راشد الماجد حين يغني ينصت الجميع لهذا الصوت المخملي الذي يسكن في الأعماق كأنه لؤلؤة ثمينة تقبع في الأعماق.. هذه الليلة كانت بيروت تتنفس بشكل مختلف وبطريقة مختلفة، فالسندباد كان بطلا فوق العادة .. فاللبنانيون يعشقونه حتى الجنون .. بل ويحفظون أغانيه عن ظهر قلب ..
ولم يكن نجوم الحفل الثاني من مهرجان ليالي العيد على أوربت أقل نجومية فجوانا ملاح لها صوت خاص وعلاء زلزلي يعرف جيدا كيف يدير أمزجة الجماهير، أما الصوت السعودي الجديد ثامر التركي فقد كان ناجحاً وهو يعبر النهر اللبناني، أما الجمهور بنجاح فيما نوال الزغبي هي الأخرى تعرف جيدا جمهورها اللبناني الذي استقبلها كعادته بالتقدير والهتاف.
ومع إطلالة راشد الماجد امتلأت صالة مسرح مركز المعارض الدولي بالتصفيق للفنان السعودي القادم من أعماق الصحراء ليمزج الأصالة بالتطريب ويوقع صكاً جديداً للنجاح.
وكان قائد الفرقة طارق عاكف قبلها يستعد مع فرقته هو الآخر لاستقبال النجم المنتظر لليلة بيروتية وللمعلومية فهذه هي الحفلة الأولى التي يشارك فيها عاكف بعد عودته من الاعتزال .. وبعد أن هدأ المسرح صدح الماجد بأولى أغانيه وكأنه يخاطب الجمهور .. أغنية «أنت الدنيا» فكانت الشرارة التي أشعلت الحفل من البداية .
وبعدها قال الماجد للجمهور انه سعيد بتواجده بينهم في العيد وغنائه لأول مرة في لبنان ثم غنى «يا ناسينا» كأبدع من يغنيها .. ثم عاود ليغني أغنية يخاطب بها الجمهور مرة أخرى من خلال أغنية «يا ذوق وكمل ذوق» ثم غنى ولأول مرة أغنية كلاسيكية قال: انها إهداء منه للجمهور بمناسبة العيد وهي أغنية كلاسيكية تطريبية أعادت الجميع لأجواء أغنية «المسافر» وكتب كلماتها الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن ولحنها الدكتور عبدالرب إدريس وعنوانها «اسقني حب» وهي من الأغاني التي لا تقل روعة عن «المسافر» سواء في الكلمة أو اللحن أو الأداء الذي كان الماجد فيه متجلياً وهو يبحر في الكلمة واللحن.
كما ان نجاح الأغنية سيحسب لهذا المهرجان الناجح، ثم أعاد الماجد الجمهور الكبير لأجواء الرقص بأغنية «ويلي» التي حققت نجاحاً لافتاً .. ما لبث أن تلاعب بصوته في أغنية «وحشتني» عائدا بالجمهور لأغاني الكلاسيك والرومانسية وكأنه يداعبهم مرة بالكلاسيك وأخرى بالراقص الذي ركز عليه في آخر ثلاث أغانٍ أطلقها وهي «يا راشد» التي حاوره الجمهور من خلال كلماتها وهو يرد عليهم.
ثم غنى «على مين تلعبها» وختم حفلته بأغنية «مشكلني» التي «طار» بها الجمهور بمجرد سماع مقدمتها الموسيقية وكان الجمهور يطالبه بها من أول ظهوره على خشبة المسرح وفيما كان يغني راشد الماجد «مشكلني» كان غالبية الجمهور واقفاً يرقص وطالبه بإعادتها مرة ثانية فلبى لهم هذا الطلب وأعاد غناءها تلبية لرغبة الجمهور الذي طالبه بإعادتها مرة ثالثة، ولكنه اعتذر وغادر المسرح الذي اكتظ بالجمهور الذي هو الآخر كان نجماً للحفل.
وبصراحة فقد كان راشد الماجد نجماً بكل المقاييس وهو يغني لمئات الجماهير على المسرح ولملايين الجماهير في كل مكان ويؤكد مرة أخرى انه نجم نجوم الأغنية العربية القادم الذي تزداد نجوميته يوماً بعد يوم وتزداد جماهيريته لحظة بعد لحظة.
جوانا بدأت الحفل
وكان حفل عيد بيروت الثاني قد انطلق أولا بصوت الفنانة اللبنانية جوانا ملاح التي تمتلك صوتاً مميزاً وكان لها بداية سابقة وناجحة .. فقد بدأت فقرتها وهي تغني «عليك عيني» ثم اتبعتها بأغنيتها التي أوصلتها عربياً «عصفورك لو منك طار» وغنت لشادية «سونه» ثم قلاقلي، وختمت بالسوق ناداني.
زلزلي .. ميه بالمية
ثم صعد على المسرح وبعد استراحة قصيرة الفنان اللبناني علاء زلزلي الذي يعتمد على الرقص أكثر من الغناء فغنى «يا عمري» و«تقبرني» و«عاشق» وميه بالميه» و«الشكل الحلو» وختم فقرته بأغنية «يا حنون» التي كان تفاعل الجمهور معها واضحاً.
ولادة نجم جديد
ومن مميزات هذا المهرجان هو ولادة نجم سعودي جديد وصوت سعودي قوي غنى للجماهير اللبنانية وللمشاهدين في كل مكان هو الفنان الصاعد ثامر التركي الذي يستعد لطرح أول ألبوم له في الأسواق وبدأ الحفل بشيء من الارتباك ما لبث أن دخل في أجواء الحفل بعد أن كسر له الجمهور حاجز الرهبة وغنى أربع أغان فقط كفيلة جدا باكتسابه الخبرة وبطاقة تعريف للجمهور فغنى «صفقوا له» التي وضح فيها الارتباط ثم غنى «أظن انه بخير» وثالثاً غنى التركي «لاحظ الفرق» وهي الأغنية التي جعل منها عنواناً لشريطه الجديد وأخيرا غنى «عليكم حلال» ويودع بعدها الجمهور الذي استقبله واحتضنه كما احضنته أوربت!!.
نوال تختتم الثانية
وكانت الفنانة اللبنانية نوال الزغبي هي آخر من غنى في الليلة الثانية فقد بدأت فقرتها بأغنية «من قدك».. و«الليالي» وبعدها غنت.. «اللي حبيته» و«اللي تمنيته» و«عاشقة» ثم «علي بالي»، و«ما أندم عليك».. كما غنت الزغبي أغنية «من حبيبي أنا».. وهي الأغنية التي تعرف الجمهور من خلالها على نوال الزغبي.. وبعدها غنت «نصف القلب» ثم «علام اللوم» و«الدلعونة» و«كم ليلة» وأخيراً و«ناسيني ليه».لتختتم بعد ذلك ثاني ليالي مهرجان العيد على الأوربت ويضاف نجاح آخر بعد نجاح الحفل الأول تنظيميا وجماهيرياً وفنياً.
| 
