فهي تدور مع السنة القمرية حيث تدور وتأتي في كافة الفصول بلا استثناء، ولما هاجر الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، وجد الأنصار يلعبون ويمرحون في يومين، ورثوا عن آبائهم وأجدادهم اتخاذهما عيدين: فقال لهم: (قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى).
ومن أهم المعاني التي تبنى عليها الاحتفال بالأعياد في الإسلام بدء العيد بذكر الله وبالتهليل والتكبير، الاجتماع في صلاة العيد لتبدأ الاحتفالات الاسلامية بالعيد بالصلاة، وفي ذلك وحدة العقيدة وبالاستماع الى الخطبة التي تحمل معاني العيد الإسلامي في اظهار الترحيب والحفاوة بالعيد. ويضيف الدكتور عبدالفتاح حول الخوف من العيد فيقول: كان بعض السلف الصالح يظهر عليه الحزن يوم العيد، وخاصة عيد الفطر، وكان إذا قيل له: انه يوم فرح وسرور يقول: صدقتم، ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل عملا وهو الصوم ولا أدري أيقبله مني أم لا؟ وللعيد آداب شرعية تظهر السرور على الإنسان بما لا يتنافى مع الشرع مثل: إظهار التكبير، إخراج الصدقة قبل صلاة العيد، التجميل في مثل هذا اليوم بأن يلبس الإنسان أحسن ثيابه، التهنئة بكلمة تقبل الله منا ومنكم.
العيد في العصر الفاطمي
وعن العيد في العصر الفاطمي يشرح لنا الدكتور عبدالفتاح تفاصيل ذلك فيقول: سجلت كتب التاريخ الصور الزاهية للاحتفالات في العصر الفاطمي بشهر رمضان وكذلك بعيد الفطر المبارك، فإذا تكاملت عدة شهر رمضان - وهي عندهم ثلاثون يوما - ركب الخليفة بالمظلة ولباس الخليفة في هذا اليوم الثياب البيض الموشمة، وهي أعظم ثيابهم، ويخرج الخليفة من باب العين إلى مصلى العين الذي كان يصلي فيه الخليفة في يومي الفطر والنحر، وكان موقعه خارج باب النصر بالقاهرة، وهي مصلى كبيرة قائمة على ربوة، وجميعها مبني بالحجر ومحاطة بسور على بابه قلعة كبيرة ويوزع الخليفة هدايا العيد على الناس.
وتوجد دار تسمى دار الفطرة خارج قصر الخلافة قرر فيها ما يعمل مما يحمل إلى الناس في العيد، وما ينفق في دار الفطرة يفرق على الناس منها ويبدأ العمل بدار الفطرة من أول شهر رجب إلى نهاية شهر رمضان، وقبل ليلة العيد تفرق على الأمراء الخيول بالمراكب الذهبية... وكل عام وأنتم بخير.