صدر عدد شهر رمضان من مجلة «الفيصل» الثقافية الشهرية حافلاً بمقالات متنوعة واستطلاعات مصورة، تمثل رحلة من أعماق التاريخ إلى عصر ما بعد العولمة فقد أعد فوزي المصمودي استطلاعاً عن المدينة الجزائرية بِسْكِرة واصفاً إياها بعروس الزيبان وبوابة الصحراء، وموضحاً تاريخها الذي يعود إلى عشرات الآلاف من السنين، فكانت همزة الوصل بين مدن الشمال الإفريقي وجنوبه واحتضن ثراها رفات الصحابي الجليل وفاتح بلاد المغرب عقبة بن نافع الفهري، وثلة من الصحابة والتابعين.
وأوضح عبدالله بن إبراهيم اللحيدان فضل ترجمة معاني القرآن الكريم وأثرها في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وتتبع محمود الذوادي الجذور اللغوية والثقافية للنزاع بين كندا وكيباك، وتناول الشريف عبدالحفيظ مركزية العنف في الحضارة الغربية مبيناً أن الغرب يعيش دائماً على الآخر، ولا يكتفي بالعيش المسالم، بل يسعى دائماً إلى الذات الأخرى، وتعطيل دورة نموها الداخلية أو إعاقتها.
واستشرف عبدالتواب يوسف آفاق ثقافة الطفل العربي في عصر ما بعد العولمة، محذراً من أن الابحاث والدراسات قد كشفت أن أطفالنا أضعف كثيراً من أطفال الغرب في حصيلتهم اللغوية، كما أنهم لا يحسنون التعبير عن أنفسهم شفاهة «تحدثاً» وكتب د. يوسف عز الدين تحت عنوان « التنافذ الأدبي بين العربية والإنجليزية» مشيراً إلى التأثير المتبادل بين الأدب العربي والغربي، ومؤكداً أن التنافذ الأدبي هو الذي يطور الأدب وينقذه من الجمود، وفي استطلاع مصور تناول ياسر محمد أبو نقطة «المسارح الأثرية في سورية» مقدماً وصفاً دقيقاً لها مع خلفية تاريخية عن نشأة المسرح في سورية الهلنستية، واستعرض عماد عبدالرحمن الهيتي أوصاف الزلازل في الكتابات العربية القديمة، مؤكداً اهتمام العلماء والكتّاب العرب بهذه الظاهرة الطبيعية.وقدم د. عبدالرحمن العيسوي مجموعة من التساؤلات عن عملية التخاطر، منها هل يمكن أن يصل الإنسان إلى معرفة عقلية أو إدراك حسي دون الاعتماد على حواس المعرفة؟! وهل في الإمكان حدوث معرفة أو صدور قرارات وأحكام دون مدخلات للحس؟ وهل هناك من يستطيعون قراءة عقولنا ومعرفة محتواها أو ما يدور بداخلها؟
وقدم ثابت عيد مراجعة لكتاب الدكتور عبدالرحمن بدوي رحمه الله بعنوان «دفاع عن القرآن ضد منتقديه» وأشار إلى بعض الملاحظات على الترجمة وطالب بإعادة طباعة هذا الكتاب لأهميته، وتناول عبدالكريم إبراهيم السمك علاقة المؤرخ والصحفي أمين سعيد وصلته بالملك فيصل -رحمه الله- مشيراً إلى اهتمام أمين سعيد بالتأريخ للدولة السعودية ووفاء الملك فيصل له والذي تجلى في رعايته لأسرته بعد وفاته.
وفي باب «خاتمة المطاف» ألقى د. خالص جلبي الضوء على آلية عمل الذاكرة، مؤكداً أنه لا معنى لأي وجود إنساني من دون دماغ.ومن قصائد العدد: القصيدة التراثية «هبت بنصركم» للأمير أبي الربيع الموحد، و«صداقة» للدكتور حيدر الغدير، وهناك نص بعنوان «كاهن الحزن» لفاطمة بلفوضيل وقصة قصيرة بعنوان «قبر علي - بلوس» للكاتب الاسباني بثنته بلاسكو إناييذ ترجمة وفيق فايق كريشات. وضم العدد بعض الأبواب الثابته التي يتواصل القراء من خلالها مع المجلة مثل «رسائلكم» و«ردود وتعقيبات» و«المسابقة» التي رصدت للفائزين بها جوائز قيمة.ويرصد «الملف الثقافي» أهم أحداث الحركة الثقافية في شهر في الدول العربية والعالم.
| 
