Monday 9th December,200211029العددالأثنين 5 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وقفات وقفات
التمايز بين الرفض والقبول..!
سلوى أبو مدين

عرضت إحدى القنوات الفضائية إحدى المشاكل التي يتعرض لها بعض الأفراد الذين يقيمون في الخارج في بعض المجتمعات الغربية وهي التفرقة العنصرية بين اللون الأبيض واللون الأسود، فتحدث بعض الأفراد الذين يعانون من هذه المشكلة وأطال مذيع البرنامج في الاستماع إلى آراء بعض الحضور عن تلك المشكلة وتفاقمها في المجتمع الغربي بشكل واضح.. وتحدث بعض الأفراد العرب الذين يعانون من المشكلة التي باتت تشكل عقبة في حياتهم فقال أحدهم باللغة الإنجليزية لأنه لا يستطيع إيصال الفكرة للرأي العام وأوجز في التعبير، وكان اندهاش الحضور عند سماع شكوى هؤلاء الأفراد الذين ينعتهم البعض بذوي البشرة السوداء. ووقع هذه الكلمة على أنفسهم.! وضرب أحدهم مثلاً بأنه.. عندما ناداه شرطي المرور«ياعبد» لم يع أن هذه التسمية له إلا بعد أن واجهه بها الشرطي بذلك.!
كانت مدة الحلقة ثلاث ساعات، وناقشت قضايا عديدة.. إلا أن أهمها هي قضية العنصرية أو ما تسمى التمايز«discrimination». والتي أثارت جدلاً كبيراً مدة من الزمن، وكم تألمت وأنا استمع إلى المتحدث من دولة السودان الشقيق وهو يشكو من التعصب للون، والذي نهى عنه الإسلام،
وأنه موضع ضحك وسخرية الآخرين رغم أنه متفوق في علومه وهو يقوم بتحضير دراساته العليا مما جعلني ألقي الضوء على هذا الموضوع.. وأنا منكرة له.!
إن القضية هي قضية وعي وخلق ودين قبل كل شيء.. لقد جاء ديننا الحنيف ونزع هذه الفوارق التي كانت في الجاهلية، كما نهى عن العصبية القبلية التي كانوا عليها.
فالأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتتبع ما أنزل الله في كتابه العزيز، فالدين الإسلامي جاء للناس كافة ولم يميز بين أبيض وأسود وساوى بين الناس رغم اختلاف ألوانهم وأشكالهم وعرقهم ولغتهم.!
وإذا تأملنا أحاديث رسولنا الكريم.. وقرآننا العظيم لوقفنا على حقيقة هامة أننا جميعاً أبيضنا وأسودنا وكل ألواننا خلقنا من طين.!
وان الله تعالى المبدع هو من لوننا وفضلنا على بعضنا البعض بالتقوى لا بالصور الخارجية. قال تعالى{ إنَّ أّكًرّمّكٍمً عٌندّ اللّهٌ أّتًقّاكٍمً }، ويقول المصطفى عليه السلام«لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى» والأحاديث النبوية الشريفة كثيرة.. التي تشير إلى هذا الموضوع. ولو تأمل الناس هدي الدين الإسلامي القويم لما نعت أحدهم الآخر بلونه.!.إن الله خلق آدم من تراب وصوره في أحسن صورة وميزه عن باقي المخلوقات بالعقل المدبر المفكر.. وجاءت منه ذريته باختلاف ألوانهم، فمنهم الأبيض والأحمر والأصفر والأسود.. لحكمة لا يعلمها إلا هو جل شأنه.وللأسرة دور هام في تربية النشء منذ نعومة أظفارهم وتأديبهم بالآداب الإسلامية التي علمنا إياها معلم البشرية رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه، فيجب علينا أن نعود أنفسنا وألسنتهم على التأدب والتحلي بالخلق السليم لينشأ أبناؤنا النشأة الإسلامية الصحيحة في أقوالهم وأعمالهم، ويتأسوا بهدي نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، نسأل الله العافية، كما نسأله أن يحسن أقوالنا وأعمالنا إنه مجيب الدعاء.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved