* كراكاس الوكالات:
شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في تظاهرات نظمها مناوئون ومؤيديون للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز السبت في كراكاس حيث ازدادت حدة التوتر غداة مقتل ثلاثة أشخاص بالرصاص.
ودخل الإضراب العام يومه السابع أمس الاحد في وقت يبدو فيه التوصل إلى حل قريب غير محتمل.
وأكد الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية سيزار غافيريا خلال مؤتمر صحافي بعد مباحثات جرت في وقت متأخر السبت بين الحكومة وممثلي المعارضة وانتهت بدون اتفاق «لسنا قريبين من التوصل إلى حل»، لكنه أعرب عن ارتياحه لاستئناف المفاوضات.
وكانت المفاوضات بدأت بين الحكومة والمعارضة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر ثم توقفت في 30 منه بسبب الدعوة إلى الإضراب العام الذي بدأ الاثنين الماضي للمطالبة باستقالة شافيز المتهم بتخريب الاقتصاد وتقسيم البلاد.
وقال وزير الدفاع جوزيه لويس برييتو السبت إن القوات المسلحة ستتولى الدفاع عن الصناعة النفطية الحيوية للبلاد، بعد أن باتت مهددة جراء الإضراب العام.
ولم يحدد الوزير التدابير التي سيتم اتخاذها، لكن شافيز أعلن أن جنوداً من القوات البحرية سيطروا على ناقلة النفط «بيلين ليون» وتولوا زمام الأمور فيها بعدما أوقفها الربان المشارك في الإضراب في القناة المؤدية إلى بحيرة ماراكيبو (600 كلم غرب كراكاس) وعلى متنها 280 ألف برميل من النفط.
وأثر الإضراب سلباً على الإنتاج النفطي لفنزويلا، خامس مصدر للنفط عالمياً، وسبب قلقاً في أسواق النفط.
كما أثار الأضرار مخاوف في واشنطن والمنطقة حيث حث قادة بعض دول أمريكا الجنوبية الأسرة الدولية على التحرك لتدارك مزيد من العنف.
ولكن شافيز قلل من أهمية حركة الاحتجاج قائلاً إن «الإضراب يسير نحو الانهيار»، وهو يعتمر القبعة الحمراء العسكرية التي أصبحت رمزاً له منذ الانقلاب الفاشل الذي قاده في 1992م، قبل ست سنوات من انتخابه.
وقال الرئيس اليساري أمام عشرات الآلاف من مؤيديه، متوجها إلى منظمي الإضراب الذي دعا إليه أبرز اتحاد للعاملين وجمعيات أرباب العمل، «ما من فرق كبير بين أن يقوم إرهابي بوضع قنبلة على أنبوب نفط أو أن يقوم رب عمل بمنع الموظفين من التوجه إلى العمل أو ربان باحتجاز سفينة».
وفي مقابل التجمع المؤيد لشافيز في جادة بوسط كراكاس، نظم عشرات الآلاف من معارضيه مسيرة صامتة حداداً على قتلى الجمعة مطالبين الرئيس بالتنحي.
وفي واشنطن، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها من أن يؤدي سقوط ضحايا إلى «تصعيد العنف والمواجهات في فنزويلا».
ووعد شافيز بالتحقيق في حادث اطلاق النار ومعاقبة مرتكبيه.
وتم اعتقال ستة أشخاص بعد قيام مهاجم واحد على الأقل بفتح النار على متظاهرين في بلازا التاميرا شرق كراكاس، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 29 بجروح.
وقال مسؤولون إن بين المعتقلين سائق أجرة برتغالي يقيم في فنزويلا منذ أربع سنوات اعترف باطلاق النار على الجموع.
وقال الجنرال انريكه ميدينا، قائد مجموعة من ضباط أعلنوا التمرد على شافيز إن «ما حدث كان مجزرة وحشية»، وأقام هؤلاء الضباط وعددهم 14 ضابطاً، قاعدة في بلازا فرانسيا في حي التاميرا في 22 تشرين الأول/اكتوبر محولين الساحة إلى مركز لانطلاق التظاهرات المناهضة للحكومة.
وتم إقصاء شافيز عن السلطة في انقلاب في 11 نيسان/ابريل لكنه عاد إلى الحكم بمساعدة ضباط موالين بعد ذلك بيومين.
واتهم شافيز منظمي الإضراب بالإعداد لانقلاب جديد، كما اتهم ربابنة السفن المضربين بالقرصنة.
ويؤكد مسؤولون أن إنتاج البلاد تراجع مما يشكل خسارة بملايين الدولارات يومياً مع تأكيدهم أن التصدير مستمر، وتنتج فنزويلا في العادة 49 ،2 مليون برميل يومياً.
وقال شافيز إن «المشترين الدوليين لم يتأثروا، هناك تأخير في الإنتاج وقد يؤثر هذا على التصدير إذا كان في نية المضربين تخريب شركة النفط الفنزويلية الحكومية».
وتحصل الولايات المتحدة على كمية كبيرة من نفطها المستورد من فنزويلا التي تعتمد على النفط لتأمين نصف عائداتها المالية.
|