لا شك أن الدولة أعزها الله قد بذلت جهوداً جبارة وأموالاً طائلة في ما من شأنه رفعة هذه المملكة الغالية. والتعليم اليوم جزء كبير من اهتمام الدولة لرفع الجهل والتحليق في سماء العلوم النافعة، وهناك فئة في المقابل أجبرتها الظروف على الالتحاق بالتعليم ولكن التعليم الموازي حيث انخرطوا في المدارس الليلية الحكومية التي أتاحتها الدولة ممثلة في وزارة المعارف لمن فاته التعليم في المدارس النهارية. وعلى الرغم من معاناة هذه الفئة الأزلية وشح الأنظمة في حقها والذي تعيشه اليوم بسبب المنهج مع قلة الحصص المعطاة، فإنه لن يحصل لهم ما يتمتع به طلاب النهار من مزايا سهلت عليهم طريق النجاح، مع تساوي المنهج مع طلبة الليل. بل في ظل تلك الظروف العصيبة تزيد إدارة التعليم بالقصيم «بريدة» معاناتهم وتطفي بصيص الأمل الوحيد بتوحيد الأسئلة وجعلها من قسم الاختبارات لديها أو من مكاتب التوجيه التربوي في المحافظات، وتهمش دور المعلم في المدارس الحكومية في الليل فقط، مساواة بالمدارس الأهلية التي أصبحت اسئلتها عن طريق إدارة التعليم، ومثار الاستغراب كون هذه المدارس حكومية وتخضع لأنظمة اختبارات المدارس النهارية الحكومية التي يمارس المعلم دوره فيها وهم ثقات أسندت اليهم رسالة التعليم ويريدون المصلحة العامة فكيف يثق به في النهار ولا يوثق به في الليل. وكيف تريدون معاملة المدارس الأهلية على حساب الحكومية التي لا تهدف إلا للمصلحة العامة وهيأتها الدولة أعزها الله لذلك بعكس المدارس الربحية التي أفضت جيوب هؤلاء المساكين الذين أجبرتهم الظروف على الدراسة ليلاً لرفع مستوى معيشتهم.
فمن المستفيد من هذا التغيير غير المدارس الأهلية على طلاب لا حول لهم ولا قوة، في الوقت الذي يعانون الاجحاف الواضح حيث ان ما يدرس لطلاب النهار يدرس لطلاب الليل مع المزايا الجديدة لطلاب النهار. وهؤلاء على النقيض وليسوا بحاجة إلى مزيد من المعاناة، ولكن أملنا بالله ثم بمعالي الوزير الدكتور محمد أحمد الرشيد بايقاف هذا الموضوع. وإعادة الثقة للمدرس الحكومي مع طلابه في المدارس الليلية الحكومية.
فلاح الحربي طلبة المدارس الليلية الحكومية بالقصيم |