السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إشارة إلى ردود الأفعال الكبيرة تجاه العيد التي رصدت «الجزيرة» العديد منها، أعقب على ذلك فأقول: رفقاً بنا أبا الطيب فحتى العيد كدت ان تشوه جماله وتسلبنا سعادته بقصيدتك وبيتك الذائع الصيت «عيدٌ بأية حال عدت يا عيد..» ولكن رغم اجتهادك في «تشويب» البسمة وتعكير الصفو إلا ان عيدنا يبقى رغم المآسي والمصائب والأحزان التي تمر بها أمتنا الإسلامية من قتل وتجويع وتشريد ومطاردة وقصف وهدم لدولنا ومدائننا الإسلامية، فطفل هناك في مدائن الأقصى وأولى القبلتين يصرخ ويصيح، وشيخ هرم قد أثقلته الحياة في جبال الشيشان يموت أسى ويتقطع حزنا وهو يشاهد بيته يهدّم على أبنائه ويسقط على رؤوس أسرته وهو المسكين لا حول له ولا قوة.. ورغم نظرة الشاعر الكبير المتنبي غير المرضية للعيد إلا ان العيد يبقى باسما وجميلا له متعته وصفاؤه ونقاؤه، فيوم العيد يوم زاه مشرق ينزع لباس الحزن من على النفوس ويستبدله بلباس ناصع مضيء مشرق، ونحن المسلمين نعيش في نعمة كبيرة في ظل هذا الدين الذي لا يرضى لنا ان نجهد أنفسنا في العبادة فوق طاقتها ولا يرضى لنا ان نبعد البسمة وتزيح السرور عن نفوسنا فهو يغيِّر ويجدد لنا وجوهنا ونفوسنا بعيد الفطر وعيد الأضحى اللذين يشجعاننا على التآخي والحب والود والصفاء وذهاب ما في النفوس من شوائب.. ففي العيد مشاهد جميلة من الفرح والسرور ونبذ الكسل والخمول وإبعاد السآمة والقتامة والحزن عن الوجوه والنفوس فما أجمل ان ترى الأسرة فيما بينها تجدد علاقتها وتؤكِّد محبتها في قبلة العيد وترسم بسمتها على وجوه الأطفال والصغار.
العيد أيها الأحباب متعة وأنس وصفاء شرعه لنا ديننا وحثنا على التفاعل معه وبث الفرح والسرور في النفوس والطمأنينة التي تجدها الأنفس وتحيا بها القلوب بالأنس بالله في ذكره وعبادته، فمع هذه العبادة الفسحة والاجازة والفرح والسرور التي ينعم بها علينا ديننا في الأعياد والمناسبات الأخرى وأيضاً يجدد ويغيِّر في النفوس وأيضاً هو بمثابة المكافأة والمساحة التي نسترخي بها بعد مشوار العبادة التي قضيناها في رمضان.. وكذلك بعد عشر ذي الحجة في عيد الأضحى.
أحبائي: العيد بسمة تفتر على الوجوه واشراقة وصفاء ترتديها النفوس وأنس وسعادة تبدد الحزن وتحارب الغل والحسد والعداء.. فلنكس العيد حلته ولنلبسه سعادته ولنجعله فرصة للتصافي والتآخي ونبذ العداء.
خالد عبدالعزيز الحمادا ثانوية الأمير عبدالإله/ بريدة
|