إن إدارة الحرمين الشريفين، قد اختير لها ووكلت إلى شيوخ علماء لإدارتها وأداء شؤون خدماتها، مع فريق يمارس تلك المسؤوليات في الحرم المكي والحرم المدني.. وكنت أمارس شيئا من كتابات موضوعية، أشير فيها إلى بعض الأخطاء، راجيا تداركها ومعالجتها، لكن عبر ثلاثة من رؤساء إدارة شؤون الحرمين، لم يطرأ جديد، والأخطاء هي الأخطاء التي نشهدها عبر العام ولاسيما خلال شهر رمضان المبارك، من كل عام..!!
* ومع مزيد تقديري لشيوخنا العلماء، فإن الأخطاء التي نرى، وهي أمور يسيرة، وقد كتبتها أكثر من مرة إلا أنه لم يحدث لها شيء، ولم تحدث معالجة لها، وهذا يؤدي إلى توسع وازدياد الأخطاء، ويحسب ذلك تقصيرا على إدارة الحرمين، وأكبر الظن أنها تأباه، كما نأباه نحن، لأن الحرمين الشريفين مقدسان وغاليان في نفوسنا، وفي نفوس المسلمين.. وإني أجمل القول في ذلك، عسى أن نسمع ونرى إزالة لما نشكو منه، لأن الأخطاء محسوبة على ادارة الحرمين، كما أن الإنجاز محسوب لها، فنقول: «حسب الناس لك، وحسبوا عليك».!
* في المسجد الحرام، وعهدي به يوم 6/9/1423هـ، حيث ذهبت فرأيت:
أ في الطواف، عربات غير القادرين على الطواف، تدق عجلاتها الحديدية وما فيها من أعقاب الطائفين، لاسيما في الذروة، ورمضان مثل الحج من شهور الذروة، لاسيما بعد فتح باب العمرة على مصراعيه.. و«الشبارى» التي كانت تحمل على الرؤوس أقل أذى، ذلك أن حامليها يزاحمون الطائفين ويدفعونهم، لأنهم يريدون أن ينهوا مهماتهم، أما السكوت على نزول العربات لساحة الطواف فإنه أذى للراجلين الطائفين، وينبغي إيقاف استعمال تلك الكراسي في الطواف بلا استثناء ولا هوادة، وهو من مسؤولية إدارة شؤون الحرمين.
ب في الذروة، في رمضان، رأيت أناسا يطوفون غير محرمين ، معنى ذلك أنهم غير معتمرين، وأنهم من سكان البلد الحرام. وهؤلاء ينبغي أن يحال بينهم وبين الطواف في فترات الزحام، للتخفيف عن المعتمرين من داخل البلاد وخارجها.. وهذا شيء طبعي ينبغي أن تتنبه إليه إدارة الحرمين، وتضع له موظفين يمارسون ما أشرت إليه..!
ج في السعي، بعض العربات التي تحمل غير القادرين على السعي راجلين، تخرج عن خطها المرسوم لها، هروبا من الزحمة، ولم أر أحداً يعترض عليها، وهي بذلك تؤذي الساعين في حركة الزحام.
د رأيت أعجب في السعي: امرأة معها طفلان، وضعتهما في عربة خاصة بها، وهي تسعى، وكأنها في سوق أو في جنينة، منطلقة وطفليها للنزهة والتسلية.. وهذه الممارسات تدل على غياب موظفي إدارة شؤون الحرمين الشريفين وتقصيرهم في التوجيه ومعالجة هذه الأخطاء، لأنها تؤدي إلى فوضى.
ه في صحن الطواف أناس، رجال ونساء يسيرون عكس اتجاه حركة الطواف، وهؤلاء ينبغي أن يتصدى إليهم موظفو شؤون الحرمين، بهدوء وبممارسة مهذبة، ليحولوا بينهم وبين هذه الممارسة الخاطئة، لأن النظام سلوك وإصلاح، والحيلولة دون وقوع أخطاء.. وأنا أدرك أن كثيرا من عالمنا الإسلامي جاهل إلى حد التخلف! غير أن هذا لا يمنع أن يسود النظام والتنظيم، ودرءاً للأخطاء واستفحالها في أقدس بقاع الأرض.!!
|